قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق إن قرار رئيس السلطة محمود عباس، بشأن استئناف المفاوضات مع (اسرائيل) "مغامرة غير محسوبة".
وأضاف أبو مرزوق في حديث لـ "الحياة اللندنية" نشرته اليوم، إن العودة للمفاوضات تعد رضوخًا للجانب الأميركي رغم معارضة معظم القوى والفصائل الممثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، كما يضر بمستقبل الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة.
ولفت إلى أن قيادات هذه القوى في اللجنة التنفيذية رهنت استئناف المفاوضات مع الجانب (الإسرائيلي) بأمور محددة ووضعت شروطاً تتعلق بقضايا جوهرية، مشيراً إلى وقف الاستيطان وذلك لضمان الخروج من أي مسار تفاوضي في المستقبل.
وتابع "إن الذهاب إلى التفاوض وتجاوز قضايا أساسية مثل الحدود والاستيطان والقدس ... نظير الحصول على أمور هامشية جداً لا يمكن بأي حال أن يفيد القضية الفلسطينية، ولن يقود إلى الهدف الذي ينشده الفلسطينيون بإقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967".
ولفت أبو مرزوق إلى "أن رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتانياهو يصر على مواصلة الاستيطان... وهو يرفض مجرد وقف بناء المستوطنات، كما يرفض أن تكون حدود الرابع من حزيران عام 1967 المرجعية للمفاوضات التي ستستأنف".
وتساءل باستنكار: "ما هي الأرض التي سيتم التفاوض عليها، وما هي القاعدة التي ستنطلق منها المفاوضات؟".
وأكد عضو المكتب السياسي لحماس أن "هذه الخطوة أثارت غضب الجميع بلا استثناء»، في إشارة إلى قرار التفاوض في غياب مرجعية لها، مضيفاً: "ليس هناك فريق فلسطيني قادر على أن يقر أو أن يوافق على الخطوة لأنها غير مقترنة بالحقوق الفلسطينية".
وعما إذا كان الرئيس الفلسطيني تعرض الى ضغوط أميركية اضطرته للموافقة على ما طرحه عليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري من وعود تجنباً لإفشال جهوده الداعية لاستئناف المفاوضات، أجاب: "الأرجح أن تهديدات أميركية استخدمت وليس وعوداً، ويُسأل أبو مازن في ذلك".
وتابع متسائلاً: «هل لأنه الطرف الأضعف ... لكنه يقاتل من أجل قضية حق ومصير لا يملك التفريط فيها".
وأعرب أبو مرزوق عن دهشته لاعتماد عباس على الوعود الأميركية دون وضع اعتبار أو وزن لإرادة شعبه بقواه الوطنية.
ونفى ما تم تداوله بأن "حماس" تعتبر أن أبو مازن لا يمثل الشعب الفلسطيني، وقال: "أبدينا فقط موقفنا الرافض لخطوة الانخراط في المفاوضات".
وفي سياق منفصل، نفى أبو مرزوق وجود أي أزمة بين حماس ومصر أو أن يكون أحد قد طالبه بمغادرتها، محملاً حركة فتح المسؤولية. وأكد أن قرار حماس مغادرة سورية كان وما يزال قراراً صائباً.