قائد الطوفان قائد الطوفان

400 يوم من حرب الإبادة.. هل تفتح باب عزلة الدولة المارقة؟  ‏

 خاص الرسالة ‏- غزة

‏400 يوم مرت على حرب الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، فجرت ‏غضبا عارما حول العالم ضد دولة الكيان التي باتت منبوذة ومكروهة حتى في الدول التي كانت تاريخيا ‏داعمة لها، مثل الشعوب الأوربية والشعب الأميركي الذي خاض طلاب الجامعات فيه إضرابات غير ‏مسبوقة ضد حرب الإبادة.‏
لم تكن الأحداث التي شهدتها شوارع مدينة أمستردام أثناء وبعد نهاية مباراة كرة القدم بين فريق أياكس ‏الهولندي ومكابي الممثل لدولة الاحتلال في دوري أبطال أوروبا سوى رد فعل اتجاه ما يحدث على مدار ‌‏400 يوم من مجازر في حق الشعب الفلسطيني.‏
‏ ويبدو أن ما جرى في أمستردام ما هو إلا بداية لانفجار الغضب ضد الهمجية الصهيونية، وقد دفع ‏الخوف من تكرار أحداث أمستردام مجلس الأمن القومي في دولة الكيان من تحذير الصهاينة "تجنب ‏حضور الأحداث الرياضية أو الثقافية التي يحضرها "الإسرائيليون" في الخارج- مع التركيز على ‏المباراة القادمة للمنتخب "الإسرائيلي" في باريس."‏
كما طالبت حكومة الاحتلال "الإسرائيليين" بعدم حضور أي فعاليات ثقافية أو رياضية في الخارج هذا ‏الأسبوع. ‏
لم يقتصر تصاعد الغضب الشعبي عالمياً بسبب المجازر والابادة البشعة التي يرتكبها الاحتلال في غزة ‏على ملاعب كرة القدم خلال الأيام الماضية، فقد شهدت الهند أيضا شيئا من هذا التضامن من خلال ‏المسلمين في البلاد، الذين طالبوا السلطات بإيقاف التعاون التجاري مع دولة الاحتلال، وقالوا إن ‏السلطات الهندية تدعم الكيان المحتل والمجرَّم دوليا من قِبل الأمم المتحدة ودستورها، وإذا كانت ‏السلطات الهندية ترى المقاومة عملا إرهابيا فإن غاندي المقاوم الهندي الكبير يُعَد كذلك إرهابيا‎.‎

كما شهدت إسطنبول أيضا، الأسبوع الماضي، ليلة عاصفة أمام ميناء حيدر باشا، ودعا شباب الأتراك ‏إلى التجمع في الميناء وطرد السفينة الصهيونية من كل الموانئ التركية‎.‎
وشهدت ملاعب أوروبية في باريس ومدن عدة أخرى تضامنا كبيرا مع المقاومة الفلسطينية، وامتلأت ‏مدرجات الملاعب بلافتات مثل “فلسطين حرة”، وشهدت الملاعب العربية صورا للشهيد القائد يحيى ‏السنوار، وقادة المقاومة العربية الشهداء.‏
ويبدو أن مخاوف الاحتلال متزايدة من تصاعد الغضب ضد الكيان الصهيوني في كل مكان، خاصة مع ‏اقتراب المباراة المرتقبة في باريس.‏
تلك المخاوف الصهيونية انعكست في ردود الفعل لدى دولة الكيان على أحداث أمستردام، حيث نشرت ‏صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مقالا للكاتب يوسي كلاين هاليفي الذي أعرب عن مخاوفه حيال "عزلة" ‏شعب الدولة اليهودية، وحذر المقال من إمكانية عودة (إسرائيل) إلى العزلة مرة أخرى‎.‎
وأشار إلى أن (إسرائيل) تعاني من انفصال أخلاقي عن المجتمع الدولي في وقت تحاول فيه تجاوز ما ‏جرى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "وتقف فيه في مواجهة موجة مما تسميه "معاداة السامية" ‏وجددت المخاوف التي أعادت صدمة العزلة إلى المشهد بقوة‎.‎
وقال الكاتب: "الصراع يتجاوز تلك المقارنة الكسولة بين (إسرائيل) وحماس. وقد أصبح كثيرون في الغرب ‏يرون أن هناك فارقا كبيرا بينهما يقتضي أن حماس هي الخير بينما تمثل (إسرائيل) الشر‎".‎
الكاتب آفي أزيكروف كتب في يديعوت أحرنوت أن "إسرائيل" تعيش أخطر كابوس سياسي عرفته في ‏تاريخها، حيث قال "يرى العالم كله تقريبا أننا إرهابيون بينما يعتبرون يحيى السنوار ورفاقه مدافعين عن ‏الحرية ويشيدون بهم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الرأي العام الأمريكي والبريطاني، وبالطبع في ‏الدول العربية‎".‎
واعتبر الكاتب أن ما يحدث تزامنا مع الإجراءات العسكرية هو "الفشل السياسي والجماهيري والدبلوماسي ‏الأكبر" الذي رآه في حياته في ضوء الطريقة التي بدأت بها الحرب‎.‎

البث المباشر