الرسالة نت-محمد أبو قمر

شعره الناعم المنسدل على عينيه لم تخف علامات الإعاقة الظاهرة على جسده الصغير، فعيناه محولتان، وأصابع قدمه متلاصقة مع بعضها، وكف يده بأربعة أصابع فقط. في حضن والده يرقد الطفل محمد علاء أبو عوكل ابن العامين، ونظرات عينيه المتسارعة التي يصاحبها صوت تنفس عال "نهجة" تكشف الإعاقة التي يعاني منها.

ويعاني الطفل من ضمور في الدماغ صاحبه منذ الولادة ، فلا يتناسب جسده الصغير مع تقدم عمره.

الوالد الثلاثيني أبو عوكل الذي فقد مصدر رزقه منذ ما يقارب الستة أعوام، ويعيل أربعة من الأبناء لم يتمكن من تحمل أعباء ابنه المريض المحتاج لرعاية خاصة من أدوية ومواد غذائية خاصة وحليب أطفال وفوط صحية "بامبرز"، فلجأ الى الجمعيات الخيرية لكن دون جدوى.

كان أبو عوكل يسكن في منزل مستأجر لكن توقفه عن العمل حال دون تمكنه من تسديد الإيجار، فلجأ حينها الى السكن في حواصل "مخازن" في منطقة أبراج الندى شمال غزة.

المكان الضيق المحاط بألواح من الصفيح "الزينقو" من الخارج ، لم يكن مؤهلا للسكن فعمد على تقسيمه لغرفة ومطبخ وحمام، واضطر للعيش في تلك المنطقة التي تعصف بها روائح مياه الصرف الصحي التي تتجمع في أحواض لا  تبعد عنهم كثيرا.

ويبحث أبو عوكل عن فرصة عمل تمكنه من إعالة أبنائه لاسيما الطفل المريض الذي يحتاج لمصاريف باهظة بالمقارنة مع إخوته نظرا لوضعه الصحي المتردي.

ويشتكي الوالد من عدم رعاية أية جمعية لابنه بشكل مستمر ، في الوقت الذي لم يتمكن من توفير احتياجاته بعدما فقد مصدر دخله وقال " لو بشتغل ما بدور على الجمعيات".

وتقدم أبو عوكل لوزارة الشئون الاجتماعية للحصول على مساعدات إلا أنه لم يحصل على أي شيء بحجة أن الطفل لا زال صغيرا ولم يتجاوز الخامسة من عمره،كما يقول.

ولم يخرج أبو عوكل من دوامة توفير مستلزمات ابنه المعاق حتى تفاجأ بقرار وزارة الأشغال تسوية أوضاع الشقق والحواصل التي استولى عليها المواطنون في وقت سابق.

وتقدم أبو عوكل بطلب للوزارة شارحا ظروفه الصعبة التي يمر بها الا أنه لم يتلق ردا بعد.

وتعد منطقة أبراج الندى مستهدفة من قبل الاحتلال في كل توغل تقدم عليه في المنطقة، وكانت العائلة قد فرت من مكان سكنها خلال الحرب الأخيرة بعد استهدافه.

ويشير أبو عوكل بيده الى اسطوانة الأكسجين المخصصة لابنه المعاق، وهو يقول " انتظر من يساعدني في رعاية ابني المعاق فقط ".