قائمة الموقع

الاعتقال السياسي يسلب روح "السخل"

2013-06-16T05:19:16+03:00
الشهيد سعدي السخل
غزة – الرسالة نت - محمد أبو زايدة

رنّ هاتف الأسير المحرر المبعد لغزة نائل السخل.. نظر إليه فإذ بوالدته تتصل.. ردّ طارحا السلام، لكنه تفاجأ بصوت بكاء وصراخ، ذلك دفعه لسؤالها متعجبًا "إيش في؟!"، فردّت: "السلطة اعتقلت أخوك وقتلت أبوك".

استقبل نائل خبر وفاة والده، ليضيف بذلك حرقةً وألماً تزيد من وجع حرمانه، لاسيما بعد إبعاده إلى غزة عقب تنفيذ بنود صفقة وفاء الأحرار بين المقاومة الفلسطينية و(إسرائيل) برعاية مصرية في أكتوبر 2010.

أسرى محررون من القدس والضفة المحتلة مبعدون إلى غزة، احتشدوا -فور سماع الخبر- أمام منزل صديقهم نائل، وأقاموا بيت عزاء لمواساة عائلة السخل، بعد أن وصل نبأ استشهاد والد نائل داخل سجون أجهزة السلطة بنابلس.

لحظة الاعتقال

يقول نائل لـ "الرسالة نت:"إن عناصرًا من جهاز المخابرات التابع للسلطة جاءت للمنزل؛ لاعتقال أخي أنور، لكنه رفض الانصياع لأوامرهم".

أطلقت أجهزة السلطة الرصاص بالهواء أمام منزل عائلة السخل برفيديا غرب محافظة نابلس؛ لإرهاب عائلته قبل أن تعتقل أنور السخل، فصاحبهم والده للاطمئنان عليه.

يضيف نائل:"وصلوا إلى داخل سجن جنيد بمدينة نابلس، فاعتدوا على والدي، وضربوه على ظهره، حتى أغمي عليه".

بدأ الخوف ينتاب الأجهزة الأمنية بعد فعلتها، أعلنت حالة الطوارئ بالسجن، وجرى نقل والد الأسير إلى المستشفى العربي بالمدينة.

إعلان الوفاة

استمرت إجراءات نقل المواطن سعدي للمستشفى ساعتين حرصت خلالها إدارة سجن جنيد على انقاذ حياة والد الأسير؛ خوفًا من عواقب فعلتها الوخيمة، لكن الطبيب خرج بعد فترة من غرفة العمليات؛ ليعلن خبر موته.

وينقل نائل عن الطبيب قوله "وصل إلى المستشفى فاقدا الوعي (سعدي)، وحاولنا إنقاذ حياته مدة ما يقرب من الساعة، من خلال تنشيط عضلات القلب، وإجراء عمليات التنفس الصناعي، لكن دون جدوى".

المصادر الطبية داخل المستشفى قالت إنه أصيب بأزمة قلبية، لكنها لا زالت تنتظر تقرير الطبيب الشرعي.

تأكد خبر الوفاة، فذهبت أجهزة السلطة نحو تخفيف حدة الغضب التي سيطرت على شوارع نابلس جراء فعلتها، وأطلقت سراح أنور بعد أن اعتقلته داخل زنزانة في سجن جنيد.

ويؤكد الأسير المحرر نائل أن أجهزة السلطة اعتقلت شقيقه أنور مرات عدة؛ بسبب تأييده لحركة المقاومة الاسلامية حماس.

ويشير إلى "أن الاحتلال كان قد أرسل لوالدي منذ أسبوعين استدعاءً للمقابلة، والسلطة حضرت للمنزل لتعتقل شقيقي، وكأننا لا نسلم من بين فكي كماشة الطرفين"، لافتا إلى أن لديه شقيقًا معتقلًا داخل السجون (الاسرائيلية) منذ 10 سنوات.

وحمّل نائل أجهزة السلطة التي وصفها بالـ" إجرامية"، ، المسئولية الكاملة عن وفاة والده، قائلًا "حسبي الله ونعم الوكيل".

يذكر أن محررين من نابلس أبعدوا إلى غزة ضمن "وفاء الأحرار"، وهم "عمر عصيدي، علام الكعبي، خويلد رمضان، وسالم طبنجة، وكمال شعبلو"، تقدموا بالتعزية من صديقهم نائل بوفاة والده.

استنكار ومطالبات

واستنكروا سلسلة الاعتقالات السياسية التي تمارسها أجهزة السلطة بالضفة المحتلة، داعين لفتح تحقيق جاد في حيثيات وفاة المواطن السخل، ومعاقبة المسئولين والمعنيين.

وتأمل المحررون بأن يكون دم الشهيد سعدي، خاتمة المأساة التي "يعيشها الشعب الفلسطيني من تبعيات الانقسام والاعتقال السياسي الذي تمارسه الأجهزة الامنية بالضفة المحتلة".

وطالب المحررون بوقف "مهزلة الاعتقال السياسي"، والاستدعاءات المتكررة لأبناء الحركة الإسلامية، قائلين إنها طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

بدوره، أكد المحرر مهدي التميمي المبعد عن الخليل، أن الأجهزة الأمنية "ظالمة أدت نتيجة تصرفاتها لوفاة سعدي"، معتبرا أن عمليات الاعتقال بالضفة غير مبررة.

أما محمد القرم المبعد عن جنين، طالب الفصائل الفلسطينية بتصعيد جاد لإيقاف ما ترتكبه أجهزة السلطة من اعتقالات بالضفة المحتلة. ودعا النائب العام بفتح تحقيق رسمي ونشره للجمهور الفلسطيني بشكل عام.

وأفرجت (إسرائيل) في أكتوبر/تشرين الأول عام 2010 عن 1027 أسيرًا وأسيرة من مختلف الفصائل بموجب صفقة وفاء الأحرار التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية في غزة، برعاية مصرية، مقابل الافراج عن الجندي جلعاد شاليط.

يشار إلى أن لجنة أهالي المعتقلين السياسيين، لدى سجون السلطة الفلسطينية بالضفة المحتلة، أعلنت عن رصد ما يزيد عن اعتقال 118 من نشطاء وأنصار حركة حماس منذ بداية شهر حزيران الماضي.

اخبار ذات صلة