قائد الطوفان قائد الطوفان

ماوراء تهويل إسرائيل لقدرات حماس العسكرية ؟

جنود من القسام خلال عرض عسكري (الأرشيف)
جنود من القسام خلال عرض عسكري (الأرشيف)

غزة- ياسمين ساق الله

لا تزال آلة الدعاية (الإسرائيلية) تحاول تضخيم وتهويل قدرات المقاومة الفلسطينية العسكرية وخاصة حركة حماس، مستغلة انشغال العرب بقضاياهم الداخلية والغرب بملف ايران النووي من اجل، فما المغزى من ذلك؟.

وكانت مصادر عسكرية (إسرائيلية) قد ذكرت مؤخرا ان كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أجرت تجربة لإطلاق صواريخ بعيدة المدى من منطقة واقعة جنوب غرب قطاع غزة باتجاه البحر, معتبرة هذه الخطوة تأتي في إطار اختبار المنظومة الصاروخية التي ترى أنها تكللت بالنجاح وأعطت نتائج مرضية.

عدو شرس..

وفي هذا السياق قالت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها ان " حماس تنظيم مركب يبني قوته بشكل لا يسمح بالتأثر بالأزمات المصاحبة، ولا يتقاعس عن الاستعداد لأية مواجهة قادمة.

المتخصصون في الشأن (الإسرائيلي), يرون ان الاحتلال يسعى الى ترسيخ صورة للرأي العام عن حماس بانها عدو شرس يجب القضاء عليه وذلك من خلال تهويل قدراتها العسكرية.

وقال اسماعيل ان "الاحتلال يعلم جيدا أن حماس تعد نفسها جيدا لأي مواجهة معه لذا فهو يحاول اظهارها بانها تمتلك جيشا قويا وليس قوة شعبية كما يعتقد البعض وذلك من اجل تبرير أي عدوان جديدة ضد غزة".

ومنذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، تمكنت حماس من إنتاج صواريخ من طراز (M75)، وهي مماثلة لصواريخ (فجر 5) التي تُصنعها إيران، التي أطلقت الحركة عددا منها -وفق المصادر (الإسرائيلية)- في العمق الصهيوني خلال العدوان الأخير.

واوضح  تقرير يديعوت ان ما أعدته حماس لنفسها يفوق بعشرات المرات استعداداتها السابقة، زاعما انها بنت ترسانة من الصواريخ متوسطة المدى محلية الصنع تفوق تلك التي أدخلتها خلال عملية (عمود السحاب).

وأكد أن صناعة الصواريخ متوسطة المدى لدى حماس من طراز M75 بما فيها الصواريخ التي يصل مداها إلى 70 كم مزدهرة ومستمرة دون انقطاع، وهي قادرة على الوصول إلى (غوش دان) و(تل أبيب).

وهنا قال المتخصص في الشأن (الإسرائيلي) هاني البسوس ان تضخيم الاحتلال لقدرات حماس ليس جديدا فهو يحاول دوما أن يقول لدول العالم بأن الحركة تشكل تهديدا حقيقيا لدولة الكيان.

ويرى ان الهدف الحقيقي من هذا التهويل جلب مزيد من الأسلحة المتطورة للكيان من اجل استخدامها في أي مواجهة مقبلة مع حماس.

وفاجأت حماس العدو الصهيوني بكل أجهزته الأمنية والاستخباراتية بإطلاق صاروخ (M75) محليّ الصنع والذي يصل مداه إلى 75 كم خلال العدوان الأخير "حجارة السجيل" على قطاع غزة، ليشكل هذا الصاروخ ضربة قوية لقدرات هذه الأجهزة الاستخباراتية التي لم تعلم عن وجوده إلا لحظة سقوطه على مدينتي تل الربيع والقدس المحتلتين.

أجندة الحرب..

وفي السياق يتوقع قائد الجبهة الداخلية في (إسرائيل) الجنرال "إيال أيزنبرغ" أن تبدأ المعركة المقبلة بسقوط المئات من الصواريخ في قلب (إسرائيل)

وفي هذا الصدد قال مهرة ان بعض الجنرالات (الإسرائيليين) لا يرغبون في تكرار خيبتهم السابقة عندما هزم جيشهم في حرب لبنان عام 2006 أمام حزب الله بسبب فشل توقعات عن قدرات المقاومة اللبنانية لذا فهم يسعون الى الحديث عن تعاظم قدرات حماس العسكرية وذلك كي لا يوجه لهم انتقاد حاد أمام لجان التحقيق (الإسرائيلية) فيما لو حدثت مواجهة في غزة وهزم الجيش".

بدوره قال محلل عسكري (إسرائيلي) يعمل في صحيفة "هآرتس" العبرية: إن وضع حماس الحالي قد يدفعها الى العودة لإطلاق الصواريخ، بهدف جر (إسرائيل) للرد، من أجل إعادة القطاع إلى أجندة الحرب ووقف المفاوضات بين الاحتلال ورام الله، وتغيير قواعد الهدنة الحالية وربما تغيير تعامل النظام المصريّ معها". على حد قوله.

ورغم التهويل (الإسرائيلي) لقدرات لحماس فقد استبعد متخصصون أن تشهد هذه المرحلة مواجهة جديدة بين جيش الاحتلال والمقاومة، مشيرين إلى أن "كل المؤشرات الميدانية تدل أن الطرفين يحاولان الحفاظ على حالة الهدوء الحذر في هذه الآونة".

ونفذ الاحتلال عدة خروقات للتهدئة التي أبرمت بين المقاومة وجيش الاحتلال برعاية مصرية بعد مواجهة استمرت ثمانية في قطاع غزة أيام نوفمبر العام الماضي.

وتدرك قوات الاحتلال أن المعركة المقبلة مع كتائب القسام لن تكون سهلة بل أكثر تعقيدًا وضراوة رغم التضيق الشديد التي تتعرض له في هذه الآونة بفعل استمرار الحصار وتشديد الاجراءات المصرية على غزة.

البث المباشر