قائد الطوفان قائد الطوفان

ملك الأردن: الوطن البديل وهم

ملك الأردن عبد الله الثاني
ملك الأردن عبد الله الثاني

عمان- الرسالة نت

وصف ملك الأردن عبد الله الثاني الحديث المتكرر في الأردن عن حل القضية الفلسطينية على حساب المملكة وإقامة "الوطن البديل" للفلسطينيين بأنه "وهم"، موضحا أن من يروجون لهذا الموضوع بين الحين والآخر يثيرون "الفتنة"، وهدد بكشف أسمائهم للرأي العام.

ونقل بيان للديوان الملكي حديثا بدا غاضبا للملك الأحد أمام رؤساء الوزراء ومجلسي الأعيان والنواب وأعضاء المكاتب الدائمة في المجلسين ورئيس المجلس القضائي، تساءل فيه "إلى متى سيستمر هذا الحديث؟ وأقولها مرة أخرى وأؤكد أن الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، ولا شيء غير ذلك لا في الماضي، ولا اليوم، ولا في المستقبل".

وفي أول تصريحات له حول الجدل الصاخب الذي تشهده الأوساط السياسية والشعبية الأردنية منذ مطلع العام الجاري حول المخاوف من حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، قال عبد الله الثاني إنه كان يرغب في مناقشة هذا الموضوع قبل مغادرته في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، غير أنه آثر طرحه بعد عودته، وذلك "حتى لا يقول أحد إنه بعد زيارتي لأميركا تغيرت الأمور وحدث أمر جديد".

وتابع "للأسف كما تلاحظون، كلما كان هناك جهد جدي في عملية السلام، يعود الحديث عن وهم الوطن البديل، وكأنه السلام على حساب الأردن، موقفنا واضح، وهو أن حديثنا سريا أو أمام العالم هو نفس الكلام".

واتهم الملك تيارا داخل البلاد بتعمد إثارة الحديث المستمر عن الوطن البديل، وقال "نحن نعلم كيف يحدث الموضوع منذ 15 سنة أو أكثر، حيث تبدأ الأمور في فصل الربيع من خلال نفس المجموعة، الذين يشحنون المجتمع الأردني، وبحلول الصيف يشعر الناس بالخوف، ما يضطرني إلى تطمينهم بخطاب أو بمقابلة صحفية، ولكن هذا العام وللأسف بدأ الحديث عن ما يسمى بالوطن البديل مبكرا".

ووصف الملك ما تقوم به هذه المجموعة "بالفتنة"، واعتبر أن هناك قضايا أهم للأردن، يجب أن يتم التركيز عليها، وهي كما قال الإصلاح السياسي والاقتصادي "وما يجب أن نقوم به هو العمل بروح الفريق حتى نحل مشاكلنا الداخلية".

وهدد الملك بإعلان أسماء هذه المجموعة، وزاد "نحن نعرف هذه المجموعة وإذا تكرر هذا الموضوع العام القادم فسوف نعلن من هم بالاسم"، داعيا "جميع المواطنين إلى التصدي لمن يروج لما يسمى بالوطن البديل".

تشويش مقصود

وشدد عبد الله الثاني على أن "الحديث عن الوطن البديل تشويش لا غير، وما يحدث أن هناك عددا قليلا يسعون إلى تمييز أنفسهم في الشارع الأردني".

وتمنى أن تكون هذه المرة الأخيرة التي يتحدث فيها عن هذا الموضوع، وطالب جميع الأردنيين بدعم هذه القضية.

وحسب بيان الديوان الملكي فإن الملك استغرب من يربط المساعدات المقدمة للأردن بالضغط عليه مقابل تنازلات.

وزاد موضحا "لو جاء من جاء وقال سنقدم مائة مليار دولار للأردن على حساب مصالحه، سنقول له مع السلامة، لن نقبل ولا فلسا، إذا كان سيمس مستقبل شعبنا ووطننا".

وأعلن الملك أمام الحاضرين أن الأردن مطلع على كل التطورات المتصلة بالمباحثات الفلسطينية-الإسرائيلية وما يخص مستقبل فلسطين.

وجاء حديث عبد الله الثاني بهذه النبرة الغاضبة بعد أن تصاعدت حدة الجدل في المملكة سياسيا وشعبيا وتحت قبة البرلمان حول التسريبات عن خطة الاتفاق الإطار التي ينوي وزير الخارجية الأميركي جون كيري الإعلان عنها إطارا للحل النهائي للقضية الفلسطينية.

وشهدت الساحة الأردن جدلا صاخبا اشتركت فيه القوى السياسية والشعبية والنقابات والبرلمان وسياسيين تقلدوا مناصب رفيعة بالدولة الأردنية، حيث ذهب البعض في كل هذا الجدل إلى حد اتهام النظام الأردني والحكومة بأنهم موافقون على خطة لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

وشدد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أثناء حديثه في البرلمان في وقت سابق من هذا الشهر على أن الأردن قريب من المفاوضات، وأن له رأيا سيطرحه عند مناقشة ملفات الأمن والحدود وحق العودة والقدس.

الجزيرة نت

البث المباشر