قائد الطوفان قائد الطوفان

مضربين عن الطعام لإنهاء اعتقالهما الإداري

الأسيران "دويكات".. رواية صمود وثبات!

أسينات باسل دويكات وولدها المعتقل
أسينات باسل دويكات وولدها المعتقل

غزة-محمد أبو حية

ولدت الطفلة أسينات باسل دويكات وولدها معتقل إداريا في السجون "الاسرائيلية" ورأته آخر مرة قبل أن يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام فقبلت يده من خلف الزجاج عندما حاول أن يلمس وجهها!

زوجة الأسير دويكات (أم همام) وصفت المشهد السابق بالأليم لأن زوجها حرم من معانقة طفلته في محاولة من الاحتلال لقهره وكسر صموده في زنازين العزل.

وأمضى باسل دويكات من محافظة نابلس سبعة أعوام متواصلة في سجون الاحتلال بتهمة انتمائه لحركة حماس, واعتقل مرة أخرى وحكم عليه بالسجن الاداري لمدة ستة أشهر وجرى تجديدها حتى بلغت 18 شهرا, كما يعتقل شقيقه وضاح إداريا منذ 14 شهرا.

ووجهت (أم همام) زوجة الأسير باسل التحية لزوجها وشقيقه على ثباتهم وصمودهم وإصرارهم على انتزاع الحقوق بالأمعاء الخاوية والماء والملح, قائلة: " نشد على أيديكم في هذا الإضراب الذي أنهك أجسادكم لكنها معركة الحق وستنتصرون على الباطل".

وأدانت في حديث لـ"الرسالة نت" ضعف الحراك الرسمي الفلسطيني في المحافل العربية والإسلامية لإنهاء معاناة الأسرى المضربين الذين قرروا الدفاع عن حقوقهم بأنفسهم في ظل تجاهل قضيتهم.

وللأسير باسل طفل آخر يدعى همام وعمره عامين ولا يتوقف عن السؤال " أين بابا, ولماذا لا يعود للبيت, ومتى أراه".

وتقول (أم همام) إن كل كلمات الحزن لا تكفي للتعبير عن غياب باسل عن أسرته وأطفاله في هذه المرحلة الحساسة التي هم بأمس الحاجة إليه فيها.

وتضيف: " ظلال غيابه قاتمة فمتى يعود للبيت منهيا ملف الاعتقال الإداري إلى الأبد بفضل صموده وإصراره على الإضراب حتى نيل حقوقه".

وأوضحت (أم همام) أن الاحتلال لا يكشف لأحد عن التهم الموجهة لزوجها حتى محاميه الذي يعمل على مدار الساعة لإحداث اختراق في سياسية الاعتقال الإداري التي تحرق أعمار الأسرى الفلسطينيين.

السيدة بدرية دويكات  (62 عاما)  والدة الشقيقين وضاح وباسل المضربين عن الطعام أكدت في حديث لـ"الرسالة نت" أن الوضع الصحي لأبنائها متدهور للغاية, لكن معنوياتهما تعانق السحاب.

وأوضحت أن ابنها الأصغر وضاح يعاني من جرثومة في الدم جراء تقديم مصلحة السجون "الاسرائيلية" أدوية فاسدة له, داعية الى السماح لطبيب مختص بزيارته وتقديم العلاج اللازم إليه.

وطالبت وزير الأسرى الفلسطيني في حكومة التوافق بالتحرك السريع لإنقاذ الأسرى المضربين منذ أكثر من 48 يوما, مشيرة إلى أنها لم تستطع زيارة أي من أبنائها منذ لحظة دخولهم الإضراب عن الطعام ما يتطلب وقفة عاجلة من الهيئات الدولية والقانونية لرفع الظلم عن الأسرى جميعا.

وتقيم السيدة دويكات يوميا في خيمة الإعتصام بقرية بيتا في نابلس من الساعة الثامنة صباحا وحتى السادسة مساء لإيصال رسالة التضامن مع أبنائها. مؤكدة أن أهالي الأسرى توجهوا لوزارة الأسرى الخميس الماضي فأغلقت أبوابها في وجوههم.

ونقل محامي الشقيقين لأمهم رسالة أن الصمود والثبات حتى إنتزاع الحقوق لا تراجع عنهما حتى نيل الحرية أو معرفة الحكم النهائي لكل منهم بدلا من المصير المجهول الذي ينتظرهما في مسلسل الاعتقال الإداري.

أما ناظم شقيق الأسيرين دويكات, فأكد أن إعطاء شقيقه وضاح أدوية فاسدة في السجن يعد  محاولة إجرامية لاغتياله وقتله في السجون "الإسرائيلية".

ويقول في حديث لـ"الرسالة نت" إن شقيقه دخل في غرفة العناية المكثفة بمستشفى سوروكا  لمدة ستة أيام وما يزال يعاني من آلام في جميع أنحاء جسده.

وناشد ناظم كل من تركيا وقطر وجميع الدول التي ترعى حقوق الإنسان بالسعي لإنهاء معاناة المضربين عبر منحهم حقوقهم العادلة, مستهجنا التجاهل الدولي لقضية الأسرى والصمت على  تردي أوضاعهم الصحية يوميا.

ويؤكد أنه خاطب جميع مؤسسات حقوق الإنسان وجمعية أطباء بلا حدود لتوفير العناية الصحية للأسرى المضربين ووقف معاناتهم, مطالبا بالمساح لأطباء من خارج السجون بزيارة الأسرى للاطلاع على حجم آلامهم.

لم تعد قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بحاجة لمزيد من التجاهل لأن أرواحهم قد تغادر الدنيا في أي لحظة شاكية ظلم الظالمين والمقصرين؛ فهل تقف الأمة عند مسؤولياتها تجاه أبنائها؟!

البث المباشر