قائد الطوفان قائد الطوفان

معبر رفح .. ألم وإغلاق ومعاناة لا تنتهي

معاناة المسافرين عبر معبر رفح (أرشيف)
معاناة المسافرين عبر معبر رفح (أرشيف)

رفح- الرسالة نت (خاص)

كان ياسر كباجة يعتصر ألما وهو ينتظر موعد سفره عبر معبر رفح البري مع مصر الأسبوع الماضي، لكن مع إغلاق المعبر زادت أوجاع هذا الرجل الذي يعاني من أمراض خطرة تحتاج إلى علاج في المشافي المصرية.

وتعرض كباجة والمئات من الفلسطينيين للمشقة والمعاناة خلال الأيام الأخيرة التي سبقت إغلاق المعبر إذ أنهكت الحركة البطيئة والإجراءات المعقدة التي انتهجتها السلطات المصرية على المعبر جسده النحيف.

ويواصل الجيش المصري إغلاق معبر رفح لليوم الثالث على التوالي بذريعة تدهور الأوضاع الأمنية في شبة جزيرة سيناء عقب عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.

وهذا الإغلاق هو الثاني من نوعه خلال هذا الصيف إذ أغلق مجندون مصريون المعبر في السابع عشر من مايو/ أيار الماضي لخمسة أيام احتجاجا على اختطاف زملائهم في شبه جزيرة سيناء على ايدي مسلحين مجهولين.

ورغم قرار الإغلاق فان كباجة -في العقد الخامس من العمر- يحرص على التوجه إلى المعبر والجلوس في إحدى الاستراحات المقابلة لبوابته المغلقة علّه يتمكن من السفر.

يقول بصوت مخنوق لـ"الرسالة"، "المرض عذاب مثل السفر .. منذ سبعة أيام أجهز نفسي للسفر وكل يوم أتوجه إلى المعبر لكن دون جدوى..".

ويضيف شارحا وضعه الصحي "أعاني مشكلات في القولون منذ أشهر طويلة، وخضعت للعلاج ولم أتعاف في غزة، ما زاد من أوجاعي ظهور آلام حادة في البروستاتا، وهي التهابات حادة ربما تكون أخطر من ذلك.

وعانى الفلسطينيون خلال الأسبوع الماضي من الإجراءات المعقدة التي انتهجتها السلطات المصرية على المعبر إذ تراجع عدد المسافرين يومياً عبر المعبر إلى 400 مسافراً فقط.

وليس كباجة وحدة من يتألم لإغلاق معبر رفح إذ يوجد المئات من حملة الاقامات والمتضامنين الأجانب والمغتربين الذين وصلوا غزة في وقت سابق.

المغترب جلال محمد الذي وصل غزة مع أسرته قبل ثلاثة أسابيع، يقول "لو كنت أعلم أن حال معبر رفح سيصل إلى هذا الحد، لما كنت جئت إلى غزة لزيارة الأهل والأحباب".

ومحمد (48 عامًا) يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عقدين من الزمن ولم يزر غزة منذ سبع سنوات.

ويأمل الرجل أن تحل الأزمة بأسرع وقت ممكن، مطالباً السلطات المصرية بضرورة فتح المعبر بسبب ارتباط المئات من أهل غزة بمصالح لهم في الخارج.

في حين قالت منى شرارة وهي طالبة دكتوراه تدرس في مصر إن حرمانها من السفر يعني ضياع مستقبلها .. يجب أن يعاد فتح المعبر بأسرع وقت ممكن، لا نريد أن يحاصرنا أشقاؤنا المصريين من جديد في إشارة إلى السياسات التي تبناها نظام مبارك اتجاه قطاع غزة قبل سنوات.

بينما كتب الصحافي خالد كريزم الموجود في العاصمة المغربية الرباط على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أرجو من السلطات المصرية فتح معبر رفح حتى اكون بين اهلي واحبابي عند حلول شهر رمضان".

وكان كريزم قد سافر قبل أسبوع للمشاركة في مؤتمر حول الإعلام الجديد وأدواته.

لكن المغترب محمد عمر الذي يعمل محرراً في إحدى المحطات الإعلامية الشهرية فقد قرر إلغاء فكرة زيارته إلى غزة هذا الصيف رغم أنه كان يخطط لإقامة حفل زفافه بين أهله وأحبابه في مخيم رفح.

بدوره صرح رئيس وفد أطباء الأسنان الجزائريين الموجود في غزة، إنهم لايزالون في انتظار فتح معبر رفح للعودة إلى الجزائر عبر مطاري القاهرة ثم تونس.

وقال محمد خرور إنهم وجدوا في غزة نقصا كبيرا في التجهيزات الطبية والأدوية، ما صعب مهمتهم لكنهم في الوقت ذاته يشعرون بأنهم بين أهلهم وإخوانهم.

ولا تزال الحكومة في غزة تجري اتصالات على أعلى المستويات مع القيادة المصرية بهدف إعادة تشغيل المعبر وإنهاء أزمة العالقين على جانبي الحدود.

وقال الناطق باسم الحكومة إيهاب الغصين إن "معبر رفح يجب أن يخرج من دائرة التجاذبات السياسية التي تعيشها الشقيقة مصر".

وأعرب عن تفهم الحكومة للأوضاع الأمنية المصرية، لكنه قال: "لا يعني ذلك إغلاق المعبر وتعطيل مصالح المواطنين والمسافرين"، لافتا إلى أنَّ ذلك يساهم في مضاعفة الحصار على قطاع غزة.

ويعد معبر رفح المنفذ البري الوحيد على العالم الخارجي لسكان قطاع غزة البالغ عددهم مليون وثمانمائة ألف نسمة.

البث المباشر