قائد الطوفان قائد الطوفان

فلسطيني يخسر وظيفته في لبنان بسبب لهجته

الشاب محمد صالح داوود
الشاب محمد صالح داوود

الرسالة نت – حمزة أبو الطرابيش

هاتف الاستقبال يرن، يرفع سماعته على عجلة, وكعادته يجيب" ألو مرحبا تفضل احنا في الخدمة".

الاتصال لم يكن زبونًا هذه المرة كالمعتاد، بل كانت مديرة قسمه تخبره أن يحضر إلى مكتبها حالًا.

الشاب محمد صالح داوود -موظف استقبال اتصالات الزبائن في مطعم لأحد الشركات الهندسية الكبرى في العاصمة اللبنانية بيروت- ذهب مهرولًا إلى مكتب مديرته وموجة تساؤلات اجتاحت عقله حول ما تريده تلك الأنثى منه.

دخل مكتبها, فأخبرته باختصار أن عمله جيد ولكن لا يمكنه المواصلة فيه, والسبب "لهجته الفلسطينية".

حاول الشاب مرارًا وتكررًا أن يشرح لها أنه ملتزم بعمله وأدائه المتقن , لكن ذلك لم يحركها ساكننًا بالتراجع عن موقفها .

محمد الذي بدأ في عقده الثالث, فلسطيني لاجئ يعيش في منزل متواضع وسط مخيم شاتيلا جنوب العاصمة اللبنانية, عاد خائبًا متعطلًا عن العمل إلى زوجته وابنتيه, بعد أن طردته مديرة عمله.

ويسكن مخيم شاتيلا قرابة 7500 لاجئ, الذي شهد المذبحة التي نفذها الاحتلال في شهر أيلول من العام 1982بقيادة مجرم الحرب شارون، وذهب ضحيتها مئات الأطفال والنساء والشباب والرجال.

ويروي الثلاثيني لـ"الرسالة نت" قصة معاناته بعد توقفه عن العمل قائلًا : "حاولت أن أتصل بمسؤولين في الشركة، لكن "لا حياة لمن تنادي"، معربًا عن استغرابه من إقدام المديرة على هذا التصرف "غير المنطقي" وفق تعبيره.

ويوضح الفلسطيني حليق الدقن, أن اللهجة ليست تهمة أو جريمة، والعمل في أي مكان لا يرتكز إلا على الأخلاق والمعاملة الطيبة مع الأخرين, مردفًا أنه لا يوجد أي مبرر لهذه الفعلة "الحاقدة".

جلس المطرود من عمله ساعات طويلة على عتبة باب منزله المتواضع  يفكر مليًا في إيجاد فرصة عمل جديدة علها تستره وتسد رمق طفلتيه.

ويتابع: "داوود سأبحث عن عمل جديد لأطعم أطفالي حسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب".

الشاب الفلسطيني اللاجئ كان يمارس مهنته على أكمل وجه, ويتصرف بكامل المسؤولية والمحبة مع زملائه وزبائن المطعم. وفق ما قاله زميله وجدي لـ "الرسالة نت".

وبالعودة لمحمد، فإنه قرر أن ينقل معاناته وغيره من اللاجئين الفلسطينيين عبر منابر الإعلام، من أجل تصل رسالته إلى الرأي العام اللبناني والفلسطيني ليظهر حجم المعاناة التي يتكبدونها والعنصرية الذي يعانون منها.

ويشير إلى أن مؤشر البطالة في تصاعد كبير والمعاناة الإنسانية للفلسطينيين تزداد داخل الأراضي اللبنانية, لافتًا إلى أن هناك مؤسسات وشركات لبنانية كبيرة تعامل الموظف الفلسطيني بظلم كبير.

ولابد من الإشارة إلى إن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تعدّ الأسوأ من جميع جوانبها: الصحية، والتعليمية، والاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة إضافة إلى المشاكل البيئية.

وكشفت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) في دراسة حديثة لها, عن استمرار تراجع حقوق الإنسان الفلسطيني في لبنان “كمًّا ونوعًا، وتردي أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وازديادها سوءًا عامًا بعد عام.

البث المباشر