اعتبر مدير الأقصى الشيخ ناجح بكيرات، أن تقسيم المسجد بات وشيكا "إن قلت فعاليات النصرة له وخف التواجد في باحاته وبقي الوضع العربي على ما هو".
وقال بكيرات في حوار خاص بـ"الرسالة نت" إن الاحتلال يحاول فرض واقع التقسيم على المسجد الأقصى بين المصلين المسلمين من جهة والمستوطنين من جهة أخرى "كما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف".
وأشار إلى أن الظروف التي حالت دون تقسيم الأقصى هي حالة التواجد اليومي والمكثف للمصلين خاصة في شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية، وصمود المقدسيين الذين يرفضون التخلي عن مسجدهم ويتواصلون معه بشكل دائم، وكذلك بعض الظروف الدولية التي تؤجل مثل هذا المخطط ولا تلغيه.
وأكد بأن النية مبيتة لدى الاحتلال وأن المشروع أفصح عنه كبار قادة المستوطنين والحركات التهويدية "وإذا بقي الوضع الدولي والعربي على ما هو عليه في مجال النصرة فسيحصل التقسيم كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل".
إبعاد الشخصيات
وقال بكيرات إنه لأول مرة منذ 37 عاما لم يستطع أن يمضي الشهر الفضيل في رحاب المسجد الأقصى بسبب قرار الاحتلال إبعاده عنه لعدة أشهر.
وأضاف: "مرّ عام كامل ولم أدخل المسجد الأقصى بسبب قرار الإبعاد، وهذا شيء مؤلم للغاية رغم أنني أتولى إدارته، ومسؤول فيه عن أكثر من 350 موظفا، عدا عن الإبعادات الأولى التي بلغت ست مرات".
وفي هذا السياق أوضح بكيرات أن الاحتلال يمن على الفلسطينيين بأنها منحت بعضهم تصاريح لأهالي الضفة المحتلة وسهلت دخولهم إلى الأقصى "ولكن هي نفسها قيود عليهم، فهي تريد أن تظهر وجهها الديمقراطي للعالم بينما وجهها القبيح واضح في الواقع المقدسي".
ويظهر الوجه الأسود للاحتلال –وفق مدير الأقصى- من خلال الدوس بخيالة الشرطة "الإسرائيلية" على أجساد النساء والأطفال في باب العامود، الإثنين، ونشر أكثر من ثلاثة آلاف جندي ومنع القيادات والشخصيات المقدسية الفاعلة من دخول الأقصى، بينما يسمح للمتطرفين بدخوله.
وأكد أن الوجه القبيح للاحتلال واضح في الاعتقالات وقهر المقدسيين بكل أعمارهم وقهر المصلين وهم يشاهدون المجموعات المتطرفة تستبيح الأقصى في شهر رمضان الفضيل "ومنهم من يدخن ويشرب الماء، الأمر الذي يعد استفزازا لمشاعرهم".
وتابع: "لا يوجد قداسة عندهم لهذا المكان الإسلامي الذي من المفترض أن تحترم فيه مشاعر الفلسطينيين والمصلين، فهذا هو الوجه الذي يجب أن يظهر أمام العالم وليس ما تروجه إسرائيل حول منح التصاريح والتسهيلات".
تصعيد
أما فيما يتعلق بتصاعد حدة الاقتحامات الاستيطانية للمسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان، فذكر بكيرات أنها تأتي في سياق تهويد المدينة منذ عام 1967 عبر عدة وسائل وطرق.
ورأى أن السبب في تصعيد الاقتحامات خلال "شهر الرحمة" هو أن الاحتلال شاهد الالتفاف الجماهيري والزحف نحو الأقصى رغم الحواجز العسكرية والجدار العنصري، "وأن هذا التدافع لا يروق له ففعل فعلته في زج المستوطنين لاقتحام المسجد وتنظيم جولات فيه وجهز فعاليات ما يسمى بإحياء ذكرى خراب الهيكل المزعوم".
وأشار بكيرات إلى أن الاحتلال جهز للموضوع بكل دقة، "فعيّن من يصرح بوجوب اقتحام الأقصى ومن يحرض ومن يمول لإبراز الوجود اليهودي في مقابل الوجود الإسلامي وليخطف هذا الشيء المقدس العريق الذي اصطفاه الله منذ الخليقة (..) يريد أن يخطفه باسم التزوير والهيكل بحجة أنه ليس الأقصى وإنما مكان الهيكل.
وأضاف: "الاحتلال يريد أن يجعل له جذور وأن يقتلعنا من جذورنا ومقدساتنا، وهناك استفزاز للمصلين يوميا؛ استفزاز لكل الشوارع والأسواق والحجارة العتيقة".
ووجه مدير الأقصى صرخة من قلب المسجد وجنباته ومصلياته وأركانه إلى كل إنسان حر يريد أن يبقي له أثرا عند الله تعالى ويحافظ على كرامته ووجوده بأن يزحف زحفا إلى أركان ومصليات وباحات الأقصى وليس فقط لفترة معينة، "بل كما تكون صلاة الجمعة في "زحف الجمعة" يجب أن يستمر ذلك لفترة طويلة وأن يبقى المصلون فيه ليل نهار بزحف متواصل حتى إنهاء قضية إدخال أولئك المستجلبين إلى ساحات الأقصى".