أسرة من عشرة أفراد تعيش في "حاصل "

الرسالة نت – محمد ابو قمر

من بين ألواح "الزينقو" التي تغطي عورة "المخزن" الذي يعيش فيه مع أسرته، خرج حسن يتكئ على عكاز حديدي يساعده في حركة قدميه الثقيلة.

في أحد الحواصل بأبراج الندى شمال غزة وجد حسن ضالته بالعيش مع زوجته وأبنائه الثمانية وان كانوا ينامون جنبا الى جنب "زي الفسيخ" كما يقول.

يعاني حسن ابن السبعة وأربعين عاما من إعاقة حركية "خلع في الحوض" صاحبته منذ صغره وكان يتعالى على الجراح ويعمل في مصنع خياطة، لكن الزمن الذي نقش أيامه على تجاعيد وجهه، ووجع الإعاقة الذي اشتد عليه حالا دون استكمال عمله.

وتشير التقارير الطبية الى أن حسن يحتاج لزرع مفاصل للركبتين، لكنهم فضلوا أن يجريها بعد عدة سنوات, لأن تلك المفاصل تفقد صلاحيتها بعد عشر سنوات وستجعله طريح الفراش وغير قادر على السير حينئذ.

تنقل حسن مع أسرته بالسكن مع ذويه ومن ثم للإيجار لحين فقدان مصدر رزقه فلم يجد أمامه سوى اللجوء للعيش في "مخزن" مع أبنائه الثمانية. 

في مدخل المخزن خصص حسن مساحة صغيرة لاستقبال الضيوف يفصلها قطعة قماش عن مكان نوم جميع أفراد العائلة الذي لا يتجاوز الخمسة عشر مترا، ويقول " كله بينام مع بعض،زي الفسيخ، وبندبر حالنا".

الجانب الآخر من المخزن خصصته العائلة الحمام والمطبخ المتلاصقان مع بعضهما، فيما يفتقد الأخير مستلزماته الغذائية والأواني.

أخذ حسن يقلب أوراقا ثبوتية حصل عليها من وزارة الشئون الاجتماعية ووكالة الغوث تفيد بأنه فاقد للمأوى ويعاني من إعاقة، ولا يتلقى أية مساعدات من الوكالة.

ويظهر تقرير طبي أن حسن بحاجة لست حقن يتعاطاها في ركبتيه بفترات متباعدة ثمن كل واحدة منها مائة دولار، وذلك لحين إجراء عمليته الجراحية.

أبناء حسن معظمهم من الإناث أكبرهن عشرين عاما وأصغرهن ثلاث سنوات، وجميعهم ينامون في المساحة الضيقة من المخزن، ويضيف" الستر على الله، والبيوت لا تسترها إلا الحيطان"، ويهز برأسه ويتابع بكلمات ساخرة " احنا بيسترنا باب مش حيطة"، ويشير الى مدخل "المخزن".

ويعتمد حسن في العيش على الكوبونات التي تقدمها وكالة الغوث للاجئين، وبعض المساعدات من الجمعيات الخيرية، موضحا أن ابنه الأكبر المتزوج ويعيش منفصلا عن العائلة يساعدهم في بعض الأحيان كلما توفر له مصدر رزق ، فيما يبحث ابنه الآخر عن عمل في مجال الكهرباء.

في "غرفة النوم" تضع العائلة ملابسها في بقايا دولاب تحتفظ به الأسرة منذ سنوات.

وتحتاج زوجة حسن لعملية قسطرة في القلب ، فيما تعاني طفلته الصغيرة من أزمة شعابية.

ويضيف حسن: " البعض يعتبر المخزن الذي نعيش فيه ليس مكانا للسكن ونتفاجأ بطرقات قوية من قبل أشخاص على بابه يعتقدون أنه مكان عمل أو محل.

وتنتشر رائحة مياه الصرف الصحي في المكان القريب من أحواض تجمعها شمال غزة.

غادرت "الرسالة نت " مسكن العائلة وبقيت نظرات الأطفال تلاحقها وتتعلق بنظرة أمل فيمن ينقذهم ويساعدهم.

تتقدم صحيفة " الرسالة " بالشكر لكل من ساهم في مد يد العون لعائلة "ماهر" التي نشرت تقريرا عن وضعها الصعب الأسبوع الماضي.

 

""

 

""

 

""

 

البث المباشر