تركزت المواجهة بين المقاومة والاحتلال على مدار 11 يوما في عمليات سلاح الجو والمدفعية وردت المقاومة بالصواريخ وبعمليات خلف خطوط العدو، إلا أن قرار نتنياهو وحكومته بالذهاب إلى عملية برية لم يكن مفاجئا، فقد استعدت المقاومة وجهزت خططها مبكرا فيما تمركزت أهم فرقة من وحداتها في الخطوط الأمامية وهم عبارة عن (صيادون) مهمتهم اقتناص جنود الاحتلال ضمن خطط جاهزة لأسرهم.
وتأتي العملية البرية بعد أن تحول بنك الأهداف "الإسرائيلي" إلى بنك دماء فقط، باعتماده على قصف منازل الفلسطينيين، ورغم ذلك لم يحسم سلاح الجو المعركة، وأصبح أمام الاحتلال عملية برية محدودة، وخلفه هدنة بشروط المقاومة فقرر الهروب إلى الأمام.
وعلى مدار أيام المواجهة تفاجأ الاحتلال من جهوزية واستعداد المقاومة وقدراتها العسكرية وتكتيكاتها الميدانية، والقدرة على الاستمرار بإطلاق الصواريخ من خلال دورة كاملة ومكررة من الشحن والتحكم والاطلاق دون التمكن من استهداف المقاومين من الجو.
وعلق المحلل العسكري "الإسرائيلي" أمير أورن في "هارتس" قائلا: ببساطة الجيش الإسرائيلي غير قادرة على تتبع وتوقع مفاجآت حركة حماس وإبداعاتها العسكرية، الأمور انقلبت رأس على عقب، وهم الآن يلعبون الدور الذي ظل يلعبه جيشنا، جيشنا بات غير قادر على وضع خطة عسكرية لمواجهة حماس عسكرياً وإجبارها على وقف إطلاق النار".
ويبدو أن مفاجآت المقاومة في العملية البرية والتي بدأتها مبكرا من خلال الإنزال البحري في "زكيم"، وأخيرا عملية صوفا"، التي نفذت كتائب القسام من خلالها الاستطلاع بالقوة لأماكن تمركز قوات العدو البرية في تلك المنطقة، وقوامها وعديدها كجزء من عملية الاستعداد للحرب البرية.
كما نسفت وخربت إحدى المنظومات الاستخبارية التي وضعها العدو مؤخراً لرصد محيط منطقة الخط الفاصل، والحديث لكتائب القسام.
ويبدو أن أي مواجهة برية اليوم لن تكون مفاجآتها أقل، حيث عمدت وحدات القسام المختلفة إلى الانتشار مبكرا في الخطوط الأمامية معتمدة على الكمائن وسلاح الهندسة والإسناد.
وتشدد تعليمات قيادة العمليات لجنود الاحتلال على ضرورة النظر دائما تحت أقدامهم وهم يتحركون داخل غزة خشية من الأنفاق والصيادين الذين نفذوا بعضا من تلك الكمائن خلال العدوان 2008.
في المقابل تؤكد التعليمات من قيادة المقاومة للمقاتلين في الميدان بضرورة أسر الجنود أحياء حتى يكون ثمنهم أعلى خلال المفاوضات.
وقد تدرب مقاتلون في القسام على البقاء أيام طويلة في مواقع متقدمة قريبة من العدو بل في الخطوط الخلفية في حال تقدمت قوات برية مستفيدين من تجاربهم في عدوان 2008-2009 على غزة.
ويعلق الأسرى في سجون الاحتلال آمالا كبيرة على صفقة وفاء أحرار 2 لتحرر أعداد كبيرة منهم خصوصا من أصحاب الأحكام العالية.
وقطعت قيادة حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ورئيس الوزراء إسماعيل هنية في أكثر من مناسبة وعودا بتحرير الأسرى من خلال تنفيذ صفقات تبادل للأسرى على غرار وفاء الأحرار.