قائد الطوفان قائد الطوفان

هذا ما يثبت عمالة الإخوان ووطنية السيسي

قوات الامن خلال الإعتداء على اعتصام رابعة
قوات الامن خلال الإعتداء على اعتصام رابعة

د. صالح النعامي

في الوقت الذي يتهم الفلول ومن لف لهم جماعة الإخوان المسلمين بـ"العمالة" لـ(إسرائيل) وأمريكا، فإن أحدث دراسة (إسرائيلية) صدرت عن "مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان"، ثاني أكبر الجامعات (الإسرائيلية)، تجزم بأن "الإخوان المسلمين" يشكلون التهديد الأكبر على (إسرائيل) من بين كل الجماعات السياسية والأيديولوجية في العالمين العربي والإسلامي.

وحسب نتائج الدراسة التي جاءت تحت عنوان "الإخوان المسلمون والتحديات التي تواجه السلام بين مصر و(إسرائيل)، والتي أعدها المستشرق ليعاد بورات، فإن الإخوان المسلمين مسؤولون عن:

1- مقاومة السياسات الأمريكية و(الإسرائيلية).

2- تأييد الصراع المسلح ضد (إسرائيل) والوقوف الى جانب المقاومة الفلسطينية، مع تركيز على دور الرئيس مرسي خلال حرب "عمود السحاب"، الذي مثل في نظر الباحث - نقطة تحول استراتيجية في العلاقة مع مصر.

3- توفير الغطاء السياسي لحركات المقاومة، وتحديدا حركة حماس.

4- تجنيد تراث وإرث الماضي في تبرير وتسويغ التحريض على شن حروب على (إسرائيل)، والدفاع عن خطف الجنود.

5- دورهم في دفع قضية القدس والمسجد الأقصى والتشديد على مركزيتهما، مما يعقد فرص التوصل لتسوية سياسية للصراع.

6- مقاومة التطبيع ضد (إسرائيل).

7- الحرص على توفير الظروف التي تسمح مستقبلاً بالغاء اتفاقية "كامب ديفيد".

"مظاهر الغرام الأمني بين (إسرائيل) والسيسي"، كان عنوان مقال نشره أرئيل كهانا في صحيفة "معاريف"، ومن أهم ما جاء في المقال:

* لم يكن التعاون الأمني بين (إسرائيل) والجيش المصري من العمق والاتساع في يوم من الأيام كما هو في هذه الأيام.

* تحاول كل من مصر و(إسرائيل) أن تخفض مستوى الاهتمام الإعلامي بحجم وعمق التعاون الأمني القائم حالياً.

* من خلال اتصالات -أجراها كهانا- مع مسؤولين في المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية)، يتبين إن التعاون الأمني الذي يبديه الجيش المصري قد أسهم بالفعل في تحسين الأوضاع الأمنية في جنوب (إسرائيل) بشكل كبير.

* تصفية الخلية الجهادية في سيناء تم بتنسيق تام وكامل مع الجيش المصري، التي كانت تخطط لضرب مطار إيلات.

* رداً على مزاعم الجيش المصري بأنه هو من قام بتصفية الخلية الجهادية، فإن أرئيل كهانا يذكر بأن هذا الأمر غير قائم، لأنه حسب اتفاقات كامب ديفيد يحظر على الجيش المصري الاحتفاظ بطائرات ذات قدرات هجومية، تحديداً في المنطقة التي تمت فيها الغارة.

* منذ الإطاحة بالرئيس مرسي، كثف الجيش المصري بشكل كبير من مستوى ضغطه على الجماعات الجهادية في سيناء.

* يتولى اللواء نادر العصار، الذي يشغل منصب قائد شعبة العمليات في المخابرات المصرية مهمة التنسيق الأمني مع (إسرائيل)، حالياً ويتم التعاون والتنسيق على أساس تكتيكي ومركز.

* بعيد عزل مرسي، قام مسؤول (إسرائيلي) كبير بزيارة للقاهرة والتقى مع القيادة الجديدة لمناقشة تكثيف التعاون الأمني.

* في أعقاب الانقلاب شدد الجانب المصري من ضغوطه على حركة حماس لدرجة حدوث نقص كبير في السلع.

من يعرف صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف (الإسرائيلية) انتشاراً يدرك إنها تمثل صحيفة "البلاط"، لأنها عملياً تعبر عن مواقف حكومة نتنياهو، في حين أن دان مرغليت، كبير المعلقين فيها، هو أكثر الكتاب الصهاينة استعداداً للاستحذاء من أجل خدمة مواقف نتنياهو.

نشر مرغليت مقالاً في ذات الصحيفة ينضح بالنفاق ويفضح ما يجول في صدر سيده، حيث اعتبر مرغليت إن محاكمة جنرالات تركيا الذين خططوا للانقلاب على الحكومة المنتخبة إنما تدل على إن تركيا قد استعادت أكثر عهود الظلام سوداً وحلكة، على اعتبار إن الجنرالات هم من كان يضمن "حداثة" تركيا وتقدمها، وفي الوقت ذاته يشيد مرغليت بعزل الرئيس المنتخب على يد العسكر، على اعتبار أن الانقلاب هو ضمان استعادة مصر حداثتها.

واضح أن هذا الحكم يعكس القهر الذي يعتمل في قلب مرغليت، الذي يعلم أن محاكمة العسكر في تركيا هو اسدال للستار على العهد الذي كانت تركيا فيه تدور في فلك السياسات الصهيونية، في حين يراهن مرغليت في أن تستعيد تل أبيب كل مظاهر الشراكة الاستراتيجية بعد نجاح الانقلاب.

مرغليت لم يجب على السؤال التالي: لماذا قفز الاقتصاد التركي في ظل "التخلف والرجعية والظلام" إلى مصاف الاقتصاديات القوية في العالم؟ لكن ليس هذا ما يعنيه، بل التأكد أن حكومات الدول العربية والإسلامية تعمل وفق بوصلة المصالح الصهيونية، لا أكثر ولا أقل.

البث المباشر