قائد الطوفان قائد الطوفان

الحصار والجوع يتهددان الآلاف في سوريا ولبنان

التعليم أصبح ترفا بالنسبة لآلاف الأطفال الموجودين في المناطق المحاصرة والمهددين بالموت جوعا
التعليم أصبح ترفا بالنسبة لآلاف الأطفال الموجودين في المناطق المحاصرة والمهددين بالموت جوعا

دمشق – الرسالة نت

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن السلطات السورية تحاصر أزيد من مائتي ألف شخص بينما تحاصر المعارضة نحو 45 ألفا آخرين.

وحذرت منظمتان أمميتان من أن الموت جوعا يتهدد الآلاف في مخيم اليرموك بالعاصمة دمشق وفي لبنان.

وقال بان الثلاثاء، أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية في جلسة حول الوضع الإنساني بسوريا، إن الموت بفعل الجوع سيكون النتيجة المرجحة إن تواصل حصار القوات السورية المعارضة للسوريين.

وعبّر عن أمله في أن يحدث القرار الذي تبناه مجلس الأمن مؤخرا والخاص بالوضع الإنساني في سوريا، فارقا على الأرض.

وقال بان إن هناك حاجة للوصول إلى مئات آلاف الناس في شمال شرق سوريا الذين لم يتلقوا إلا القليل جدا من المساعدة منذ ثلاث سنوات، إضافة إلى الحاجة لاحتواء انتشار شلل الأطفال عبر مواصلة حملة التلقيح.

ودعا إلى السماح بمغادرة المدنيين الذين يريدون الخروج بحرية من مناطق النزاع، وأشار إلى أن حجم وحدة المعاناة الإنسانية في سوريا يزدادان يوميا، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تصل بمساعداتها إلى ملايين الأشخاص السوريين لكن ذلك ما زال غير كاف.

وقال إن هناك حاجة إلى ممرات آمنة للإمدادات الإنسانية على طول الطرق الرئيسية.

وطلب الأمين العام من المجتمع الدولي تقديم التمويل اللازم للاستجابة لاحتياجات الفارين من النزاع الموجودين داخل سوريا وفي البلدان المستضيفة، ودعا الحكومة السورية إلى السماح للمزيد من العاملين الإنسانيين للعمل في سوريا، مناشدًا اياها وكل أطراف النزاع هناك لتطبيق التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.

مخيم الأشباح

من جانب آخر قال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (أونروا) فيليبو غراندي إن سكان مخيم اليرموك المحاصر في جنوب دمشق باتوا "كالأشباح".

وعرض غراندي أمام صحفيين في بيروت الوضع الراهن في المخيم الذي تحاصره القوات النظامية السورية منذ أشهر، والذي دخلته كميات قليلة من المساعدات لم تكفِ لسد حاجات 18 ألف شخص يقيمون فيه.

وقال إن الجزء الذي زاره أمس بدا "كمدينة أشباح (...) الدمار لا يصدق.. لا يوجد مبنى إلا وقد تحول إلى هيكل فارغ" من سكانه، وأكد أن الآلاف محتجزون في المخيم بلا غذاء أو أدوية أو مياه صالحة للشرب.

وحذرت الأونروا خلال الأشهر الماضية بشكل متكرر من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مخيم اليرموك والتي أدت إلى وفاة العشرات جراء الجوع ونقص الأدوية، ودعت إلى السماح بالدخول الدوري للمساعدات إلى المخيم الذي كان يقطنه 160 ألف فلسطيني والعديد من السوريين قبل اندلاع الأزمة منتصف مارس/آذار 2011.

وفي لبنان أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن قرابة ألفي طفل سوري لجؤوا إلى لبنان هربا من النزاع في بلادهم، يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية.

وتوصل تقييم أجرته اليونيسيف ومنظمات أخرى إلى أن نحو عشرة آلاف سوري دون سن الخامسة يعانون سوءا حادا في التغذية، بمن في ذلك نحو 1800 يواجهون خطر الموت ويحتاجون إلى علاج فوري للبقاء على قيد الحياة.

ووصفت ممثلة يونيسيف في لبنان أناماريا لوريني سوء التغذية بأنه "تهديد جديد وصامت بين اللاجئين في لبنان"، وقالت إنه مرتبط "بتدني مستوى النظافة الشخصية وافتقارهم لمياه شرب آمنة وانتشار الأمراض وغياب التحصين وممارسات التغذية غير السليمة للأطفال الصغار".

وبحسب الأمم المتحدة، يستضيف لبنان قرابة مليون لاجئ سوري هربوا منذ اندلاع النزاع قبل نحو ثلاثة أعوام، منهم نحو مائتي ألف طفل.

الجزيرة نت

البث المباشر