قائد الطوفان قائد الطوفان

الفصائل ترفض عودة السلطة للمفاوضات

عباس - أوباما - كيري (الأرشيف)
عباس - أوباما - كيري (الأرشيف)

غزة – أيمن الرفاتي

عبرت الفصائل الفلسطينية عن رفضها عودة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للمفاوضات مع (إسرائيل) برعاية وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، معتبرةً إياها بمثابة "انتحار وتضييع للحقوق والثوابت".

واعتبرت الفصائل الفلسطينية في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" عودة رئيس السلطة للمفاوضات بشكل عام، ومع مزيد من التنازلات لصالح الاحتلال بشكل خاص، تفريطاً كبيرًا في الحقوق الفلسطينية، تصل حد "الخيانة". وفق وصفها.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن مساء الجمعة أن (الإسرائيليين) والفلسطينيين وافقوا على استئناف محادثات السلام المباشرة الأسبوع المقبل بواشنطن، بعد توقف دام أكثر من عامين.

وأشار كيري إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق يضع أساسا لاستئناف المفاوضات المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)، مشيرا إلى أن الاتفاق ما زال في مرحلة التبلور.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول فلسطيني لم تحدد هويته أن الجهود التي يبذلها كيري أدت إلى التوصل إلى صيغة سيعلن بموجبها استئناف المفاوضات بين (إسرائيل) والفلسطينيين.

لا شرعية لها

حركة حماس وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها فوزي برهوم اكدت أن السلطة الفلسطينية "غير المخوّلة بالحديث باسم الشعب الفلسطيني" قدمت جائزة كبيرة لـ (إسرائيل) دون مقابل، مشددةً على أن الاحتلال يعدّ المستفيد الوحيد من تلك الخطوة التي وصفها بـ "العبثية".

وقال برهوم: "زيارات كيري المتواصلة للمنطقة والضغوط السياسية والاغراءات المالية أدّت جميعها إلى عودة السلطة للمفاوضات".

ووصف العودة للمفاوضات بأنه "أمر في غاية الخطورة" لأنه يعبر عن تنازل حقيقي عن حقوق الفلسطينيين، مشدداً على "أن السلطة وصلت لمستوى غير معقول من الانبطاح أمام الاحتلال وضغوط الولايات المتحدة".

وأشار إلى أن المفاوضات تمثل تواصلاً لمسيرة التنازلات عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وغطاءً لاستكمال المشروع "الصهيوأمريكي" في المنطقة، داعيا إلى فضح المخططات الأمريكية وتعريتها أمام الرأي العام الفلسطيني.

وشدد المتحدث باسم حركة حماس، على المخططات التي تشكل خطرًا على القضية الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني، داعياً لعدم إعطائها أي غطاء من أي طرف فلسطيني أو عربي.

ولفت إلى أن المفاوضات أثبتت فشلها في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، مؤكدةً أنها لن تكون إلا غطاءً لتكريس الاستيطان وممارسات التهويد وضياع الحقوق والثوابت الوطنية.

وحذرت حماس على لسان برهوم، من خطورة الانسياق وراء ما وصفه بـ "سراب المفاوضات مع اسرائيل" في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال في إجرامه بحق الفلسطينيين.

وفى سياق متصل، أكد "مارك ريغيف" المتحدث بلسان رئيس الوزراء (الإسرائيلي) موافقة (إسرائيل) على استئناف المفاوضات على أساس حدود عام 1967 وتبادل الأراضي.

الجهاد ترفض

من ناحيتها، جددت حركة الجهاد الاسلامي رفضها لخيار المفاوضات مع الاحتلال شكلاً ومضموناً، مؤكدةً "أن مؤامرة جديدة -يرفضها الجميع عدى المفاوضين- تُحاك في ظل انشغال المحيط العربي عن القضية الفلسطينية".

وقال القيادي في الحركة خضر حبيب :" نحن نرفض المفاوضات من حيث المبدأ ونؤمن بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافة أشكالها، وهي تجري لنزع ما تبقى من حقوق الفلسطينيين.

وأكد حبيب أن الخطوط التي تسير فيها المفاوضات غير مفهومة حتى اللحظة خاصة بعد نفي (اسرائيل) أن تكون على اساس حدود عام 67، مشدداً أن القبول بها يعدّ عبثاً بمصالح بالشعب الفلسطيني.

وشدد على أن الصراع مع الاحتلال لا يمكن أن ينتهي دون عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتحرير كامل الأرض، مؤكداً أنه لا يجوز المغامرة والدخول في مفاوضات الحل النهائي والتنازل به عن أرضنا والإقرار بيهودية الدولة والمستوطنات.

هجوم فتحاوي

من جهته، هاجم القيادي في حركة فتح نبيل عمرو السلطة واتهمها بالتراجع عن مواقفها بسهولة تامة، مشدداً على أن السلطة تعاني أزمة في القيادة أكثر بكثير أزمة السياسة. على حد قوله.

وقال عمرو: "لقد بدأ واضحا أن هذه القيادة تجيد لغة التشدد، لكنها في نهاية الامر تسلّم بالأمر الواقع".

وأبدى تخوفه من استمرار المفاوضات لسنوات طويلة كما حدث في السابق، مؤكداً استغرابه للكيفية التي تعاطت بها القيادة الفلسطينية، خاصة في اليومين الماضيين مع الدعوات الأمريكية.

انتحار سياسي

بدورها، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رفضها استئناف السلطة للمفاوضات مع (إسرائيل)، بالاستناد لآراء وأفكار كيري، مشددةً على أن ذلك بمثابة "انتحار سياسي".

وقالت الجبهة في بيان لها وصل "الرسالة نت": "إن العودة للمفاوضات بعيداً عن إطار الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، بمثابة انتحار سياسي يطلق يد الاحتلال وحكومة غلاة التطرف والاستيطان لاقتراف أفظع الجرائم بحق الإنسان الفلسطيني وأرضه ومقدساته".

وطالبت الجبهة القيادة الفلسطينية بالانضمام للمنظمات الدولية كافة بما فيها محكمة الجنايات الدولية واتفاقات جنيف "دون إخضاع الحقوق الفلسطينية التي يكفلها القانون الدولي لأية مساومات ومراهنات عقيمة ثبت فشلها مرارا وتكرارا".

البث المباشر