غابت الفرحة عن عائلة الشيخ صالح دار موسى مع حلول عيد الأضحى المبارك، تماماً كما غاب الرجال عن البيت وزج بهم في غياهب السجون، فهذا إسلام، يلتحق بوالده الشيخ صالح أسيراً في سجون الاحتلال عشية العيد.
ففجر يوم الإثنين الماضي، -يوم وقفة العيد- اعتقلت قوات الاحتلال الشابين إسلام صالح دار موسى ومحمد هاني عاصي من قرية بيت لقيا قضاء رام الله بعد مداهمة منزليهما في القرية، وتفتيشهما تفتيشاً دقيقاً وإفساد ما فيهما من أثاث ومقتنيات.
ضحية التنسيق
وللشابين عاصي ودار موسى حكايتهما الطويلة مع القيد، حكايةٌ لا تبتعد في التفاصيل عن واقع الحال في الضفة الغربية، فهنا يعد التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية وقوات الاحتلال على الفلسطينيين أنفاسهم، ويطبق الخناق على حياتهم بقبضةٍ أمنيةٍ لا منفد فيها للأحوال الإنسانية.
كان إسلام ومحمد قد أمضيا في سجون السلطة 3 أشهر، وأفرج عنهما من سجن أريحا قبل 3 أيامٍ فقط من اعتقالهما لدى سلطات الاحتلال.
وتقول والدة الأسير إسلام أن ابنها غاب عن المنزل في معتقله الفلسطيني في عيد الفطر، وها قد غاب اليوم في المعتقل الصهيوني في عيد الأضحى أيضاً، ولم يبق في البيت إلا النساء وطفلٌ لم يتجاوز عمرة الــ 12 عاماً.
ورغم محاولة الفلسطينيين تجاهل دور الانقسام في حياتهم، تصر تفاصيل الحياة ذاتها على طرح تساؤلاتٍ حول العلاقة بين سجون يديرها محتل وأخرى تديرها سلطة فلسطينية، ما دام القابعون في السجنين هم نفس الأسرى.
وتؤكد عائلة الشاب إسلام أن اعتقاله زاد من معاناتها في ظل غياب والده الأسير الشيخ صالح دار موسى البالغ من العمر 48 عاماً والذي يقضي حكماً بالسجن لــ 17 مؤبداً في سجون الاحتلال منذ اعتقاله بتاريخ 2992013 بتهمة قيادة أخطر مجموعات كتائب الشهيد عز الدين القسام في رام الله وقيامه بقتل عددٍ من جنود الاحتلال، وإشرافه المباشر على عددٍ من عمليات القسام.
إفراج مؤقت وقضاء مرتبك
ومرت أيام المعاناة الطويلة التي عاشتها عائلتا عاصي ودار موسى بكثيرٍ من التفاصيل، فظهر يوم الإثنين الخامس من آب الماضي، أعاد جهاز المخابرات التابع لسلطة رام الله، اعتقال الشابين بعد لحظات من الإفراج عنهما في مدينة أريحا، حيث تم الإفراج عنهما وقتها بقرار قضائي بعد أسبوعين من الاعتقال، لكن تلك الحرية لم تعمر إلا دقائق معدودة أعيد بعدها محمد وإسلام إلى السجن من جديد.
وبتاريخ 1092013، مددت محكمة أريحا اعتقال محمد هاني عاصي 4 أيام، فيما أعاد جهاز المخابرات (الفلسطيني) اعتقال إسلام دار موسى، بعد أن حصل على قرار بإخلاء سبيله وبعد توقيع إجراءات الخروج، حيث أعادوا اعتقاله بقرار جديد.
ضربت قصة الشابين دار موسى وعاصي عميقاً في سمعة القضاء الفلسطيني الذي أصدر أحكاماً متناقضةً في فترات متقاربة في ذات القضية، وأشار الإفراج والاعتقال والتمديد عن الشابين عاصي ودار موسى إلى دور أجهزة أمن السلطة في توجيه قرارات القضاة في القضايا المرتبطة بأمن الاحتلال، فقد كان إسلام ومحمد يحاكمان بتهمة تشكيل خلية عسكرية تعمل لحركة "حماس" ضد الاحتلال.
وبتاريخ 20/9/2013 مددت محاكم السلطة مجدداً اعتقال الشابين إسلام ومحمد لمدة 45 يوماً، قبل أن يتم الإفراج عنهما قبل حلول العيد بأيام كانت كافيةً ليعاد اعتقالهما خلالها في سجون الاحتلال.