بدأت فعاليات "مليونية الشهداء" التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر "من أجل استرداد الحرية والكرامة، ومن أجل حق الشهداء الذين اغتالتهم رصاصات الانقلاب"، وذلك عبر مسيرات في القاهرة والمحافظات المصرية، وسط تأكيدات على البقاء في الميادين حتى "عودة الشرعية".
وفي إطار فعاليات "مليونية الشهداء" انطلقت مسيرتان حاشدتان مؤيدتان لعودة الرئيس محمد مرسي، إحداها من مسجد الفتح بميدان رمسيس والأخرى من مسجد النور بالعباسية في القاهرة.
وتوجهت المسيرتان إلى ميدان رابعة العدوية حيث يعتصم الآلاف من مؤيدي مرسي منذ أكثر من شهر.
وردد المشاركون فيهما هتافات منددة بما وصفوه بالانقلاب العسكري وطالبوا بعودة مرسي.
وفي القاهرة أيضا نظم صحفيون وإعلاميون وقفة أمام نقابة الصحفيين بشارع رمسيس تندد بـ"الانقلاب على الشرعية".
وحمل المتظاهرون لافتات احتجاج على ما وصفوه بالتعتيم والانحياز الإعلامي وعودة مقص الرقيب وتدخل أمن الدولة في الحياة السياسية وعودة الممارسات القمعية.
مسيرات نسائية
وحاولت مسيرة نسائية التوجه إلى مقر وزارة الدفاع بالعباسية لكن قوات الجيش أغلقت الشوارع المؤدية إليها ومنعت اقتراب المسيرة منها.
كما خرجت مسيرة نسائية من ميدان النهضة باتجاه مقرات السفارات العربية والأجنبية بالعاصمة المصرية.
وتظاهرت مئات من السيدات والفتيات المصريات، بعد ظهر الثلاثاء، أمام سفارة الإمارات، تنديداً بما اعتبرنه تأييدا من الإمارات للانقلاب العسكري على الشرعية والرئيس المنتخب.
ورددت المشاركات فيها هتافات تستنكر تأييد حكومات بعض الدول العربية والغربية لما وصفوه بالانقلاب على الشرعية، وحملت مجموعة من المتظاهرات نعوشاً رمزية دلالة على ما اعتبرنه شهداء الشرعية الذين قضوا على يد عناصر الجيش والأمن.
وعزَّزت عناصر الجيش والشرطة من وجودها حول مبنى السفارة، بينما تعطلت حركة المرور في المنطقة.
وفي طنطا بمحافظة الغربية، نُظمت سلسلة بشرية نسائية امتدت لمئات الأمتار، وحملت المتظاهرات لافتات مؤيدة لعودة الرئيس.
وتأتي فعاليات "مليونية الشهداء" اليوم، بعد عدد من المسيرات الليلية حملت نعوشا رمزية أمام مديريات الأمن في المحافظات المصرية، احتجاجا على هجوم المنصة الذي أوقع عشرات القتلى في صفوف المتظاهرين.
وفي القاهرة، خرجت مسيرات عدة داعمة لمرسي، أكبرها مسيرة اتجهت لمبنى جهاز الأمن الوطني في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) مساء الاثنين، وشارك نحو عشرة آلاف من مناصري مرسي في المسيرة وسط حضور بارز للسيدات، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وخرجت مسيرات مماثلة في محافظة الإسكندرية الساحلية (شمال البلاد) وفي المنصورة في دلتا النيل، في حين استقبل أنصار مرسي العزاء في قتلى أحداث العنف، وذلك في المقر الرئيسي للاعتصام المستمر بميدان رابعة العدوية منذ شهر.
بقاء في الميادين
وقد أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب أن الشعب المصري "لن يغادر الشوارع والميادين حتى تعود الشرعية الدستورية، ويستعيد الوطن مساره الصحيح"، حيث أبلغ ممثلوه مسئولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أنهم سيواصلون حركتهم الاحتجاجية ضد إزاحة مرسي من السلطة، مشددين على أن عودته هي "أساس الحل".
كما أعلن التحالف في بيان له الاثنين ترحيبه الكامل بزيارة كل المنظمات الحقوقية الدولية لمختلف أماكن الاعتصام، مشددا على سلمية فعاليات التحالف بعيدا عن كل ما يتردد من "أكاذيب مختلقة"، ورافضا لكل "الاتهامات الملفقة" التي توجه إلى المعتصمين السلميين.
وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف إن المظاهرات والاعتصامات ستستمر على سلميتها، وإنه "ليس من أخلاق المعتصمين الاعتداء على أي مؤسسة في الدولة". واعتبر أن المشكلة تكمن في إنهاء ما وصفه بالانقلاب العسكري وتدخل الجيش في السياسة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي ندد فيه البيت الأبيض بأعمال العنف الدامية التي وقعت السبت، ودعا الحكومة المصرية إلى احترام الحق في التظاهر.
وفي ذات السياق قال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن "رأي الولايات المتحدة هو أن السلطات المصرية عليها واجب أخلاقي وقانوني باحترام حق التجمع السلمي وحرية التعبير"، معتبرا أن "العنف لا يدفع عملية المصالحة وإرساء الديمقراطية في مصر إلى الوراء فحسب، بل ستكون له أيضا انعكاسات سلبية على استقرار المنطقة".
من جهتها دعت فرنسا إلى "الحوار" بمصر، وأدانت "أعمال العنف الوحشية"، واعتبرت أن "الوضع حرج جدا".
وطالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بـ"رفض العنف والإفراج عن السجناء السياسيين ومن بينهم الرئيس مرسي".
الجزيرة نت