بالاغاثة التركية..أنقرة وغزة كالبنيان المرصوص

الجمعيات: نقدم دعم الأتراك لإخوانهم الفلسطينيين

الوزير الكرد: نقدر دورهم ونتعاون معهم باستمرار

غزة_ رائد أبو جراد

بعد انتهاء الحرب الصهيونية المسعورة على غزة التي دمرت الشجر والحجر والبشر ، قدمت العديد من الوفود والجمعيات والشخصيات الإسلامية والعربية والعالمية الاغاثية للقطاع.

وقد تميز بين هذه الوفود الجمعيات والمؤسسات والشخصيات التي قدمت الدعم للغزيين الذين يعانون مرارة الحصار للعام الرابع على التوالي سواء كان مادياً أو معنوياً أو سياسياً.

 

"الرسالة" زارت تلك المؤسسات وتحدثت مع القائمين عليها لتتعرف على دورهم المميز في تقديم دعم الشعب التركي لإخوانهم الفلسطينيين.

للدعم والمساعدات

جمعية الفضيلة والديمقراطية التركية أسست لها فرعا مقابل مجمع أبو خضرة الحكومي للتواصل مع سكان غزة الذين يعانون الفقر والبطالة ويحتاجون للدعم والمساعدات اللازمة نتيجة الحرب المدمرة والحصار الظالم.

مديرة الجمعية م. ميرال كمال ياسين وهي تركية الأصل قدمت إلى غزة قبل عشرين عاماً وتزوجت من فلسطيني أكدت على أن جمعيتهم تقدم الدعم المادي اللازم للفقراء والعائلات المنكوبة جراء الحروب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تبنيها الطلبة الجامعيين في غزة.

وقالت ياسين لـ"الرسالة" : "نقدم المساعدات والدعم اللازم لسكان غزة اثر النكبات والحروب المتتالية التي يتعرضون لها، ونحاول تنفيذ مشاريع يغلب عليها الطابع الاغاثي والإنساني، كما ندعم طلبة العلم وأيتام الشهداء وأزواجهم وتنفيذ المشاريع الثقافية والتنموية".

وأوضحت أنهم يقدمون الدعم كذلك للجاليات التركية المقيمة في القطاع، مضيفةً:" لدينا 8 باحثين اجتماعيين لتفحص الحالات الفقيرة والمحتاجة للمساعدات، وكشف أرشيفي للبحث الاجتماعي في غزة ونعمل بشكل مباشر مع الهلال الأحمر التركي ومؤسسة  IHHالاغاثية التركية المتواجدتين في غزة".

وشاركها زوجها المدير التنفيذي لجمعية الفضيلة التركية محمود ياسين قائلاً: "الإغاثة تتم لمدة معينة لكن عندما تحدث حملات مودة وجسور محبة لإضافة طابع إسلامي عربي بين الشعبين الشقيقين التركي والفلسطيني.

وأكد على أن المساعدات لا تأتي لجمعيتهم بشكل مباشر بل تنقل لغزة بواسطة الهلال الأحمر التركي الذي يوجد معه تعاون كبير، وهناك مصداقية وثقة متبادلة في تلقي الدعم وتقديمه باستمرار للفلسطينيين.

وأضاف: "عملنا في بداية تأسيس جمعيتنا مع وزير الشئون الاجتماعية أحمد الكرد وكان تواصلنا معهم كبير وما زال مستمر لهذه اللحظة".

أما مؤسسة الإغاثة التركية IHH فبعد عام كامل على افتتاح فرعهم في غزة بعد انتهاء الحرب الشرسة على غزة، أكدت على تعاونها مع المؤسسات الاغاثية والخيرية والشئون الاجتماعية.

20 مليون دولار

وقال أسامة عبدو المترجم الخاص لمدير الجمعية محمد كيا :" المؤسسة قدمت مساعدات عدة قبل تأسيسها الرسمي ونفذت عدة مشاريع وأنشطة ولم تواجه عقبات خلال مشوارها الخيري"، مشيراً على أن الجمعية قدمت ما مقداره 20 مليون دولار أمريكي خلال عام واحد على شكل إعانات متنوعة ومساعدات اغاثية خلال أيام الحرب وفي أواخرها.

وأضاف أن جمعيته قدمت طروداً غذائية وكفالات للأيتام الذين فقدوا آباءهم خلال انتفاضة الاقصي والحرب على غزة عبر توفيرها من التبرعات التي تتقدم بها العائلات الميسورة في تركيا.

ويرى أن قيام عائلات تركية غنية بدعم أشقائهم الفلسطينيين من العوائل الفقيرة في غزة أمر مميز جداً، لأنه دعم شعبي من أموال التبرعات التركية، ويعكس توجهها الصادق نحو دعم المشاريع في غزة، مشدداً على أن الدعم مستمر ومتواصل.

وأكد عبدو أن المؤسسة التركية الاغاثية ستفتتح خلال العام الجاري مستشفى طبيا في بيت حانون شمال القطاع لتقدم الدعم الطبي اللازم للفلسطينيين خاصةً في أوقات الأزمات والحروب نتيجة لقلة عدد المشافي في القطاع المحاصر".

وذكر أن المؤسسة التركية قدمت الدعم المادي اللازم لطلبة قطاع غزة خاصة طلبة الثانوية العامة والجامعات، لافتاً إلى أنهم وزعوا مبلغ  50دولارا أمريكيا على 970 طالبة في فرع التوجيهي بمدارس غزة، مبينا أن القيمة الكلية للمشروع بلغت 45 ألف دولار تم إرسالها من الجمهورية التركية.

وخلال حديثه لـ"الرسالة" عن سفن كسر الحصار القادمة إلى غزة عبر تركيا نهاية شهر مارس القادم قال عبدو: "صحيح هناك 10 سفن ضخمة تنقل مساعدات ومواد خام ودعم لازم لقطاع غزة، ويجري التحضير لاستقبالها في غزة"، مؤكداً على أن أمر إيقاف القافلة البحرية من قبل الاحتلال كان متوقعاً بهدف تشديد الحصار المفروض على غزة.

أما مؤسسة "ياردم إلي" التركية ويعني اسمها بالغة العربية (يد المساعدة) ففتحت هي الأخرى فرعاً لها في قطاع غزة بداية شهر فبراير/شباط الجاري لتقدم الدعم والمساعدات التي تأتي من تركيا للشعب الفلسطيني الذي يعاني ويلات الحرب والحصار في غزة.

وقال الإداري في الجمعية فتحي أبو السبح:" نحن جهة تنسيقية بين الجمعية الأم في تركيا والجمعيات التي تنفذ مشاريع المؤسسة التركية في مقرها الرئيسي في اسطنبول، ونقوم بتوثيق تقارير عن الدعم والمساعدات التي نقدمها للمواطنين الفلسطينيين الذين يعانون الحصار وجرائم الاحتلال في غزة".

وأكد على أن مؤسسة "ياردم إلي" تقدم مساعداتها القادمة من الشعب التركي بالتنسيق والتعاون الكامل مع وزارة الشئون الاجتماعية في غزة التي تمدنا بالمعلومات عبر الأبحاث التي تجريها على العائلات الغزية الفقيرة، مبيناً أنهم يتعاونون مع مؤسسات حكومية وأهلية وأن عملهم يتم عبر تلك المؤسسات الخيرية.

وأوضح أبو السبح أن ابرز ما تقدمه الجمعية من خدمات ومساعدات يتمثل في كفالة عائلة تركية غنية لعائلة فقيرة من أشقائهم المحاصرين في غزة، إضافة إلى كفالة الأتراك لأيتام غزة الذين فقدوا آباءهم وعوائلهم خلال الحرب الصهيونية على القطاع.

تنسق مع الوزارة

بدوره، أكد د. أحمد الكرد وزير الشئون الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية على دعم وزارته لجميع المؤسسات الاغاثية العاملة في قطاع غزة والتي قدمت قبل الحرب أو بعد انتهائها، قائلاً:"هذه المؤسسات تنسق مع الوزارة لعدم الازدواجية في تقديم الخدمات ولوصولها لمستحقيها".

وأوضح أن وزارة الشئون الاجتماعية لها دور هي الأخرى يتمثل في تقديم الدعم اللازم للمؤسسات التركية للتخفيف عن الشعب الفلسطيني، مؤكداً على أن الحكومة والشعب التركي ينادي دائماً برفع الحصار المفروض على قطاع غزة ويستمرون إلى جانب ذلك في إرسال الوفود والقوافل لكسر هذا الحصار الجائر.

وتابع الكرد:" تم كفالة 3آلاف أسرة في القطاع بالتنسيق مع الجمعيات الاغاثية التركية، ومؤسسة IHH قدمت مساعدات لجميع البيوت التي تم تدميرها خلال الحرب.

 

البث المباشر