قائد الطوفان قائد الطوفان

كيف هي علاقات أمريكا بالسعودية وإسرائيل؟

العلاقات السعودية الاسرائيلية (أرشيف)
العلاقات السعودية الاسرائيلية (أرشيف)

خاص بالرسالة نت- ترجمة وليد محمد

بقلم: آرون ديفيد ميلر/ مجلة فورن بوليسي الأمريكية

قبل قرابة الأسبوع, وجدتُ نفسي جالساً في حلقة نقاش حول إيران برفقة الأمير تركي بن فيصل السعود، والمحلل الإسرائيلي وضابط الموساد السابق (يوسي ألفر). كان التوافق السعودي الإسرائيلي وديّا ومنفعلا ومفيدا. وكان هناك شد وجذب كبيرين تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي, عدا عن التوافق حول الخطر الإيراني والتحديات التي يشكلها.

كوني مؤرخ أتاح لي التفكير في حَليفَيْ الولايات المتحدة الأمريكية هذين. كيف يتفقان ويختلفان مع بعضهما البعض؟! لم يغب عن ذهني كونهما لاعبين أساسيين في نجاحات أمريكا في الشرق الأوسط.

في أربعينيات القرن الماضي, نسجت الولايات المتحدة الأمريكية علاقات وطيدة ومتباينة مع الرياض و(القدس) في آنِ معاً. في بداية الأمر, تطورت العلاقات السعودية-الأمريكية نتيجة الاهتمام المتزايد بالنفط في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتنامي قوة بعض الدول الأوروبية.

لم يكن هناك شيء أكثر رمزية من اللقاء الشهير الذي جمع فرانكلن روزفلت والملك السعودي عبد العزيز على ضفاف البحيرة المُرة الكبرى (بالقرب من قناة السويس) في فبراير مطلع العام 1945.

فبينما كان روزفلت مشدود بالحفاوة الملكية وبرومانسية الأراضي الشاسعة والغريبة, وُضعت الأساسات لعلاقة إستراتيجية, قائمة على انتفاع الولايات المتحدة الأمريكية من النفط السعودي مقابل دعم المملكة عسكريا وتكنولوجيا واقتصاديا.

والأكثر تعقيدا من ذلك هو دفع الولايات المتحدة الأمريكية في اتجاه إنشاء "دولة يهودية" في أعقاب ارتكاب النازيين لـ(الهولوكوست).

بحلول ربيع العام 1948 تبنّى الرئيس هاري ترومان آراء مستشاره كلارك كليفورد في أن الروس كانوا على وشك الاعتراف بإسرائيل وبأن على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تقلق حيال ردة فعل الملك عبد العزيز.

فالسعوديون لم يكونون يملكون الخيار سوى بيع نفطهم للولايات المتحدة الأمريكية.

لقد ثبتت صحة كلام كليفورد! فقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في الفصل بين قضايا فلسطين والنفط مع استثناءات بسيطة, تمثلت بالقرار العربي بحظر تصدير النفط لأمريكا عام 1973.

وعلى مر السنين, تطورت علاقة هذين البلدين (السعودية وإسرائيل) بالولايات المتحدة الأمريكية, ونمت اتجاهات فكرية أعادت تعريف السياسات الأمريكية تجاه المنطقة.

حقيقةً, إن الأسباب التي تقف وراء تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ثلاثة: الحرب الباردة, والنفط, وإسرائيل.

فقط السببان الأخيران يؤثران في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة. بغض النظر عن التباين بين الولايات المتحدة الأمريكية وهذين الحليفين, فإن ما يربط علاقاتهم الثانية أكثر مما يفرقهم. وهذا ما سيبدو عليه الأمر في الأيام المقبلة.

إن التكهنات بزوال هذا الحلف أمرٌ مبالغٌ فيه. فمن المرجح أن هذه العلاقات قد وُجدت لتبقى!

الاستقرار, الاستقرار, الاستقرار...

إن من أكثر الأمور مدعاةً للسخرية عدم تأثر الحكام المستبدين – تحديدا الحكام السعوديين – بما أفرزته ثورات الربيع العربي من قيم كالمناداة بالديمقراطية والمساواة بين الجنسين وحرية التعبير. فالسعوديون لا يريدون للربيع العربي أن يحط رحاله في الرياض, وكذلك الأمريكيون.

مما لاشك فيه أن الآونة الأخيرة شهدت فتورا في العلاقات الأمريكية -السعودية وأن مفهوم النفط مقابل الأمن قد تراجع وضعف, إلا أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن الخليج. أيا كان رأي المملكة العربية السعودية حول مصداقية الولايات المتحدة, فإنها لن تلجأ لموسكو أو بيجين لطلب المساعدة حال تعرضها لهجوم من إيران أو من أي بلدٍ آخر.

آرون ديفيد ميلر

كاتب وباحث أمريكي, شغل منصب مستشار في وزارة الخارجية الأمريكية, وهو مختص في شئون الصراع الإسرائيلي-العربي.

البث المباشر