اليوم الأخير قبل انتهاء الموعد المقرر لإعلان حكومة التوافق المنتظرة منذ خمسة أسابيع وهي المدة التي تفصل الشارع الفلسطيني عن اتفاق الشاطئ الموقع الشهر الماضي بين وفد منظمة التحرير وحركة حماس في غزة, ومع وجود تخوفات من تكرار تأجيل إعلان الحكومة يؤكد السياسيون إنها جاهزة وستعلن نهاية الأسبوع الجاري.
ويبدو أن الأنباء التي تحدثت مؤخراً عن عدم تولي رئيس السلطة محمود عباس حكومة التوافق قد حسمت لصالح رامي الحمد الله رئيس حكومة الضفة الذي قبلت به حماس منذ الأسبوع الاول للاتفاق, بعد أن أظهر أبو مازن عدم رغبته بتولي رئاسة الحكومة لصعوبة ممارسة مهمات رئيس الوزراء ورئيس السلطة في ذات الوقت.
وفي انتظار المشاورات النهائية يترقب الفلسطينيون زيارة عزام الأحمد رئيس وفد المنظمة للمصالحة لاطلاع حماس على قائمة المرشحين لتولي الحقائب الوزارية في حكومة الوحدة والتوافق عليهم بحسب ما ينص الاتفاق.
جاهزة للإعلان
وتشير الأنباء إلى أن إعلان الحكومة سيكون نهاية الأسبوع الحالي وقبل انتهاء المدة القانونية خاصة أن كل المعطيات تؤكد أن المشاورات تسير بسلاسة ولا توجد عقبات أو تحفظات لدى الطرفين على الأسماء المطروحة.
وعلى كل حال فإن الوقت لم ينفد بعد ومازالت مشاورات الحكومة ضمن المدة القانونية وفق تأكيد القيادي في فتح وعضو مجلسها الثوري عبد الله عبد الله, حيث قال لـ"الرسالة نت"الحكومة جاهزة للإعلان ونحن في انتظار زيارة الأحمد إلى غزة لعرض الأسماء على حماس للموافقة عليها كما ينص الاتفاق".
وأوضح عبد الله أن فتح تحترم كلمتها ولن تعلن ايا من اسماء الوزراء قبل عرضهم على حماس والتوافق حولهم بالكامل, مشيراً إلى أن تولي الحمد الله رئاسة الحكومة أمر محسوم وتوافق عليه الطرفان.
ودعا الى عدم التخوف من تأخير الإعلان عن الحكومة لأن الهدف منه ضمان التوافق الكامل على كل التفاصيل, خاصة أن الثقة بين حركتي فتح وحماس بدأت تتعزز.
ونفى ما يثار حول انتظار ابو مازن اشارات خارجية فيما يتعلق بالتمويل والمفاوضات, مؤكداً وجود اتصالات على أكثر من مستوى ولا يوجد أي دولة ستقف ضد الحكومة المقبلة.
وتقتصر مهمة الحكومة الجديدة على تسيير الأعمال لمدة ستة أشهر، حتى إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الجديدة.
إعلان عقب التوافق
اللمسات الأخيرة وضعت على حكومة التوافق وبات الإعلان عنها قاب قوسين او أدنى, كما أن تأجيل زيارة الأحمد إلى القطاع جاءت لظروف خاصة ولن تؤخر إعلان الحكومة كما يؤكد عصام الدعاليس المستشار الشخصي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية.
وبين الدعاليس انه بمجرد عودة الأحمد الى غزة والتوافق على الأسماء مع حماس سيعلن بعد دقائق عن الحكومة, وسيبقى الاعلان رسمياً عن تشكيلها واداء اليمين الدستورية من شأن الرئيس عباس.
وحول اعتراض حماس على تولي بعض أسماء الوزراء الحاليين في حكومة رام الله حقائب وزارية في الحكومة المقبلة, قال الدعاليس " لم تعرض علينا اي من الاسماء رسمياً, لكن التوافق جرى على بعضها بين فتح وحماس ولم يكن بينهم اي من الوزراء الحاليين".
التفاؤل الكبير الذي يشيعه كل من طرفي المصالحة لم يمنع الخوف من التسلل للشارع الفلسطيني الذي انتظر الحكومة مدة ثماني سنوات جرى خلالها الاتفاق عدة مرات وبوساطات عديدة دون نتيجة, لكن الاتفاق الأخير يسير مدفوعاً بقوة الأزمات التي تعاني منها فتح وحماس وهذا ما يجعل الأمل كبيرا بقرب نجاح الاختبار الأول للمصالحة عقب الاعلان عن حكومة موحدة.