الرسالة نت -وكالات
رفعت «حماس» من سقف تهديداتها، مشدّدة على إمكان نقل معركتها مع الدولة العبرية إلى الخارج ردا على اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح في دبي مطلع الشهر الجاري
في هذه الأثناء واصلت دولة الاحتلال السعي إلى التقليل من أهمية الأدلة المقدمة من شرطة دبي في ما يخص اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح، مع تأكيدها استبعاد أزمة دبلوماسيّة مع الغرب، وخصوصاً بعد ظهور أنباء عن علم مسبق للاستخبارات البريطانية بإعداد «الموساد» لتنفيذ اغتيال، من دون معرفة الشخصيّة المستهدفة
فقد نفت "إسرائيل" أمس الاتهامات التي وجّهتها شرطة دبي إلى جهاز «الموساد» بالوقوف خلف اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح في أحد فنادق الإمارة.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم كشف اسمه، إنّ «شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية أيّ دليل ذي طابع اتهامي».
وقلل المسؤول من شأن استدعاء الممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين في كلّ من بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وألمانيا لطلب توضيحات عن جوازات السفر المزوّرة من هذه الدول التي استخدمها أعضاء المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال. وقال إنّ هذه الدول «طلبت فقط مساعدة من إسرائيل بشأن استخدام جوازات السفر هذه».
ورأى مسؤول إسرائيلي آخر أنّه «نظراً إلى عدم وجود أدلة، من المتوقع طيّ القضية سريعاً»، بحسب ما نقلت صحيفة «هآرتس». وتوقع مسؤولون إسرائيليون عدم نشوب أزمة بين إسرائيل والدول الأوروبية التي زوّرت جوازات سفرها.
في المقابل، لوّح عضو المكتب السياسي، لحركة «حماس»، محمود الزهار بنقل المعركة مع إسرائيل إلى الخارج، إذا استمرت الأخيرة في «استباحة بلدان العالم في استهدافها للمقاومين».
وقال الزهار، خلال خطبة الجمعة في مدينة غزة، إنّ «حماس حافظت على أن تكون المقاومة داخل فلسطين، لكن الغرب والاحتلال يحاولون نقلها إلى الخارج، وإذا حدث ذلك فهم الخاسرون».
وأضاف «الغرب الذي يحارب الإسلام ويتواطأ مع الاحتلال في تنفيذ اغتيالات بحق رجال المقاومة في الخارج، يحاول نقل المعركة إلى خارج فلسطين، ونحن مستعدون لذلك».
وفي جديد الارتباط الغربي بعملية الاغتيال، نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس عن مصدر في الاستخبارات الإسرائيلية قوله إنّ جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) أُبلغ بأنّ عملاء إسرائيليين كانوا في طريقهم لتنفيذ عملية في الخارج باستخدام جوازات سفر بريطانية مزوّرة.
وقالت الصحيفة إنّ المصدر أكّد أيضاً أنّ وزارة الخارجية البريطانية أُبلغت أيضاً بالعملية قبل ساعات من اغتيال المبحوح، من دون تحديد اسم الهدف أو مكان تنفيذ عملية الاغتيال.
وأضافت أنّ «الاقتراح من مصدر أمني موثوق بأنّ الحكومة البريطانية كان لديها علم مسبق بأن انتهاك جوازات السفر البريطانية سيعزز الدعوات المطالبة لوزرائها بالكشف عما يعرفونه عن القضية».
ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني بريطاني، وصفته بأنه موثوق ومطّلع، قوله إنّه «التقى أحد عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، وأبلغه أنّه جرى إطلاع الحكومة البريطانية بإيجاز على ما كان سيحدث قبل عملية اغتيال المبحوح، لكن لم يكن هناك أي تورط بريطاني، ولم يكن الوزراء يعرفون اسم الهدف، لكنهم أُبلغوا بأن هؤلاء الناس كانوا يسافرون بجوازات سفر بريطانية».
وأضاف المصدر الأمني «إن إطلاع الحكومة البريطانية على المسألة لم يكن طلباً للحصول على إذن لاستخدام جوازات سفر بريطانية في العملية، بل دعوة مجاملة للسماح لأجهزتها الأمنية بأن تعرف أنّ الوضع قد يتفجّر».
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية هذه الاقتراحات، وأصر على أنّ الادعاء بأنّ بريطانيا كانت على علم مسبق بشأن جوازات السفر المزورة «غير صحيح».