غزة- الرسالة نت
حملت "قمة التحدي", التي جمعت الرئيسين السوري والإيراني والأمين العام لحزب الله، إضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس, مؤشرات خطيرة بالنسبة لواشنطن و"تل أبيب"، الأمر الذي أثار قلق دولة الاحتلال.
ورأى محللون سياسيون في تصريحات منفصلة لـ"الرسالة نت" أن القمة تحمل تحدٍ واضح لإسرائيل، لاسيما أنها جمعت القوى المناوئة لها في المنطقة.
وجاءت القمة التي عقدت أمس الجمعة في العاصمة السورية دمشق، أثناء مأدبة عشاء أقامها الأسد على شرف احمدي نجاد، بمناسبة زيارته إلى دمشق، وجمعت أيضا كل من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل.
وأعقب اللقاء تأكيد الرئيسيين السوري والإيراني على متانة العلاقات الثنائية التي توجت بالتوقيع على اتفاق يقضي بإلغاء تأشيرة الدخول إلى البلدين، معبرين بذلك عن رفضهم للدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى دمشق الأربعاء، لكي "تبدأ بالابتعاد في علاقتها عن إيران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدة".
وقال ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة: "اللقاء الذي جمع قادة الممانعة ليس الأول من نوعه ويأتي في سياق اللقاءات العديدة التي جمعت تلك الأطراف لبحث التحديات التي تواجههم"، مؤكدا أن هذا اللقاء يؤكد على عمق العلاقة القائمة بينهم ويعتبر تحد لإسرائيل.
وأضاف شراب لـ"الرسالة نت" : "اللقاء يمثل رسالة لإسرائيل، مفادها أنه إذا ما شنت حرب في المنطقة فإنها ستواجه مقاومة عنيفة ومن أكثر من طرف".
من جانبه اعتبر المحلل السياسي طلال عوكل أن قوى الممانعة (إيران، سوريا، حزب الله، وحماس) تحاول التنسيق فيما بينها لمجابهة المخاطر الدولية المتزايدة، مؤكدا أن محاولات واشنطن للفصل بين هذه القوى باءت بالفشل.
وكانت قد طالبت هيلاري كلينتون دمشق بـ"مزيد من التعاون بشأن العراق، ووقف التدخلات في لبنان، ونقل أو تسليم سلاح إلى حزب الله، واستئناف المحادثات الإسرائيلية السورية".
وأشار عوكل إلى أن اللقاء يعبر عن قوة العلاقة التي تربط تلك الأطراف، قائلا: "هناك استشعار لخطر في المنطقة وهذا يتطلب توحد هذه القوى لمواجهته".
وأوضح لـ"الرسالة نت" أن هناك تصاعد في وتيرة التهديدات الإسرائيلية تجاه إيران وحزب الله، مؤكدا أن هذه التهديدات يقابلها محاولات من قبل (القوى الأربعة) لإبداء الاستعداد للمواجهة.
على نحو متصل قال مراقبون إسرائيليون, "إن اللقاء الذي جمع نجاد والأسد إضافة إلى نصر الله ومشعل, يعتبر قمة إستراتيجية, من شانها أن تعيد حسابات تل أبيب, لجهة استفرادها بالمنطقة".
وأضاف المراقبون "من الآن وصاعدا لم يَعُدْ مسموحا لإسرائيل الاستفراد بأحد, عند شن أي حرب".
ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية, عن مصدر امني وصفته بالرفيع, أن "لقاء دمشق, والتصريحات التي صدرت, تجسد الحاجة للاستعداد والتأهب بشكلٍ شفافٍ جدا".
ويرى عوكل في قلق إسرائيل من هذا اللقاء، أنه يمثل شكل من أشكال التحريض ضد "إيران"، وقال: "إسرائيل تعمل على استعجال الحسم بين إيران والدول الغربية والذهاب لحرب أو اتخاذ عقوبات ضد إيران تؤدي في نهاية المطاف إلى الحرب".
وبين أن الاحتلال يسعى دوما لتضخيم التهديدات الصادرة من قبل "قوى الممانعة" لتحريض الدول الغربية ضدها.
وأعرب الكاتب الصهيوني "افي يسخروف", المختص بالشؤون العربية, عن قلقه من رسائل الاجتماع الثلاثي, ويقول "ما يقلقني, ويجب أن يقلقنا جميعا, إن هناك رسالة يبعث بها نجاد, ونسمع مثلها من نصر الله والأسد, إنهم يهيئون لنا شيئا ما, وفي حال حصلت معركة في الشمال فانَّ الجميع سيكون فيها ضد إسرائيل".
أما المختص بالشؤون الأمنية الإسرائيلية "يؤاف ليمور" فيقول "لا اعتقد أن هناك حربا ستقع, تقييمات الاستخبارات العسكرية لعام 2010 تقول إن الاحتمالات ضئيلة, وان ما يمكن أن يؤدي لوقوعها هو حصول حزب الله على سلاح يخل بالتوازن".