الداعية السراج : رمضان فرصة لإصلاح النفوس

الشيخ الداعية د. حازم السراج
الشيخ الداعية د. حازم السراج

الرسالة نت – مها شهوان

مجرد رؤية هلال شهر الخير والبركات رمضان تصفّد شياطين الجن، ليترك رب العالمين للمسلمين عنان العبادات والطاعات للتقرب إليه ودرء الكذب والنفاق والابتعاد عن قطع الأرحام وغيرها من السلوكيات السيئة.

ومع بداية الشهر الفضيل يتساءل الصائم دوما كيف يصوم رمضان؟ وكيف يساعد الفقراء ويقدم أفضل الطاعات ليرضى الله عنه؟ جملة من الأسئلة تدور في أذهان الصائمين طرحتها مراسلة "الرسالة نت" على الداعية حازم السراج ليجيب عنها بسلاسة أسلوبه.

إصلاح النفس

بداية الحديث روى السراج حكاية لسيدة أمريكية جاءت إلى قطاع غزة قبل سنوات قليلة لتعلن إسلامها، وقبل أيام ذبحت بعض الخراف ووزعتها على فقراء في حي الزيتون لاسيما المناطق النائية وقتئذ لم تتمالك نفسها وبكت مرددة "كنت أعتقد أن الفقراء من يعيشون في المخيم وليس المدينة".

ما رواه الداعية جاء للفت نظر المحسنين إلى الفقراء في أنحاء القطاع كافة، لأن غزة مليئة ببيوت مستورة لا يعلم بها إلا الله، وبعضهم يخجلون طرق أبواب الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة رغم أنهم يكتفون بفتات الطعام.

وبحسب السراج فإنه يتوجب على المسلم استقبال رمضان بمعرفة الله والتقرب إليه لاسيما وأنه في الفترة الأخيرة أصبح مفهوم الآخرة  فاتر وباتت الدنيا أكبر هموم الناس، داعيا إلى درء إدمان المحرمات والطهارة الكاملة لاستقبال شهر الخيرات.

وقال: "وجودنا في شهر رمضان نعمة كبيرة لا تقدر بثمن فهو جاء للتوبة فكل ليلة تعتق رقاب من النار وتدخل الجنة"، مضيفا: الشهر الكريم ليس تحضير الطعام والصلاة في المسجد فقط بل لابد من إصلاح النفس وليس عيبا أن يواجه المسلم نفسه عند ارتكاب الأخطاء والمعاصي.

وحول ضوابط الصيام الصحيحة ذكر السراج أنه لابد من النية بالإمساك عن الطعام والشراب والشهوة ، وكذلك المحافظة على العبادات وصلة الأرحام وبر الوالدين والتفكير بالخير طيلة الوقت.

"متى يخلص رمضان ، ياريت تأخر شوية" ما سبق من كلمات يرددها بعض المتذمرين من قدوم رمضان، وعن ذلك يرد الداعية :" من يتذمر قدوم شهر رمضان لا يعرف قيمة المنعم وفي ذلك حرمانية"، موضحا أن الفرق بين المؤمن والكافر بأن الأول من شغله ذكر المنعم للشكر عن نعمه بينما الأخير من شغلته النعمة عن المنعم.

وفيما يتعلق بالأسئلة التي يتلقاها في المسجد أو عبر الهاتف ذكر أن غالبيتها تتمحور حول هل أخذ الحقنة مفطرة والسؤال عن نصاب الزكاة وإمكانية منحها للأقارب، بينما يتركز سؤال السيدات حول العذر الشرعي والصيام.

صلة الأرحام

وتكثر المساعدات المقدمة إلى الفقراء في شهر رمضان، فنجد الأغنياء وأصحاب الجمعيات الخيرية يطرقون باب الفقير في اليوم الواحد عدة مرات وبمجرد انتهاء رمضان الكريم ينقطعون عنهم .

ويرى السراج أن رمضان شهر العطاء الذي يجب استمراره بعد انتهاء الصيام ، بالإضافة إلى ضرورة أن تعي الجهات المشرفة على المساعدات بما تحتاجه العائلات الفقيرة، "فقد نجد إحداها بحاجة إلى حليب الأطفال وغيره ، وأخرى أطعمة أو ملابس"، داعيا إلى ضرورة العمل على التكافل وتكون البداية بإخراج كل شيء لا يحتاجه البيت ومنحه للفقراء .

ولفت إلى أن كثير من الأموال تهدر في مساعدات غير مطلوبة، لذا يجب تحديد احتياجات الأسر وتقديمها إليها كون ذلك يعزز المحبة والتسامح.

ولأن رمضان شهر الاحسان وصلة الأرحام هنا شدد الداعية السراج بضرورة ذلك والصفح والمغفرة بين الأهالي والأقارب، مستذكرا حكاية لرجل يتردد على المساجد ويخطب ويحث المصلين على صلة الأرحام لكنه في الوقت ذاته لا يصلها بل يقطع شقيقته وينصب على زوجها بالمال.

واختتم الداعية السراج نصيحة لاتباعها في شهر رمضان وهي استغلال الوقت في تقديم الخير لله وطاعته بقدر ما أوتي المؤمن، والصفح والتسامح لاسيما بين الأقارب وإخلاص النية في الصيام.

البث المباشر