الرسالة نت -وكالات
حزم الرئيس محمود عباس حقائبة وغادر نيويورك بعد أن ألقى كلمته أمام الأمم المتحدة، وقفل عائداً الى رام الله للشروع في اجتماعات ومشاورات مع أعضاء قيادة منظمة التحرير والفصائل في شأن الخيارات التالية لمرحلة ما بعد «استحقاق أيلول» الذي لم يتحقق.
وكشف مسؤولون فلسطينيون لـصحيفة «الحياة» اللندنية ان عباس أبلغ الرئيس باراك أوباما في لقائهما على هامش دورة الامم المتحدة أن الوضع الراهن لا يمكن أن يظل قائماً الى ما لا نهاية، وانه لا بد من حدوث تغيير.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث الذي يرافق الرئيس عباس لـ «الحياة»: «نحن سلطة وهمية تحت الاحتلال، سلطة تتحمل مسؤولية التعليم والصحة والامن، بينما تسيطر اسرائيل على الارض وتقوم بنهبها والاستيطان فيها».
وأضاف: «شرح عباس هذا الامر للرئيس الاميركي في لقائهما الثنائي، وأوضح له أن الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر هكذا».
ويرى مقربون من عباس ان الخيارات الفلسطينية في المرحلة المقبلة تتلخص في ثلاثة خيارات: الاول هو مواصلة معركة العضوية في الامم المتحدة.
وفي هذا قال شعث: «في حال عدم حصولنا من مجلس الامن على العضوية الكاملة في الامم المتحدة، سنعمل على تقديم طلب لرفع مكانة فلسطين من منظمة مراقبة الى دولة مراقبة، وسنحصل على عضوية جميع وكالات الامم المتحدة ومؤسساتها، بما فيها محكمة الجنايات الدولية التي يرعب ذكرها اسرائيل وأميركا».
وتابع: «سنقدم طلب رفع مكانة تمثيل فلسطين في وقت سريع في حال لاحظنا ان هناك عملية تأخير ومماطلة في التصويت على الطلب الفلسطيني المقدم الى مجلس الامن من أميركا وحلفائها».
ويتمثل الخيار الثاني على طاولة البحث الفلسطينية في العودة الى المفاوضات، لكن مساعدي عباس يرون أن فرصة تحقيق هذا الخيار شبه معدومة لرفض اسرائيل وقف الاستيطان واعتماد حدود عام 1967 مرجعية للعملية التفاوضية.
وكان عباس أبدى ترحيبه بمبادرة الرئيس نيكولا ساركوزي للعودة الى المفاوضات في ظل مرجعيات محددة وسقف زمني محدد، لكن مساعديه اوضحوا ان الوصول الى مبادرة ساركوزي يتطلب من اسرائيل الموافقة على مرجعية عام 1967 ووقف الاستيطان، وهو امر لا يبدو واقعياً مع حكومة اليمين في اسرائيل.
ويتمثل الخيار الثالث والاخير على طاولة البحث الفلسطينية في ما يسميه الرئيس عباس «تسليم مفاتيح السلطة لاسرائيل».
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الاحمد الذي يرافق عباس: «السلطة القائمة هي سلطة وهمية والرئيس لا يستطيع مغادرة رام الله من دون موافقة المجندة الاسرائيلية على حاجز بيت إيل (حاجز عسكري على مدخل رام الله قرب مستوطنة بيت ايل)، لذلك ما هو مبرر استمرار هذه السلطة؟».
وأضاف: «أمام انغلاق الافق، فإن إنهيار السلطة أصبح أمراً واقعياً. لا توجد مفاوضات، ولا توجد عضوية لنا في الامم المتحدة، لذلك ليأتي الاحتلال ويكمل احتلاله ويتسلم المفاتيح».
وهذه المرة الاولى التي يوضع فيها خيار تسليم مفاتيح السلطة لاسرائيل رسمياً على طاولة البحث، ما يعكس حجم الازمة الناجمة عن توقف المفاوضات واستمرار الاستيطان وبقاء السلطة محدودة غير قادرة على ممارسة أي حد من السيادة على الارض.