تناولت صحف أميركية الأزمة السورية المتفاقمة، ودعا بعضها المجتمع الدولي إلى الالتفات إلى معاناة الشعب السوري وإغاثته، وأشارت أخرى إلى انتشار شلل الأطفال في البلاد، وبدء التطعيم على مستوى سوريا والمنطقة.
فقد دعت كريستيان ساينس مونيتور بمقال للكاتبة ليندا ماسون المجتمع الدولي لضرورة إغاثة الشعب السوري، وقالت إنه يجب على العالم ألا يغمض عينيه إزاء المعاناة التي يعيشها السوريون.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثلث الشعب السوري يتعرض للتشرد وأن أكثر من مليونين نزحوا إلى الدول المجاورة، وأن "الحرب الأهلية" تركت آثارا مدمرة على الشعب أكثر من تلك التي تركها تسونامي المحيط الهندي أو الزلزال الذي عصف بهايتي، ولكن المساعدات لسوريا ضئيلة.
كما أضافت أن طوابير طويلة من اللاجئين السورين يحاولون عبور الحدود ليلا إلى المناطق المجاورة كالأردن، وأن حالة من الذهول والرعب بدت على الأطفال وهم يفرون تحت جنح الظلام.
وأوضحت الصحيفة أن ملايين السوريين يعانون من التشرد والنزوح داخل بلادهم، وأن ملايين أخرى منهم تعاني بمخيمات اللجوء، داعية المجتمع الدولي لضرورة التحرك لمساعدتهم ودعم الدول المستضيفة على حد سواء.
وحذرت مما ينتظر النازحين واللاجئين السوريين من معاناة، وخاصة مع اقتراب حلول فصل الشتاء بالمنطقة، وقالت إن عددهم تضاعف سبع مرات عن الشتاء الماضي، وإن نصف هؤلاء من الأطفال.
يُشار إلى أن منظمة العفو الدولية دعت إلى تقديم دعم دولي للبلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين، وذلك مساعدتها على وضع حد للقيود الحدودية المفروضة على اللاجئين الفارين من النزاع المسلح، مشيرة إلى أن مئات الأشخاص الفارين للأردن وغيره من دول الجوار تتم إعادتهم على الحدود.
وذكرت المنظمة أن المقيمين بمخيم الزعتري، أكبر مخيم للاجئين بالأردن والذي يؤوي نحو 120 ألف لاجئ سوري، يواجهون صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية مثل المياه صالحة للشرب، وارتفاع معدلات الجريمة، وضعف الأمن.
من جانبها أشارت واشنطن بوست بمقال لرئيس بعثة الصليب الأحمر إلى سوريا ماني بارت إلى أن البعثة تعمل في ظروف صعبة بالخطوط الأمامية، وأن ملايين السوريين يحتاجون إلى المساعدة.
وقالت الصحيفة إن البعثة تحاول الحد من معاناة المدنيين، ولكنها تواجه صعوبات متزايدة في الوصول إلى المناطق المتنازع عليها بالحرب المستعرة منذ أكثر من عامين، مضيفة أن القتل مستمر وأن كثيرا من الناس يعتبرون في عداد المفقودين.
شلل أطفال
وفي سياق متصل بالأزمة، أشارت صحيفة لوس أنجلوس إلى أن انتشار شلل الأطفال في سوريا جعل الأمم المتحدة تبدأ حملة لتطعيم عشرين مليون طفل بالشرق الأوسط، ومن بينهم أطفال بالبلاد التي مزقتها الحرب.
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أعلنا البارحة بجنيف أن حملة تطعيم مكثفة ضد مرض شلل الأطفال تجرى بسوريا وستة بلدان أخرى بالشرق الأوسط بهدف حماية عشرين مليون طفل، وسط تحذيرات من عودة المرض لأوروبا بعد عقود من اختفائه.
الجزيرة ووكالات