تنتشر في قطاع غزة ظاهرة المراكز التعليمية ليصل عددها نحو 400 مركز, 70% منها مرخصة لدى وزارة التربية والتعليم العالي.
فوضى انتشار هذه المراكز وكثرة الإقبال عليها يدق ناقوس الخطر حول مستويات الطلبة خاصة في المراحل الابتدائية والإعدادية.
عبد الرؤوف خضر الذي يشرف على أحد المراكز التعليمية في غزة يبيّن أن غالبية الطلبة الذين يأتون إلى مركزه من متوسطي المستوى في المراحل الابتدائية والاعدادية والثانوية، مشيرا إلى أن بعض الطلاب المتميزين يسجلون بالمركز لتطوير أنفسهم.
ويضيف خضر في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الاقبال على المراكز يكون في الغالب بعد امتحانات الشهر الأول من أي فصل دراسي، لأن الأهل يتعرفون على مستويات أبنائهم فيأتون بهم إلى المراكز لتقويتهم.
وأوضح أن من يسجلون في المركز وتتابعهم عائلاتهم يتقدم مستواهم التعليمي وأن الذين يسجلون ولا تتابعهم الأسرة لا يشعرون بأي تقدم.
ويؤكد خضر أن بعض الطلبة يكون مستواهم جيدًا جدا ولكن نتفاجأ برسوبهم في الامتحانات الشهرية بالمدرسة بسبب إهمال المتابعة في البيت، موضحا أن المركز يعد البيت الثالث بعد المدرسة والأهل.
ولفت إلى أنه نادرٌ ما يأتي الأهل إلى المراكز للسؤال عن مستويات أبنائهم أو متابعتهم في المركز.
ومن أكثر المواد التي يقبل عليها الطلبة لتحسين مستواهم هي مادتا الإنجليزي والرياضيات للمرحلتين الابتدائية والإعدادية.
ويرى خضر أن المركز يختلف عن المدرسة سواء في طريقة الشرح أو عدد الطلبة، لأن نوعية المعلمين تأتي بناء على إعلان من المركز ويكون أغلبهم من الخريجين الجدد ومتحمسون للعمل ولديهم قدرة على العطاء والإبداع.
إقبال كبير
آيات علي معلمة في أحد المراكز التعليمية تؤكد أن دور الأسرة مهم في متابعة الأبناء الملتحقين بالمراكز التعليمية, وتقول علي لـ"الرسالة نت": " بعض الأهالي يرسلون أبنائهم ليرتاحوا من تدريسهم، وهناك من يرسل أبنائه ليستفيدوا أي شيء من المنهاج".
وتلاحظ آيات أن الطلبة قادرون على التفوق ولكن لا توجد متابعة من الأهالي في البيت, الأمر الذي يقلل من النفع على الطالب.
وتؤيد آيات تواجد المراكز لأنها من وجهة نظرها "تنفذ نشاطات مختلفة وتغير الجو التقليدي للتعليم في المدرسة، وتوصل المعلومة بطريقة جديدة للطالب، كما أن المراكز تتساهل مع الوضع المادي للأهالي".
370 مركزًا معتمدا
وزير التربية والتعليم الدكتور أسامة المزيني أوضح بدوره، أن الوزارة تشرف على ترخيص 370 مركزا تعليميا، منوها إلى أن معظمها لم يكن مرخصا "لكن الوزارة تحاول ضبط الأمور على مراحل".
وذكر المزيني خلال حديث سابق في برنامج "تحت مجهر الرسالة" الدوري، أن المرحلة الأولى بدأت بإلزام المراكز بالترخيص ومن ثم إخطار المراكز غير المرخصة.
ونوه إلى أن شروط الوزارة ضابطة وتنص على أنه لا يسمح بعقد دورات في غير المجال الذي أخذ الترخيص بشأنه، "كما تحدد الوزارة عدد الطلبة ولا تصادق شهادة أي طالب لم يرسل اسمه إلى الوزارة قبل بدء الدورة".
ومن أهم شروط إعطاء التراخيص للمراكز التعليمية وفق الوزير "أن على كل من يريد ممارسة العملية التدريبية تقديم السيرة الذاتية والمؤهلات العلمية".
وقال: "بذلنا جهدا من العام الماضي واستطعنا أن نحقق نسبة نجاح عالية، فقد وصلت نسبة المراكز التعليمية المرخصة إلى 80% بعد أن كانت 50%".
ويبقى دور المراكز التعليمية "مُكملًا" للمدرسة والمتابعة الدائمة من الأهالي في البيت، حتى يصل الطلبة إلى أفضل مستوى علمي.