عائلة غزية تفوز بمسابقات عربية للقرآن

القارئ محمد الشيخ
القارئ محمد الشيخ

الرسالة نت- نور الدين صالح

بابتسامته العريضة التي لا تفارق محيا وجهه الذي يشع نورًا بعد أن منّ الله عليه بحفظ كتابه العزيز، يجلس محمد الشيخ (19عامًا) يردد آيات الله بصوته الذي تخشع له آذان من حوله.

محمد الشيخ طالب مستوى أول في كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الإسلامية بغزة، بدأ قراءة القرآن منذ طفولته وهو يبلغ من العمر ثماني سنوات في مسجد العباس بغزة، على يد شيخه الأول مازن حسونة.

انتقل الشاب وعائلته من وسط غزة إلى منطقة "الزوايدة" الواقعة جنوب القطاع، وأخذ معه علمه في القرآن، حيث أنه تابع حفظه في مسجد عمر بن عبد العزيز القريب من بيتهم الجديد.

وبعد مدة زمنية قصيرة تقدّم محمد لمسابقة حملت عنوان "أجمل حنجرة ذهبية" على مستوى المنطقة الجنوبية، وهو في الثامنة عشرة من عمره، بعد ترشيحه من مسجده، وكانت هنا بداية حصوله على الجوائز.

جاءه اتصال يبارك له بحصوله على لقب "أجمل حنجرة ذهبية". يصف محمد لمراسل "الرسالة نت" فرحته عند سماع نتيجة المسابقة قائلًا "أنا ما كنت مصدق في البداية، ولكني فرحت جدًا بذلك".

لم يكتف محمد بهذه الجائزة، بل إنه عند سماعه إعلان جائزة أندى صوت في قراءة القرآن الكريم على مستوى قطاع غزة، كان من السبّاقين للمشاركة بها، بعد ترشيحه من المحافظة الوسطى.

ويوضح الشيخ أن المسابقة شارك فيها عدد كبير من القراء المتميزين، مشيرًا إلى أنه لم يتوقع الفوز بين "المبدعين"، على حد وصفه.

وحصل محمد على المركز الأول في المسابقة التي نُظّمت على مستوى القطاع، بنسبة 97%، لافتًا إلى أنه تقدّم لمسابقة على مستوى العالم العربي التي ستُعقد في دولة البحرين خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ومن المقرر أن يذهب محمد إلى ماليزيا خلال شهر رمضان المبارك، ضمن مجموعة دعوية، للإمامة بالمسلمين في المساجد هناك.

عائلة الشيخ لم تقتصر بحفظ القرآن على ابنها الأصغر محمد، بل إن جميع أبناء العائلة حافظون لكتاب الله عز وجل.

الابن الأكبر عبدالله (28عامًا) المتخصص في مجال هندسة الحاسوب، التي لم تقف عائقًا أمام حفظه للقرآن الكريم، والمشاركة في المسابقات الدولية المتخصصة في اختيار أندى الأصوات في قراءة القرآن.

عبدالله شارك في مسابقتين دوليتين إحداهما في السعودية والأخرى في تونس، وتفوق بهما بعد حصوله على المركز الأول.

حاول عبدالله أن يجمع بين دراسته وقراءة وحفظ القرآن الكريم، حيث أنه اغترب في دولة كندا لإكمال دراسته العليا.

ورسّخ علومه في القرآن بتعليم الجاليات الفلسطينية في كندا، وتحفيظهم لكتاب الله، وتعريفهم بسنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم.

أما الابن الأوسط عبد الرحمن (25عامًا) الذي يعمل في مجال الصحافة والإعلام، سار على نهج أخويه فحفظ كاتب الله العزيز.

مزج عبدالرحمن بين عمله وقراءة القرآن الكريم، فبدأ حفظ القرآن منذ بدء دراسته الجامعية في مجال الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية في غزة.

المدائح النبوية

لم يكتفِ الأخوة الثلاثة بحفظ القرآن الكريم فحسب، بل أنهم مضوا في اتباع سنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، بعد انضمامهم للفرقة الفلسطينية للمدائح النبوية.

يردد الأخوة الابتهالات في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي شهر رمضان المبارك، وغيرها من المناسبات الدينية.

ويوضح الشاب محمد أن مشاركته بفرقة المدائح النبوية كان لها الأثر الكبير بزيادة رقة صوته في قراءة القرآن، قائلًا "كان لها دور فعال في تجميل الصوت من خلال التدريب على المقامات الصوتية".

ويضيف" أُفضّل سماع الأناشيد الروحانية التي يغلب عليها طابع الهدوء، التي تثير إصغائي لسماعها، والتأثر بها"، مشيرًا إلى أنها تترك أثرًا كبيرًا في السامعين لها.

رضا الوالدين

ويوجه محمد شكره لله تعالى أولًا ولوالديه ثانيًا على دعمه في مسيرته التعليمية الجامعية وطريقه في حفظ القرآن.

والدة محمد، الحاجة الخمسينية أم عبدالله  تحفز أولادها على طريق الهداية، وتقول "الرسالة نت": " أنا سعيدة جدًا بتربية أبنائي على حفظ كتاب الله وسنة نبيه". وترفع يديها إلى السماء وتدعو الله أن يوفق أبناءها في حياتهم العلمية والعملية وطريق الهداية.

أما والده أبو عبدالله يعبر عن سعادته قائلًا "أنا أسعد إنسان في الدنيا بعد أن توجه أولادي إلى حفظ كتاب الله"، مضيفًا "ما أجمل أن تجد زرعك طوال حياتك ينتج الآن ثمار طيبة".

ودعا أبو عبدالله، أولياء الأمور إلى الإحسان بتربية أبنائهم، وتوجيههم إلى طريق الهداية واتباع سنة محمد صلى الله عليه و سلم. مؤكدًا أن طريق القرآن هو طريق الصلاح في الدنيا والآخرة.

البث المباشر