دعت اللجان الشعبية لشئون اللاجئين في مخيم الشاطئ لنظرة تاريخية وقانونية حول وعد بلفور "المشئوم"، مؤكدةً أن ملايين الفلسطينيين يعانون جراء هذا الوعد الذي سلبهم حقهم في أرضهم التاريخية.
وفندت اللجان في لقاء عقد مساء السبت, في ديوان عائلة الغول بمخيم الشاطئ ادعاءات اليهود في حقهم التاريخي والسياسي في الوجود على أرض فلسطين، مشددين على حق الشعب الفلسطيني في العودة لأرضه ورفض سلبه اياها بأي طرق حتى وإن كان احتلالاً.
بدوره، دعا عصام عدوان رئيس دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس بريطانيا لتحمل مسئولية اللاجئين الذين تم تشريدهم بسبب وعدها لليهود، مؤكداً أن ملايين الفلسطينيين يعانون من ويلات عدم جمعهم في وطن حقيقي كامل يجمعهم.
وانتقد عدوان اتفاق "فيصل وايزمن" عام 1919 الذي اعترف فيه فيصل بوعد بلفور وبحق اليهود في الهجرة لفلسطين مقابل اعطاءه المناطق العربية في آسيا عدا فلسطين، مؤكداً أن هذا الأمر مثلت تنازل عربي عن فلسطين.
وقال: "منذ بداية وعد بلفور كانت هناك خيانات من البعض، للأسف استمرت هذه الخيانات وأصلت اليهود لبناء دولة في فلسطين".
وأشار رئيس دائرة اللاجئين في حركة حماس إلى أن تركيا رغم هزيمتها في الحرب العالمية الأولى رفضت الاعتراف بوعد بلفور على الرغم من أن هذا سيحملها تبعات كبيرة، مشيراً إلى أنه عندما صدر الوعد كانت تركيا صاحبة السيادة القانونية على فلسطيني هي الدولة العثمانية وهي من تملك منحها لأحد لكنها لم تفعل حتى بعد الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني.
وأضاف عدوان :"اليهود فشلوا في انتزاع اعتراف بقانونية وعد بلفور، وهنا توجهوا لانتزاع الاعتراف من الشعب الفلسطيني صاحب الأرض وأرادت بريطانيا استخدام ذكائها من خلال استصدار الكتب ودستور فلسطين".
وشدد على أن الفلسطينيين رفضوا محاولات بريطانيا أخذ الاعتراف بحق اليهود في فلسطين وبدأت المقاومة حينها بثورة عام 1936 والمقاومة العربية وإنشاء حركة فتح والجبهة العربية.
وأشار إلى أن (إسرائيل) تحاول جاهدة انتزاع اعتراف بحقها في أرض فلسطيني، مشيراً إلى أنها للأسف انتزعت من بعض الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل مقابل أمور تافهة لا ترقى لحجم فلسطين.
لا مسوغ قانوني
بدوره، دعا فرج الغول المستشار القانوني والنائب في المجلس التشريعي، النظر لقضية بلفور بطريقة أكثر تعمقاً لأن اليهود كانوا أعداء المسيحيين، مشيراً إلى مكر اليهود في اختراق أوربا وايجاد مذهب مسيحي جديد ينهي الخلافات ويسيطر على عقول الأوربيين ويوجهم من جديد للانقضاض على أراضي المسلمين.
وقال الغول :" لقد دفعوا أوروبا للعمل وفق هذا المذهب الذي يتبنى مواقف اليهود ويدعم مؤامرة لإسقاط الخلافة العثمانية، ومن ثم تجمعوا على فكرة واحدة وبعد 50 عاماً تمكنوا من اقامة وطن لهم".
وأشار إلى استمرار العمل لانتزاع اعتراف بأحقيتهم بأرض فلسطيني، موضحاً أن 99 % من الفلسطينيين لا يقبلون التنازل عن فلسطين، بينما 1 % يبرر تنازله بأنه مرحلي ولأجل أن يعيش ويستريح.
وشدد على أن بريطانيا ليس لها أي صفة قانونية للتحكم بأرض فلسطين، مؤكداً أنهم وضعوا وعد بلفور في دستور 1922 داخل دستور فلسطين لدس السم في العسل وايجاد اعتراف بالكيان.
وأضاف :"هناك عملية مسخ للقضية الفلسطينية عبر تقزيمها من حق المسلمين جميعاً بها إلى حق العرب بها ومن ثم حق الفلسطينيين بها فقط، والآن يتم تقزيمها في فصائل".
وانتقد تنازل السلطة عن 80 % من أرض فلسطين وقبول وجود اسرائيل بجوارها مقابل مقعد مراقب في الأمم المتحدة، مؤكداً أن دولة دون حقوق وبتنازلات كبيرة لا تأتي بشيء.
ودعا الفلسطينيين لوحدة العقيدة والصف بما يعيد للفلسطينيين حقوقهم كاملة يوتم انهاء وعد بلفور المشئوم.
وقدمت اللجان الشعبية للاجئين تذاكر بخريطة فلسطين لعائلة الغول تسلمها المختار عيسى الغول، الذي بدوره شكر اللاجئين وأكد على تمسك عائلة الغول بحقوق اللاجئين.
من جهته، أكد نشأت أبو عميرة مدير اللجان الشعبية لشئون اللاجئين في مخيم الشاطئ على حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة لاسترداد أرضه المغتصبة ورفض كل الاتفاقيات التي تحول بينه وبين العودة لأرضه.
وبين أهمية التواصل مع العوائل بغرض تعزيز ثقافة المقاومة وحق العودة وغرسها لدى كل فلسطيني، لافتاً إلى ضرورة استمرار الفعاليات المطالبة بحقوق الفلسطينيين ورفض وعد بلفور المشئوم.
وطالب أبو عميرة المجتمع الدولي لمراجعة موافقه من وعد بلفور الذي شرد ملايين الفلسطينيين، داعياً إياهم للعمل على اعدتهم بدل دفع المعونات والمساعدات.