"حي المعارفة".. كحجارة دومينو سقط بالكامل

الرسالة نت - معاذ مقداد

حين تتحدث عن صمود شعب غزة فإن أقرب مثال لذلك تدمير حيّ سكني بالكامل وسط خانيونس، فيما يخرج أصحاب البيوت التي أصبحت أثرًا بعد عين، ليؤكدوا وقوفهم بجانب المقاومة، مطالبين بفرض حصار على كل "إسرائيل".

وعلى أطلال المنازل المدمرة هتف الشيخ قبل الشبل، "يا فلسطين التي كدنا لما كابدته من أسىً ننسى أسانا"، فتعبيرات وجه ذاك الكهل الذي أنشد شِعرًا للصمود أظهرت جليًا أن "غزة تقاوم".

وأطلقت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" أكثر من 16 صاروخًا تدميريًا سقطت على حي "المعارفة" السكني وسط خانيونس جنوب القطاع، فسقطت المنازل كأحجار الدومينو، لترتسم بعدها الدهشة على وجوه سكان الحي، متسائلين "لماذا يدمر حيا كاملا بلا ذنب.

مُنتهي الصلاحية

أحد كبار السن من عائلة أبو حطب في الحي المنكوب لم يأل جُهدًا في البحث مع جيرانه وأبناءه عن بقايا منازلهم التي أصبحت أكوامًا من الحجارة.

وفي مشهد آخر لذات الحي، عاد سائق الإسعاف زهير معروف من عمله ليجد منزله المكون من ثلاثة طوابق وقد سوي بالأرض، يقول لـ "الرسالة نت" وعلامات الذهول بدت على وجهه الاستهداف كان مفاجئًا، واصفًا ما حدث بالزلزال المدمر.

وقد تعجز حروف اللغة عن التعبير عن حجم الصمود الذي بدا جليًا على مُحيّا المواطنين بعد ماحل ببيوتهم "السابقة"، ورغم وقوفهم فوق أنقاض الحي المنتهي الصلاحية وفقًا للمعايير الإنسانية إلا أنهم أكدوا أن استهداف الاحتلال للمدنيين ومنازلهم يدلل على إفلاسه.

صحفي شاهد

الصحفي مثنى النجار تواجد في الحي لحظة استهدافه وروى لـ "الرسالة نت" تفاصيل الحدث المُرعب، قائلا: إن جميع الصواريخ التي سقطت هناك كانت وقت الظهيرة واستمرت حتى حلول العصر.

وأوضح أن حجم الدمار كان كبيرًا، خاصة وان سكان الحي عاشوا أوقاتا عصيبة بسبب تدمير بيوتهم أمام اعينهم ، قائلا: "شاهدت هلّع العائلات وفزعهم عند خروجهم من وسط القصف، فيما الشظايا فوق رؤوسهم".

ويتابع: "نجونا من القصف لمنزل عائلة وادي هناك، لكنني كنت على يقين أن وجودي مهم جدًا لتوثيق تلك الجريمة"، فحتى الزيّ الصحفي لم يشفع للمصورين هناك، فلم تعد هناك حرمات أمام "إسرائيل".

وما زال سكان غزة يلملمون بقايا الأمل من حُفر كبيرة كانت يومًا "بيت العمر"، إلا ان صواريخ طائرات الاحتلال تُنهي معالم تلك المنازل في لحظات، لتسقط من جديد حجارة الدومينو.

البث المباشر