النائب "الحاج علي" يحن إلى قيصرية بذكرى النكبة

 النائب أحمد الحاج علي
النائب أحمد الحاج علي

غزة-محمد أبو حية

في ضوضاء الحديث عن التسوية والمصالحة والأزمات المالية وخسارة القوى الإقليمية وتراجع الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية, فضل النائب أحمد الحاج علي ( 75 عاما ) أن يستذكر طفولته في قيصرية بمناسبة مرور الذكرى السادسة والستين للنكبة.

لا يشغل الرجل نفسه في السياسة كثيرا لأنه يعلم حجم المؤامرة المحلية والدولية على الحركات الإسلامية في فلسطين والعالم وكيف يسعى أعداء الحرية والكرامة للإنقلاب عليها للحفاظ على السلطة والمال.

جريمة بريطانيا

وقال اللاجئ الحاج علي في حديث لـ"الرسالة نت" إن بريطانيا وحكوماتها المتعاقبة التي مهدت الطريق لاحتلال فلسطين وجلبت اليهود إليها تتحمل المسؤولية الكاملة عن المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وولد النائب عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية أحمد الحاج علي عام 1939 في بلدة قيصرية التي تطل على شاطئ البحر بالأبيض المتوسط وتبعد عن مدينة حيفا نحو 30 كيلو متر.  ويقيم مؤقتا في نابلس كما يقول.

وأضاف: "طردونا تحت مسلسل عجيب من المجازر التي نفذتها العصابات الإسرائيلية بمعية الجيش البريطاني الذي أمدها بالسلاح ودربها على الفتك بأجساد الفلسطينيين".

وأشار إلى أن العالم كله تآمر على الشعب الفلسطيني لطرده من وطنه الذي قدم من أجله التضحيات الكبيرة ويصر على المزيد في سبيل العودة والحرية والكرامة على التراب الفلسطيني وعاصمته القدس الشريف.

آلام الهجرة

وأوضح أنه هاجر من قيصرية وهو يبلغ من العمر تسعة أعوام ويستذكر جيدا لحظات الفرار من الجرائم "الإسرائيلية", قائلا: " الهجرة كانت تحت ظل الأمرين العسكري والخياني الأول من الإحتلال والثاني من جيش الإنقاذ وقائده فوزي بكر قاووجي الذي تآمر على إخراج الناس ووعدهم بالعودة خلال شهر بعد القضاء على العصابات".

وتابع: "لنا اليوم 66 عاما مهجرين من بلادنا وقد وقنا في فخ المآمرات الدولية والمحلية ومحاولات تذويب الشخصية الفلسطينية ومنع نمو أي خلايا لمقاومة الاحتلال أو التفكير بالإنتفاض على الظلم والعداون".

ولا ينسى الحاج علي لحظة الهجرة وترك البيت مشيرا أن بيت عائلته أحرق بالكامل من العصابات "الإسرائيلية" ولم تستطع عائلته أن تخرج منه شيئا للإستفادة  منه.

ولفت إلى أن والده إنتقل بهم إلى نابلس فعاشوا في الخيام بين الجبال في ظروف معقدة ومرعبة قبل أن ينتقلوا للعيش في مخيم العين بالمدينة.

وأكد أن الاحتلال فشل في مسح الذاكرة الفلسطينية وصولا للتنازل عن حق العودة لأن المجازر التي مورست بحق الفلسطينيين في الماضي والحاضر في لبنان وسوريا وغيرها تزيد حاجة اللاجئ للعودة والإستقرار والأمان.

وتابع: "لن ننسى بلادنا ما دام فينا عرق ينبض وسنزرع حب الوطن في أولادنا وبناتنا وأحفادنا غير أن اعتداءات الاحتلال اليومية علينا تجعلنا دائما نستذكر حقنا ونتمسك به لأننا على الحق ما دمنا نلاحق ونعتقل ونقتل".

وللنائب الحاج علي ولدين ذكور فقط أحدهما يقيم معه في نابلس والثاني يقيم في العاصمة الأردنية عمان.

واحة خضراء

وعن جمال قيصرية ولذة العيش فيها يقول : "بلدنا عبارة عن واحة مليئة بأشجار الخروب والبلوط وغربها البحر الأبيض المتوسط وشرقها وادي الزرقاء وفيه الخيرات التي تعد ولا تحصى".

ولا ينسى الحاج علي عندما كان يفطر يوميا على خبز الصاج المغمس بالسمن واللبن والعسل, لافتا إلى أنه كان يخرج من البيت مبكرا فيذهب للسباحة ويتوجه لاحقا للمدرسة قبل قرع الجرس.

وابتسم قائلا: "إذا هبت الرياح شرقية على القيصرية كنا نشم رائحة زهر البرتقال أما هنا في الضفة نشم الغاز المسيل للدموع وكنا نشرب هناك الماء العذب وهنا نشرب الماء العكر".

وأشار إلى أنه زار قيصرية مرارا وتكرارا من بعد الهجرة وحتى العام 1991 قائلا: "أخذت أمي وذهبنا سوريا وحملت معي من ترابها وحصاها وزهورها وما أزال أعشقها ويشدني الحنين إليها كل لحظة".

وزار الحاج علي مكان بيت عائلته المدمر, موضحا أن الاحتلال غير معالم قيصرية وأسماها "أور عكيفا".

واعتقل النائب الحاج علي سبعة عشر مرة لدى الاحتلال "الاسرائيلي" بلغت ثلاثة عشر سنة ولم يوقف الاحتلال ملاحقته رغم كبر سنه.

وحث الشعوب العربية والإسلامية على مساندة الفلسطينيين والمناداة بحقهم في العودة إلى بلدانهم وقراهم, داعيا الأمة الإسلامية للوحدة للخروج من قاع الأمم.

 

البث المباشر