قائد الطوفان قائد الطوفان

عقب اجتماع واشنطن

أوباما وعباس.. استنساخ باريس

أوباما يلتقي عباس (أرشيف)
أوباما يلتقي عباس (أرشيف)

غزة- شيماء مرزوق

لم يحظ لقاء واشنطن بين رئيس السلطة محمود عباس ونظيره الأميركي باراك اوباما بالاهتمام الكبير في الشارع الفلسطيني رغم وقفات التأييد التي خرجت في عدة مدن بالضفة الغربية المحتلة كدعم له والتي قال عنها مسؤول فلسطيني من رام الله انها كانت مرتبة لتخفيف الضغط على أبو مازن.

قديما قيل "الحكيم من يصنع الفرص أكثر مما يجدها" لكن حكمة الرجل هنا لم تسعفه فقد ارتأى ان يستبق لقاءه بتفجير الساحة الداخلية لحركته واثارة جدل بدأ باتهامات لا حصر لها لدحلان ولن تنتهي برد الاخير عليه, وقبل ذلك أدار ظهره للمصالحة وتعهد بمنع أي حراك يمكن ان ينتفض فيه الفلسطينيون ضد الاحتلال, فقد أسقط من يديه كل البدائل الا المفاوضات.

نتائج اللقاء لم تجد طريقها الى حماسة حتى المتبنين لمبدأ التفاوض انفسهم خاصة أنها لم تخرج عن اطار ما طرح سابقاً مع ممارسة بعض الضغوط للقبول بها او تمديد فترة التفاوض.

تلميح المحفزات

المؤشرات تؤكد أن اجتماع واشنطن لم يكن سوى استنساخا لاجتماع باريس الشهر الماضي بين عباس ووزير الخارجية الاميركي جون كيري, فقد طرح اوباما ذات الافكار لكن الفرق انه زاد جرعة الضغوط على الطرف الفلسطيني للقبول بها مع تلميح إلى بعض المحفزات.

ووفق مسؤول فلسطيني فإن أوباما قدم ذات الأفكار التي طرحها كيري مؤخرا على الرئيس عباس وأنه طالبه بشكل رسمي بالموافقة على تمديد المفاوضات، حتى في ظل عدم وجود اتفاق على خطة "اتفاق الإطار".

ومن بين الطروحات التي قدمت لعباس الاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة يهودية، وعدم الحديث عن "القدس الشرقية" التي احتلت عام 1967 بكـــامـــل أجزائـــها على أنهـــا عاصمة الدولة الفلسطينية، مع بقاء تواجد عسكري (إسرائيلي) في منطقة الأغوار.

في المقابل طلب رئيس السلطة وقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى المرضى وكبار السن والقادة السياسيين والنساء والمعتقلين الإداريين, وهو امر متوقع من المفاوض الفلسطيني الذي يريد ان يعود لشعبه بثمن يبرر من خلاله التمديد.

ورغم أن المطالب الفلسطينية تبدو منطقية فإن امكانية قبول (إسرائيل) بها كاملة ضعيفة, فالاحتلال الذي رفض تجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات, من غير المتوقع ان يقبل بها لتمديدها.

وهذا ما يؤكده الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري الذي قال "إن تجربة استئناف المفاوضات بلا شروط فلسطينيّة، أي وفقًا للشروط (الإسرائيلية) ممكنة، لأن هناك سابقة لا تزال طريّة بالأذهان وافق فيها الرئيس على استئناف المفاوضات مقابل إطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو وتجميد التوجه إلى الأمم المتحدة، وحتى من دون تجميد الاستيطان".

ويرى المصري في مقال له انه في مرحلة المفاوضات فقط وإلى الأبد ومن أجل المفاوضات، تم تمكين العرب والأوروبيين وغالبيّة مناصري القضيّة الفلسطينيّة من تبرير تنصلهم، بحجة أن القيادة الفلسطينيّة وضعت كل بيضها في السلة الأميركيّة، وتمترست وراء القرار الفلسطيني المستقل ذاهبة فيه إلى حد إعفاء العرب من مسؤولياتهم.

لذا فمن المتوقع أن تنطلق قريبا اتصالات أمريكية مع الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى تفاهمات من شأنها أن تمدد عملية المفاوضات، سيتخللها الطلب من (إسرائيل) عدم تأجيل إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى المقررة نهاية الشهر المقبل، خاصة في ظل تهديدات من (تل أبيب) بوقفها.

البث المباشر