منذ عشرة أيام، وصحافيو غزة محرومون من تلذذ طعم النوم أو ضم أحبائهم وذلك بسبب تغطيتهم احداث العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والذي أسفر عن ارتقاء أكثر من 207 شهداء وإصابة ما يزيد عن 1350 جريحا من بينهم حامد شراب الذي يعمل في وكالة ميديا 24 للإعلام.
ويعاني الصحفيون في غزة من صعوبات كثيرة في ممارسة عملهم الإنساني، ذلك عائد الى الاستهداف المتواصل للطواقم الصحافية والطبية ومنازل المواطنين.
ثلاجات الموتى
الحرمان من النوم والارهاق والتعب المتواصل فاتورة كل مصور صحافي يلازم الميدان من أجل نقل جرائم الاحتلال بحق غزة، فمنهم من يأخذ ركنا ثابتا حل به الدمار والخراب جراء تواصل الضربات الاسرائيلية, واخرين يلازمون ثلاجات الموتى داخل المستشفيات لتصوير المشاهد الدامية التي تتجسد في الجثث المتفحمة والاصابات الحرجة وغيرها.
المصور محمود الهمص أكد لـ"الرسالة نت" أن هذه الحرب مغايرة عن سابقتها في حجم خراب البيوت المدمرة.
وأوضح الهمص الذي يعمل على مدار الساعة منذ بدء هذا العدوان على غزة لنقل الحقيقة أنه يستغل لحظات الهدوء كي يذهب للراحة داخل مكبته "فلحظة النوم في هذه الأيام تعني لنا الكثير".
وحرم العدوان المتواصل على القطاع الهمص من العودة إلى بيته لرؤية أطفاله والافطار برفقتهم كباقي الأسر، ويضيف " في بعض الأحيان ننسى أن نفطر بسبب ضغط العمل".
ونوه الى ان كاميرته وثقت مشاهد لبعض جرائم الاحتلال الاسرائيلي منها مجزرة عائلة البطش التي راح ضحيتها اكثر من 18 شهيدا.
وكانت مصادر سياسية إسرائيلية قد قالت إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش موشيه يعالون اصدر أمرا الجيش باستئناف الهجوم على قطاع غزة، بعد رفض فصائل المقاومة في غزة القبول بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.
ثمن باهظ
الهمص ليس وحده الجندي المجهول في ميدان المعركة, فبرفقته الكثير من الصحفيين على الأرض الذين جندوا أنفسهم لنقل الحقيقة بالكامل للعالم بأسره متجاهلين ثمنها.
وقبل سنوات، ودعت وكالة رويترز للأنباء الصحافي فضل شناعة "فارس الصورة", الذي استهدفته قوات الاحتلال أثناء تغطيته لأحداث منطقة جحر الديك .
في حين قال عرفات عودة مصور في قسم التلفزيون برويترز منذ عام 2006 انه يعكف حاليا على اعداد قصص انسانية مصورة أبرزها قصة عن عائلة حمد والشهيدة ياسمين المطوق .
واوضح عودة انه اصر على تغطية احداث الحرب رغم خطورتها.
ونوه الى ان باله يظل دوما مشغولا على عائلته بسبب التصعيد الاسرائيلي المتواصل على القطاع.
وبعد توثيقه الكثير من مشاهد الدماء والدمار والخراب, وصف عودة هذا العدوان "بحرب البيوت "لاستهدافه المدنيين بشكل مباشر.
وعن أصعب المشاهد التي صورتها كاميرته حتى اللحظة، قال :" ابكاني مشهد استشهاد الطفل ساهر أبو ناموس فقد كان رأسه فارغا من الداخل ".
عنف وعزيمة
عنف الغارات على المنازل, دفع مراسل الجزيرة تامر المسحال إلى تفضيل تغطية العدوان الاسرائيلي على وجبة الافطار في كثير من الاحيان.
وقال المسحال لـ"الرسالة نت" : التصعيد حرمني من رؤية عائلتي", مؤكدا أن المهمة الملقاة على عاتق الصحفيين ليست بالسهلة".
بدوره قال مراسل موقع دينا الوطن وأحد مراسلين الإذاعات المحلية محمد عوض انه يلازم مجمع الشفاء الطبي منذ بداية الحرب على غزة لتغطية الأحداث مباشرة على الهواء , اضافة إلى اعداد القصص الانسانية المؤثرة .
ودعا عوض لـ"الرسالة نت" الصحفيين إلى فضح جرائم الاحتلال من خلال إعداد مزيد من التقارير بالكلمة والصورة معا.
ولأن غزة ما زالت في دائرة الاستهداف الاسرائيلي , يواصل صحفيون غزة عملهم بقلوب صادقة وعيون ساهرة لفضح اسرائيل أمام العالم.