وسام عفيفه
"شباط الخباط ما عليه رباط" , مثل الأجداد في وصف الشهر الذي نعيشه ويكاد يغادرنا.
تقلبات شباط انعكست على التطورات السياسة والأحداث... فالمصالحة يوم عسل وعشرة بصل .. في غزة نستقبل قيادات فتح والمحافظين مكرمين, وهم في الضفة يستقبلون كوادر حماس في السجون ويكرموهم بأحكام قضائية.
فهمي شبانة ,قرر أن يفضحهم ثم أعلن هدنة مؤقتة ثم عاد وقدم بعض ملفات الفساد لكنها لم تلب نهم الشارع للفضائح.
يقول المثل: "شباط الخباط بشبط وبخبط وريحة الصيف فيه" ,ويضرب المثل للرجل كثير الهياج , سريع الهدوء.
ينطبق المثل على أبو مازن, فهو متقلب مثل شباط ما عليه رباط , فهو إما حردان , أو مع استئناف التسوية بشروط , او يقبل بالعودة لمفاوضات غير مباشرة , كما انه عدو المقاومة , لكنه يحذر من انفجار العنف.
قضية الشهيد المبحوح حولت شهر شباط إلى شهر المفاجآت إلى جانب التقلبات,موجة ساخنة مرت على العديد من العواصم العربية و الأوربية حملت معها غيوما سوداء, تنذر بسقوط زخات من "الزفت" والقطران, على رؤوس من تورطوا في الجريمة.
أما المثل "شباط عدو العجائز" فتروي هذه القصة عنه حيث قالت العجائز شباط شبط، وآذار وذرذر، وراح المطر؛ فسمعهن شهر شباط فأخذ يخاطب شهر آذار قائلاً: آذار يا ابن عمي أربعة منك وثلاثة مني.
أي بمعنى آخر ثلاثة أيام من شباط وأول أربعة أيام من آذار. فهبت الرياح وهطلت الأمطار مدة سبعة أيام، وجرفت السيول العجائز، فيقول المثل "آذار يا ابن عمي أربعة منك وثلاثة مني ويا ويلك يا عجوز السوء مني ".
في شباط.. الدول الأوربية وأمريكا قالت لإيران يا ويلك إذا صرت نووية , لكنها تتخبط في مواقفها , تهدد باستخدام القوة , ومرة بالعقوبات , وأخرى بالحلول الدبلوماسية.
المشكلة ان رياح شباط وغيومه فوق الخليج وإيران قد تنقلب علينا في فلسطين عواصف ورعودا وينطبق علينا المثل "- راح شباط الغدار وإجا آذار الهدار".
لشهر شباط ظواهر تلفت النظر، فهو من دون الشهور الشمسية ناقص العدد فكل أربع سنوات يصل بعد جهاد إلى أن يصير 29 يوماً. وما يكاد يسجل ذاك الرقم القياسي حتى يهبط ويعود كالمعتاد.
إذا كان "شباطنا" 28 يوما ستنزعج الحكومة ويستبشر الموظفون بقرب صرف الرواتب مع التذكير أن أثقل الشهور على نفوسهم تلك التي تبلغ 31 يوما.
الشهر المنصرم أثار قلق موظفي غزة عندما تأخر صرف الراتب .. لكن وكيل وزارة المالية طمأننا أن جيب الحكومة لا زالت عمرانه , على كل حال, أيام وينقضي شباط مبكرا, ونتأكد إذا كانت هذه السنة كبيسة أم بسيطة.
والمعروف عن شهر شباط أنّه موسم استفحال وتزايد نشاط تناسل الهرر و القطط , حيث في هذا الشهر يعلو صوت الهّر ويزداد مواؤه في محاولة الفوز بأكثر عدد من القطط اللعوب ليضمّها إلى مستعمرته الشهرية.
ربما أزعجت مؤتمرات فهمي شبانه القطط السمان في الضفة , لكنها بالتأكيد لن تتوقف عن المواء.
لا مزيد من التعليق لي سوى نقل خشية كاتب فلسطيني من القادم وأمله أن لا تنتقل عدوى هذه الغريزة الشباطيه القططيّه إلى بقية أشهر السنة الأخرى والى حارات أخرى, عندها لن نستطيع النوم من المواء العالي.