قائد الطوفان قائد الطوفان

"مشروعك فاشل" ..حولت الرياح إلى كهرباء

صورة للطالب
صورة للطالب

الرسالة نت – مها شهوان

"مشروعك فاشل".. بهذه الكلمات رد أحد الأساتذة على مشروع تخرج الطالب في كلية الهندسة أحمد العالول (25 عاما) عندما عرض عليهم مجسمًا يختصر فكرة مشروعه التي يسعى من خلالها إلى توليد الكهرباء عبر طاقة الرياح، لكنها لم تثنِ عزيمته.

بداية الفكرة جاءت حينما أعلن مركز الأبحاث في الجامعة الاسلامية حاجته لثلاثة مهندسين كهربائيين وآخر صناعي للقيام به، إلا أن ثلاثتهم انسحبوا مما جعل المهندس الشاب يأخذ المشروع على عاتقه حتى النهاية.

مشروع العالول واحد من المشاريع التي ينفذها الطلبة في جامعات غزة سنويا، للمساهمة في إيجاد حل لأزمة الكهرباء المستمرة منذ أكثر من 7 سنوات وما زالت. ويرى أن الفكرة لو خرجت إلى النور ستسهم في الحل.

علامة صفر

ولحكايات النجاح دوما طريقا معبدةً بالمعوقات كما حدث مع العالول، إذ اصطدم بعقبة قلة الخبرات والدراسات العلمية عن توليد الكهرباء بواسطة الرياح، إضافة إلى ضعف الامكانات المادية.

وسعى العالول إلى صناعة محركات لتوليد الكهرباء تقترب من المواصفات العالمية تتناسب مع سرعة الرياح الضعيفة في غزة، وتمكن كذلك من صناعة شفرات للمحركات بعد أن أخذت وقتًا كبيرًا.

وخلال إعداده المشروع تعرض لصدمة أخرى جعلته يصر على الاستمرار، سببها حصوله على درجة صفر نتيجة تأخره عن موعد تسليم المشروع، وذلك لظروف خارجة عن إرادته.

وكان العالول يعاني من مشكلة عند ذهابه إلى ورشة حدادة، إذ كان أصحابها يرفضون التعامل معه خشية استخدام معداته لعمل يضر بالأمن، إلا أنه تجاوز الأمر بصعوبة.

بعد نجاح مشروعة قررت الجامعة استخدامه داخل حرمها فهي ستعمل على استيراد توربينات من الخارج كونها ممنوعة دخول غزة، ويقول العالول عن طموحه: "أتمنى تحويل اختراعي من مشروع تخرج إلى منتح".

ويضيف لـ "الرسالة نت" أن المجال العملي يختلف عما درسه في الجامعة كونها تعلمهم المصطلحات، بينما التطبيق العملي يأتي بعد التخرج والخوض في المجال العملي على أرض الواقع.

ابداعات الشاب لم تتوقف عند مشروعه، فعمل مع ثلاث مؤسسات أجنبية ضمن تطوير المصانع فساهم في أعادة تدوير الورق، وبعد سماعهم عن مشروعه رحبوا بالتعاون معه.

وحصل العالول على منحة بريطانية في مجال الكترونيات السيارات، درسها في غزة وساعدته في مشروعه، إلى جانب المهندسين الذين كان لهم دورًا معنويًا في دعمه.

وبعد أكثر من ثلاث فصول جامعية خرج مشروع العالول إلى النور، وعرضه أمام الناس وسط تشجيع منهم، وقد برهن بذلك نجاح مشروعه.

 

البث المباشر