بدأ الكاتب الإسرائيلي "سيما كدمون" في مقاله الذي نشر على صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر اليوم الخميس بعدة تساؤلات من الممكن للواقع أن يجيب عليها بكل سهولة بالرغم من الآلام التي طالت الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومن أبرز تلك الأسئلة التي طرحها الكاتب الإسرائيلي، من كان يصدق أننا سنعد الأيام بالعشرات؟ ومن كان يصدق أن طائرات سلاح الجو التي انطلقت في الغارة الجوية الأولى في "الجرف الصامد" ستكون ضمن أطول حروب إسرائيل؟ ومن كان يصدق أن هذا الصيف، صيف 2014، سيكون "صيف غزة"، وأننا لن نرى النهاية في نهايتها؟
وتابع الكاتب الإسرائيلي، ولكن متى كانت تقديراتنا صحيحة في حروب إسرائيل؟ هل كنا نصدق أنه في بداية حزيران / يونيو 1967م بأن "إسرائيل" هي المنتصرة على الجيوش العربية في ستة أيام، وأن هذا الانتصار الباهر سيزرع الفوضى في وجودنا هنا حتى اليوم؟ وهل كان يخطر ببال أحد أنه في أكتوبر عام 1973م سوف ينقلب عالمنا خلال 3 أسابيع، وتنهار الثقة بكل الأجهزة في حياتنا، ونحمل معنا الصدمة لعشرات السنوات؟، هذه الأسئلة يمكن الإجابة عنها فقط عند الغزيين الذين عبروا عن فرحتهم بانتصارهم بعد "الجرف الصامد".
ويضيف الكاتب "لا أعتقد بأن إسرائيل قد أحسنت في اختيار هذا الاسم، فلا أظن أن الجمهور الإسرائيلي قد صمد أمام صواريخ المقاومة التي أمطرت البلدات الإسرائيلية بداية من غلاف غزة وحتى مدينة حيفا، فضلاً عن أن هذا الاسم لا يدل إلا على ارتباك إسرائيلي وبحث قيادتها عن الصمود من خلال طباق وجناس في مفردات اللغة، كما أنه يكشف عن خلل في توازن الأفكار واستقرار النفس ومحاولة الاستعاضة عن ذلك بموسيقى خارجية مبالغ فيها"، على حد وصف الكاتب.
وهل كان يتصور أحد في أبشع تخيلاته أنه في حزيران / يونيو 1982م، ستتدحرح الـ40 كيلومترا التي تعهدوا بها في لبنان إلى حرب تستمر 18 عاماً؟ وهل كان يعتقد أحد أن الشمال
سوف يشهد هدوء لـ8 سنوات بعد الحرب الثانية على لبنان في العام 2006؟، دعونا نعترف: لسنا جيدين في التقديرات الاستباقية، ولكننا أفضل في التحليلات بأثر رجعي.
وفي وصفه للمؤتمر الصحافي أكد على أن المؤتمر الذي عقده كما قال مهندسو هذه الحرب الثلاثة، رداً مضاداً على احتفالات النصر التي نظمتها حماس في غزة، مشيراً إلى أن كلاً من نتنياهو ويعالون وغانتس حاولوا أن يشرحوا للجمهور الإسرائيلي بأنهم انتصروا لكنهم فشلوا حتى في ذلك.
وتابع "للأسف لا يمكن التفكير بحدث ختامي أكثر شحوبا"، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة بدا منطفئاً، أما وزير الجيش فقد بدا كما يبدو عليه عادة، مثل مراقب حسابات يقدم تقريراً سنوياً، بينما كان غانتس حزيناً، وكأنما الانتقادات التي وجهت له اخترقت زيه وأصابته في موضع مؤلم.
ويضيف الكاتب "لو كنا ننظر إلى هذا المؤتمر الصحفي بدون صوت، لكنا سنعتقد أن الحديث عن تلخيص حملة عسكرية فاشلة، إذا لا يمكن الحديث عن إنجاز عسكري كبير، وإنجاز سياسي كبير، بلهجة من شرب زجاجة مهدئات".
وحتى عندما قال يعالون "وأيضا عندما هوجمنا من الداخل عضضنا على شفاهنا"، تحصل بلبلة بشأن من هو العدو الحقيقي ليعالون في هذه الحرب – زملاؤه الوزراء أم حماس، طلب منا كل من نتنياهو ويعالون ألا نتأثر من احتفالات الانتصار في الطرف الثاني أي في قطاع غزة، ولكن علينا الاعتراف بأن طرفنا لم يترك أي انطباع.