تقرير| عائلة كوارع تصدت لطائرات الاحتلال بأجسادها

شهداء عائلة كوارع
شهداء عائلة كوارع

الرسالة- معاذ مقداد

عشرات المواطنين تجمعوا في منزلٍ لمنع استهدافه من الطائرات الحربية "(الإسرائيلية) المدججة بأقوى أنواع الأسلحة الفتاكة، ولعل الإنسانية تتحرك قليلًا وتوقف نزيف الدماء واستهداف بيوت الآمنين، لكن "(إسرائيل) لا تعرف للآدمية سبيلًا.

وما أن ألقت طائرات الاستطلاع صاروخًا اتجاه المنزل المكون من ثلاثة طوابق، حتى توجه عشرات المواطنين نحو المنزل لمنع قصفه، ولكن انعدام الإنسانية لدى قوات الاحتلال دفعهم لقصف المنزل فوق المواطنين بصواريخ حربية سوّت المنزل بالأرض.

ومن لحظة سكون تامة لم تدُم دقيقة فقط، إلى لحظة "دمار شامل" حتى ترتفع أصوات صراخ النساء والأطفال والمواطنين الذين سقطوا جراء الاستهداف لمنزل عودة كوارع في منطقة جورة اللوت شرق خانيونس، ليرتقي سبعة مواطنين ويصاب أكثر من 20 آخرين جُلهم من الأطفال.

مجزرة دامية

وتتعرض بيوت المواطنين في قطاع غزة لقصف من طائرات الاحتلال (الإسرائيلي)، مما أدى إلى استشهاد الكثير من المواطنين وإصابة العشرات.

وقال بعض المتواجدين فوق منزل آخر مجاور قبل استهدافه لـ"الرسالة"، إن وجودهم جاء لمنع قوات الاحتلال من الاستمرار بالقصف العشوائي للمنازل، مؤكدين صمودهم وعدم انصرافهم من المكان بقولهم "جئنا استشهاديين فإما النصر أو الشهادة".

وقبل دقائق من المجزرة تواجد مراسل "الرسالة" وسط المواطنين الذين توافدوا من مناطق مختلفة على سطح منزل مجاور لعائلة كوارع، معربين عن غضبهم من سياسة الاحتلال بقصف منازل المواطنين، والذي استهدف هو الآخر في وقت متأخر ليلة الأربعاء.

وشيعت جماهير خانيونس الشهداء السبعة ظهر الأربعاء، وعبروا عن غضبهم من بشاعة الجريمة مطالبين المقاومة بالرد على جرائم الاحتلال بحق المدنيين والآمنين.

كُلنا خلفكم

الشهداء السبعة كان في انتظارهم مئات المواطنين، وسط تواجد لأمهاتهم الذين تجمعوا لاستقبال  أبنائهم في لحظات حزن كبير، وقد خضبت مدامع الأمهات أجساد الشهداء.

والدة أحد شهداء عائلة كوارع طالبت المقاومة الفلسطينية بالثأر لدماء ابنها، معبرة عن ثقتها بالمقاومة وأنها "ستشفي غليل المواطنين الغاضبين".

"ابني الكبير استشهد، ولو كلنا استشهدنا(..)، فدا الوطن نكون رايحين" بهذه العبارات قالت الأم لـ"الرسالة" إنها ستصبر على مصابها رغم بشاعة الجريمة التي ارتكبها الاحتلال وقد حُرق جسد ابنها وتشوهت ملامحه الطفولية.

أما والد الشهيد حسين كوارع فقد حضن هو وزوجته جثمان ابنهم، لتحضنهم جميعًا جدة الطفل حسين وتردد عبارات المؤازرة والرضا بما كُتب لهم، "لقاءنا في الجنة يا ستي، كلنا وراك إن شاء الله"، ترددها الجدة بدموعها الغزيرة.

ومن المظاهر التي دللت على حجم الصمود أثناء وصول الشهداء والإصابات لمستشفى ناصر الطبي غرب خانيونس، فإن أقارب الشهداء والذين كانوا مصابين في حينها وجهوا إشارات النصر مؤكدين بعيونهم أن المعركة التي تخوضها المقاومة ستأتي بحقهم.

البث المباشر