فجأة تبدد سكون ليل سكان حي الأوروبي شرق خانيونس بعد أن اجتاحت مياه الأمطار في منتصف الليل منازلهم وحاصرتهم داخلها لساعات.
وغمرت مياه الأمطار عشرات المنازل في الحي بسبب امتلاء بركة تجميع المياه القريبة من المنطقة وتسرب المياه منها إلى المنازل.
خيم الظلام منزل أبو يوسف أبو الشعر بسبب انقطاع الكهرباء واجتمعت الام بأطفالها الستة في غرفة نوم الأطفال تؤنسهم في وحشة الظلام حتى تسلمهم لسلطان النوم , وماهي إلا دقائق حتى غط الأطفال في نوم عميق.
حاولت الزوجة أن تبقى متيقظة مع رضيعها لانتظار زوجها لكن غلبهما النوم, واستيقظت على صراخ زوجها حينما عاد إلى البيت ووجد المنزل وقد غمرته مياه الأمطار.
تحرك الزوجان بسرعة وقد تبللت فرشات نوم الأطفال بالمياه , وأصابت مياه الأمطار أجسادهم الصغيرة فانتابتهم قشعريرة برد, وعلا صراخهم.
حاول الوالد أن يمنع دخول المياه باستخدام أدوات بدائية بسيطة لكن سرعتها وقوتها كانت أكبر من امكانياته, وانشغلت الزوجة في رفع أطفالها الصغار على طاولة التلفاز وسط المنزل حتى تجنبهم برودة المياه.
تقول أم يوسف لـ"الرسالة نت": "كانت الكهرباء قاطعة وكنا نائمين فدخلت المياه كل غرف البيت وعامت كل محتوياته من الفراش والأمتعة".
وتتابع ما جرى لعائلتها: "اتصلنا على الدفاع المدني ولم يتمكنوا من الوصول إلينا وساعدنا الجيران، وأجلونا إلى منزل قريب ولم نحمل معنا شيء سوى ما يسترنا، ثم جاء الدفاع المدني ونقلنا إلى مدرسة احسان الأغا", مشيرة إلى أن عملية الاجلاء من المنطقة استمرت ساعة تقريبا.
وأصابت أم يوسف وأطفالها رجفة كبيرة بسبب البرد, وبنبرة حزن تقول: "أوجه رسالة إلى كل العالم نحن محاصرون جوا وبرا وبحرا، وحرام اللي بيصير فينا، حسبنا الله ونعم الوكيل وكفى".
ولجأت عائلة أبو الشعر والعديد من العائلات المتضررة بسبب المنخفض الجوي في منطقة حي اسكان الأوروبي إلى مدرسة احسان الاغا القريبة من منطقة سكنهم.
وفتحت اللجان المشكلة من طواقم الفاع المدني والبلديات والشئون الاجتماعية 3 مراكز إيواء للأسر المتضررة من جراء المنخفض الجوي.
وتقدم مديرية الشئون الاجتماعية مساعدات عاجلة للأسر المتضررة عبارة عن أغطية , ولفافات نيلون وحصر وطرود غذائية.
لا يختلف الحال كثيرا لدى عائلة الحاج أبو محمد المكونة من 19 فردا يقطنون في 4 غرف في اسكان الأوروبي.
يتوسط الحاج عائلته في أحد فصول مدرسة احسان الأغا، وقد لف قدميه بغطاء لإبعاد شبح البرد عن جسده الضعيف يقول "كنا نائمين وفي منتصف الليل صحينا على صراخ الأطفال وجدنا الفراش طفا على سطح مياه الأمطار داخل البيت".
ويضيف لـ"الرسالة نت": "جاءت طواقم الدفاع المدني وقامت بشفط المياه من داخل المنزل وجاءت موجة أخرى من الأمطار فوجدنا انفسنا والمياه فوق الركب".
بين المناطق المتضررة من المنخفض الجوي يتنقل رئيس بلدية الفخاري الدكتور أحمد الفرا معترفا بعجز بلديته أمام قوة المنخفض.
ويشير الفرا إلى أن بركة تجميع مياه الامطار القريبة من اسكان الأوروبي امتلأت بالكامل في منتصف الليل, وأن بلديته لا تمتلك مضخات فتوجهت لبلديات مجاورة ومصلحة مياه بلديات الساحل من أجل الاستعانة بها وتزويدها بمضخة مياه لسحب مياه البركة.
ويلفت بأن امكانيات البلدية محدودة جدا وأنها في مثل هذه الحالات تتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل لحل هذه الازمات, وان الأضرار الناجمة عن المنخفض أكبر من طاقة امكانات وطواقم البلديات.
وأفاد الفرا بأن سيول مياه كبيرة قدمت من داخل الحدود من الجانب "الاسرائيلي"، ما أدى إلى غمر العديد من المنازل في منطقة العوايشة على الحدود.
وأنشأت طواقم البلدية بعد الاستعانة بآليات شركة مقاولات، حواجز ترابية على مداخل منازل المواطنين لمنع تسرب المياه داخلها.