في دلالات اللغة العربية فإن (قد) تفيد التشكيك إلا أنها في ساحة العمليات العسكرية "الاسرائيلية" تفيد التخبط بعد عدة ضربات خاطفة عقب تخطيط رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لعملية موسعة في الخليل قد تمتد إلى القطاع .
آمال عضو الكنيست (الإسرائيلي) أييليت شاكيد بفتح الحكومة "الإسرائيلية" والكابينيت أبواب جهنم على حماس جاءت فور تصريحات نتنياهو بأن حماس هي من تقف وراء اختطاف الجنود الثلاثة بالضفة وستنتظرها عواقب وخيمة.
العواقب الوخيمة على القطاع استبعدها خبراء ومتابعون في الشأن "الإسرائيلي" فبحسب المعطيات على الأرض فإنها ستستمر في عمليتها العسكرية الموسعة في الخليل ومدن الضفة بعد اختفاء المستوطنين الثلاثة وتوجيه ضربات خاطفة الى القطاع تشمل سلسلة اعتقالات لقيادات من المقاومة.
زج القطاع
(قطاع غزة يقود العمل العسكري في الضفة) جملة اعتلت مخططًا للاحتلال "الإسرائيلي" يفيد أن العشرات من محرري صفقة التبادل من الضفة المقيمين في غزة يشرفون على إدارة العمل العسكري لحماس هناك, من خلال إعداد وتجنيد العشرات من الخلايا الميدانية وإرسال الأموال لهم وتوفير الدعم اللوجستي.
زج القطاع باستمرار في أي عمليات مقاومة في الضفة يصفه المختص في الجانب "الاسرائيلي" أحمد سعيد بالطبيعي لأن (اسرائيل) تعتقد أن رأس وقيادات المقاومة موجودة في غزة وتكرر ذلك في أكثر من حدث ومناسبة في الضفة.
ويبدو أن (اسرائيل) حينما وجهت الاتهام لحركة حماس كان بسبب القدرات الكبيرة لمنفذي العملية فبالتالي هذه السرعة والقدرة على إخفاء المخطوفين جعل اسم حماس يتناقل في وسائل الاعلام "الإسرائيلية" من خلال الاستخبارات في محاولة للوصول إلى خيط يوصلهم الى الخاطفين بحسب سعيد .
ويعرض المخطط "الإسرائيلي" صورًا لقيادات من حماس كإسماعيل هنية وفتحي حماد وعدد من الأسرى المحررين في صفقة الأحرار كصالح العاروري لتورطهم في عملية الخليل الأخيرة.
وفي السياق يرى المحلل في الشأن "الاسرائيلي" عدنان أبو عامر أن نشر إعلام (إسرائيل) لهذه الصورة تحمل كثيرا من الدلالات الجغرافية على غزة والأمنية على حماس.
وتوقع أن "إسرائيل" تذهب نحو عقوبات جماعية في الضفة، واعتقالات بالعشرات وإغلاق في حين تستمر في قصف غزة, مشيرًا إلى أنها ستخرج عن طورها ورويدا رويدا كلما زاد صمت المقاومة عن الكلام, مطالبًا المقاومة بالمزيد من الصمت البليغ.
ضربات واغتيال
وعلى غير العادة عقدت جلسة الحكومة "الاسرائيلية" بمقر وزارة الحرب مما أعطى دلالات على خطورة الوضع الأمني ولاتخاذ قرارات وصفها الاحتلال بالهامة.
ويبدو أن قضية المفقودين لن تنتهي خلال ساعات, ويمكن أننا نواجه عملية معقدة ومركبة بحسب المعطيات حيث أكد الخبراء والمتابعون أن السيناريو "الإسرائيلي" المتوقع هو أن تُقدِم "إسرائيل" على عملية عسكرية واسعة في مدن الضفة وتنفيذ اجتياحات واسعة علاوة على اعتقال قادة المقاومة الفلسطينية والنواب، وقد تمتد العمليات لتصل إلى غزة باعتبار أن القيادة السياسية لفصائل المقاومة الفلسطينية تتركز في القطاع.
وعند سؤالنا المحلل سعيد عما ينتظر غزة أجاب لـ "الرسالة نت" :" إسرائيل لابد أن تضع القطاع في دائرة النيران, مشيرًا الى أن الاحتلال مهتم بالدرجة الأولى أن يوصل رسالة مفادها أن عملية الخليل بتخطيط من غزة".
ونقلًا عن تقارير "إسرائيلية" فإن وسائل إعلام الاحتلال اتهمت الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار بالتخطيط لعمليات خطف، وهذا الأمر تكرر خلال الأيام الثلاثة الماضية فلابد من تنفيذ ضربة لغزة وفق المختص سعيد.
واستبعد المحلل في الشأن "الإسرائيلي" شن الاحتلال عملية موسعة في القطاع، عازيًا ذلك إلى أن العملية الموسعة ستفتح على "اسرائيل" أكثر من جبهة وهي في غنى عنها, مؤكدا استمرارها بتنفيذ سلسة من الغارات التي تأتي في اطار التخبط الذي يعيشه الاحتلال وهي محاولة استخبارية لجس نبض حماس ولاستنتاج معلومات معينة.
المحلل السياسي مصطفى الصواف من جهته دعا المحررين في صفقة وفاء الأحرار في غزة لأخذ الحيطة والحذر منبهًا إلى أن الاحتلال سيسعى لتنفيذ عمليات اغتيال وتصفية للأسرى المحررين إلى جانب عمليات قصف مكثف ومركز بهدف اِلقضاء على حماس والمقاومة سواء كان هناك عملية أسر حقيقية أو مختلقة فالهدف هو رأس المقاومة ورأس حماس لتمرير مشروع التصفية .
وبحسب القناة العاشرة "الاسرائيلية" فإن وزير الحرب موشيه يعلون يدرس مع قيادة الأركان استدعاء الاحتياط لتنفيذ عملية كبرى في الضفة وذلك في ضوء الحديث عن أن حماس هي من تقف وراء عملية اختطاف الجنود.