قائد الطوفان قائد الطوفان

في يوم الأسير.. منسيون على قارعة القهر !

(صورة من الأرشيف)
(صورة من الأرشيف)

رام الله- الرسالة نت

لم تبذل جهداً كبيراً في التعبير عما يختلج نفسها في يوم الأسير الفلسطيني، فرغم أنها أم لأسير شاب محكوم أن ينهي عمره داخل السجون فإنها لا تعول كثيراً عما يدور من فعاليات إحياء لهذا اليوم الذي تعيشه كل لحظة.

وتتنهد الوالدة الصابرة التي أنجبت يوما الأسير القسامي القائد بلال البرغوثي من بلدة بيت ريما غرب رام الله حين سئلت عن نجلها؛ خرائط من كلام اعتلت وجهها وشرد ذهنها بعيدا عن كل ما حولها راحلة إلى محيا ابنها الباسم.. لا أحد يمكن أن يدرك شعورها ولا هي تستطيع تقاسمه مع أحد.

كلمات قليلة تبعت التنهيدة الطويلة وهي تتحدث إلى "الرسالة نت":" بلال ليس كأي شاب؛ هو شخص صابر للغاية ويكظم غيظه ويحب أن يجعل كل من حوله سعيدا رغم أنه في سجن مظلم، يمدنا بالمعنويات ويشجعنا على أن نعيش أياما جميلة رغم أنها لا تعد أياما بغيابه".

وترى الوالدة أن يوم الأسير يعيشه أهالي الأسرى كل يوم بينما يتذكره العالم في السابع عشر من نيسان ثم يعودون بعدها إلى أشغالهم؛ وتبقى حال عائلاتهم على ما هي من قهر ودموع وآلام الفراق.

وتضيف:" حين تنظم فعاليات أمام مقر الصليب الأحمر لا أشارك فيها، ليس لأنني لا أريد التضامن مع الأسرى، ولكن هذه الفعاليات بدأت تأخذ منحى آخرا وطابعا كرفع العتب ولا تؤدي دورها، كما أن بلال سلمته أجهزة السلطة إلى الاحتلال فكيف أشارك في فعاليات تنظمها؟، هل ستعيد لي السلطة ابني وهي من سلمته؟!"

ويقبع الأسير البرغوثي في سجن "ريمون" محكوما بالسجن المؤبد 16 مرة و35 عاما بتهمة قيادة كتائب القسام في الضفة الغربية بداية انتفاضة الأقصى، فيما يعاني من عدة أمراض بعد أن أصيب برصاص الاحتلال عام 1994.

الانتظار

منزل آخر يعيش جملة من الآهات تنطلق من جوف الأهل والأقرباء على حال الأسير رائد أبو ظاهر من مدينة البيرة، فربما لا تتناقل وسائل الإعلام حكايته ولكن والدته تحمل هما كبيرا تتمنى زواله برؤية نجلها في بيته.

وتقول لـ"الرسالة نت":" منذ أن اعتقل رائد في بداية الانتفاضة ونحن نعيش حالة من الخوف والقلق عليه بسبب حالته الصحية، كما أن اعتقاله خطف النور من حياتنا وأصبحت بلا طعم ولا لون".

وفي يوم الأسير لم تجد الوالدة التي لم يفارق الحزن وجهها إلا أن تتمنى حرية ابنها مؤكدة أنها ستأتي من رب العالمين وستشفي صدور قوم مؤمنين.

وتتابع:" يوم الأسير ليس لنا نحن أهالي الأسرى بل هو لمن ليس لديه أسرى في السجون ولا يشعر بمعاناتهم وأهاليهم، أما نحن فلا تمر لحظة إلا وندمع لحالهم، ونجلي رائد يعاني من التهابات في الكلى ويتجرع مرارة الإهمال الطبي وكأن الاحتلال ينتقم منه منذ اعتقاله فلا يكفيه أن هدم منزلنا وقتها".

ويقبع الأسير أبو ظاهر في سجون الاحتلال محكوما بالسجن المؤبد و20 عاما بتهمة المشاركة في التخطيط لتنفيذ عمليات استشهادية في بداية الانتفاضة.

للألم مكان

وليست عائلة الزير بحال أفضل؛ فنجلها الأسير هاني يكابد الاعتقال منذ عام 2002 وزادته أوجاع جسده قهرا ومعاناة، أما أطفاله الخمسة فيشتاقون رؤيته ويتمنون لو كان بينهم.

وتقول زوجته لـ "الرسالة نت" إن حياة العائلة أصبحت كئيبة باردة بعد اعتقال زوجها ومع استمرار معاناته من المرض؛ حيث كسرت ساقه قبيل اعتقاله وتعمد الاحتلال أن يزيد من الضغط عليها من خلال التعذيب وأثناء التحقيق ما أدى إلى تفاقم وضعها وما زال ينتظر أن تجرى له عملية جراحية.

وتضيف:" الاحتلال يتعمد المماطلة كي يزد من ألمنا وألمه، ونقله من سجنه إلى سجن بئر السبع كي يكون قريبا من المشفى ولكن حتى الآن لم يتحول إليها وبقي يكابد الأوجاع، فلا يستطيع السير على ساقه وكأنها شلت نهائيا إضافة إلى معاناته من أمراض أخرى كالتهابات المعدة والأمعاء".

وتعتبر الزوجة أن يوم الأسير يحمل الكثير من الذكريات الحزينة لأهالي الأسرى، ولكن المحزن أكثر أن الفعاليات تتكرر في كل عام دون أن يحدث تغيير وتتكرر الوعودات كذلك دون جدوى، فالأمل باق في الله وحده أن يفرج كربهم ويشفي أمراضهم.

البث المباشر