انطلق 29 خطيبا وإماما فلسطينيا من قطاع غزة إلى ماليزيا ليكونوا سفراء لفلسطين بأصواتهم الندية, ويؤموا الماليزيين في الصلوات الخمس طيلة شهر رمضان المبارك.
وسيطوف الأئمة خلال الشهر الفضيل على مساجد ماليزيا كافة بدعم من مؤسسات ماليزية لنجاح تجربة العام الماضي عندما جرى استضافة خمسة من الأئمة الفلسطينيين فالتف حولهم المصلون في حلقات العلم بالمساجد.
المهندس هاني ثريا منسق دائرة المشاريع في جمعية دار القران الكريم والسنة بالقطاع, قال لـ"الرسالة نت": "إن مشروع ابتعاث الأئمة لهذا العام الأكبر على مستوى فلسطين".
وأضاف أن "الأئمة سيكونون موزعين على 3 مؤسسات ماليزية وهو مؤسسة الأقصى, ومؤسسة أمان, ومؤسسة مابيم, وهم مؤسسات تعمل على تنفيذ مشاريع مع العديد من الجمعيات الخيرية الفلسطينية".
وعن بداية فكرة ابتعاث الأئمة إلى ماليزيا, أوضح ثريا بالقول: "طرحت القضية منذ ثلاث سنوات، وجاءت على أساس تبادل ثقافي شبابي بين الشعبين الماليزي والفلسطيني، ونفذت العام الماضي بإرسال خمسة من الأئمة الحاصلين على سند في القراءات السبعة".
وأكد أن جمعية دار القرآن الكريم والسنة تهدف إلى تعليم تلاوة القرآن لشعوب العالم التي تستطيع الوصول إليها لأنه أحد عوامل النصر.
وأشار إلى أن أئمة فلسطين يسعون أيضا إلى توضيح ما يجري في بلادهم من انتهاكات "اسرائيلية" طالت المقدسات.
وحول آلية اختيار الأئمة, أوضح ثريا, أنها تجري وفق معايير محددة بحيث يكون لديهم المام بعلوم القرآن والسنة ومقدرة على الوعظ والإرشاد، كما يخضعون لدورات علمية وثقافية بمساعدة بعض أساتذة الجامعات والمختصين.
ولم تكن ماليزيا هي الوحيدة التي طلب أئمة فلسطينيين فقد سبق أن طلبت جمعيات إسلامية في فرنسا وغيرها استضافة أئمة إلا أن دولهم رفضت اصدار تأشيرات لهم لدخول تلك الدول وجرى إلغائها, بحسب جمعية دار القرآن والسنة.
حب فلسطين
الداعية وليد سالم أحد الأئمة الذي مكثوا في ماليزيا طيلة شهر رمضان المبارك العام الماضي قال لـ"الرسالة نت" إنه استقبل بحفاوة كبيرة من الماليزيين, موضحا أن الشعب الماليزي يعشق فلسطين ويحب أهلها ويتعاطف معهم.
وأضاف: "لا أنسى اصطفاف المصلين للسلام علينا بعد انتهاء الصلاة في مساجد ماليزيا والاحترام الذي يبدونه للشعب الفلسطيني".
يذكر أن الداعية سالم جرى ابتعاثه أيضا هذا العام إلى ماليزيا من قبل جمعية دار القرآن الكريم والسنة في القطاع.
وأوضح سالم أن أصدقائه في ماليزيا كانوا يدعوه لزيارة بيوتهم ولقاء عائلاتهم للحديث عن فلسطين و تلاوة كتاب الله عليهم.
ولفت إلى أن كثيرا من أصدقائه في ماليزيا زاروا القطاع غزة مع الوفود العربية والإسلامية المتضامنة مع الفلسطينيين واستقبلهم في بيته بغزة.
وتابع سالم: "ما سهل مهمة الأئمة المبتعثين أن جزء كبيرا من الشعب الماليزي يتحدث اللغة العربية لأن بعضهم قد درس في الأزهر بالقاهرة".
وتتميز ماليزيا في رمضان بالأجواء الروحانية التي تفتقدها الكثير من الدول الإسلامية, وهنا يقول سالم : " يجتمع المصلون في ميادين كبيرة لصلاة القيام ويجلسون لساعات متأخرة من الليل وهم يستمعون للمواعظ والأحاديث النبوية والقرآن الكريم".
وكان الماليزيون يبدون إعجابهم بالأئمة الفلسطينيين الذين يخلصون في أداء دورهم الدعوي ويتحملون عناء السفر بالطائرة من ولاية لأخرى في اليوم الواحد للصلاة بالناس وشرح معاناة الشعب المحتل وما يصاحب ذلك من انتهاكات للمقدسات.
ولفت الداعية سالم إلى أن الشعب الماليزي يهتم كثيرا بمدينة القدس ويحب التعرف على عدد سكانها ومساحتها وواقعها تحت الاحتلال.
ويعد الشعب الماليزي من أكثر الشعوب الإسلامية تضامنًا مع القضية الفلسطينية ونصرة للشعب الفلسطيني وخاصة في غزة، وهو ما بدى جليا بعد العدوان "الاسرائيلي" الأخير على القطاع المحاصر للعام السادس على التوالي.