قائد الطوفان قائد الطوفان

"شهداء الرضوان".. أدّوا الفريضة وارتقوا شهداء

آثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف شهداء الرضوان
آثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف شهداء الرضوان

الرسالة نت- محمد الشيخ

انتصفت شمس اليوم السادس من العدوان (الإسرائيلي) سماء غزة، تزامنًا مع ارتقاء 8 شهداء في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

مجزرة جديدة ارتكبتها طائرات الاحتلال بحق مجموعة من المواطنين كانوا يقفون على قارعة الطريق في الشارع الثالث من الحي، خلّفت 8 شهداء وأكثر من 15 إصابة.

شلال الدم على الرصيف والزجاج المتطاير أمام المنزل وحشد كبير من المواطنين.. هي الشاهد الوحيد والمشاهد المتبقية من تلك المجزرة.

خمس ثوانٍ معدودة كانت كفيلة بحصد أرواح 8 مواطنين أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيين وتهمتهم العظمى أنهم من قطاع غزة.

والشهداء وفق ما ذكرت الصحة هم: نضال الملش (٢١ عاما) وراتب الصيفي (22 عاما) ورفعت عامر (25 عاما) ومحمد سالم (25 عاما) وغسان المصري (25 عاما)، إضافة إلى مصطفى عناية (٦٠ عاما) و سليمان عبيد (٥٨ عاما) ورمزي عبيد (٥١ عاما).

الشهيد نضال الملش الابن الأكبر، قضى نحبه في الاستهداف الذي وقع أمام منزله، بينما كان يجلس وأصدقائه مقابله بعد أدائهم صلاة الظهر في مسجد بئر السبع الذي يجاورهم.

"كان الشهداء يمارسون حياتهم الطبيعية لا لهم ولا عليهم" كما يقول أحد شهود العيان لـ"الرسالة نت"، فإذ بصاروخ من طائرة الاستطلاع يفاجئهم ليصيبهم مباشرة ويجعل جثثهم تتطاير.

ويضيف الشاهد: "كنت ماشي في الطريق، وسمعت صوت عالي هز المكان وجثث ملقاة على الأرض ومنها كان ينزف دما، لم أتمكن من استيعاب الموقف الا بعد لحظات، وأدركت أنه كان استهدافا".

وخلال تجوله في مكان المجزرة بعد نقل الشهداء إلى مجمع الشفاء الطبي، حاول مراسل "الرسالة نت" الحديث مع والد الشهيد نضال الذي كان جالسا على كرسيه واضعا يده على خده، إلا أن هول الصدمة حال دون نطق أي كلمة.

وضمن استمرار محاولة أخد بعض الكلمات منه جاء المعزون لمواساته، إلا أنه انتفض فجأة بعد امتلاء عينيه بالدموع وصرخ بصوت عال "ايش ذنبه نضال يا ظلمه (إسرائيل)، والله ما عمل اشي، حسبي الله ونعم الوكيل"، وعاد ليجلس على كرسيه ثانية دون التكلم بشيء آخر بعد محاولات أهل الحي بتهدئته.

وبجوار "أبو نضال" كان يقف أحد أصدقاء ابنه قاطع مراسل "الرسالة نت" أثناء محاولة حديثه مع الوالد ثانية، قائلا:" أبوه ملحقش يفرح فيه، كان ناوي يخطبله بعد عيد الفطر مباشرة".

وفي باقي أركان الجريمة (الإسرائيلية) كان الشهداء كبار السن الذين قضوا في المجزرة يجلسون أمام بيتهم -وهم جيران عائلة الملش- انتهت حياتهم بعنجهية الاحتلال.

بكاء أبو نضال يتلخص في المقولة "اذا بكى الرجال فاعلم أن المصاب جلل"، وينم عن شدة مصابه في ابنه البكر.

البث المباشر