قائد الطوفان قائد الطوفان

بالضفة: تأشيرة زواج بختم المطار والميناء

بطاقة زفاف في الضفة
بطاقة زفاف في الضفة

نابلس- الرسالة نت

بطاقات أفراح خُطَّت عليها عبارات مبايعة للمقاومة، وأخرى سطرت حروفها عبارات الاعتذار للمدعوين عن إقامة حفلات السهرة، وإلغاء بعض مراسم الزفاف تضامنا مع غزة.

على ذلك النحو تبدو بطاقات الأفراح في الضفة المحتلة منذ بدء العدوان على القطاع.

إلا أن العروسين عمر وإيمان من نابلس، قررا تصميم بطاقة فرح تعني لهما أكثر من دعوة زفاف، ليخرجا بتصميم مختلف عن بطاقات الأفراح، يحاكي جواز السفر الفلسطيني، خُتم بختمي المطار والميناء الفلسطينيين.

بطاقة فرح عمر زغلول وإيمان أبو عرة، التي جاءت على شكل كتيّب كجواز السفر، مكون من عدة صفحات، عنونت بـ"تأشيرة زواج"، كان اللافت فيها ختم مطار فلسطين الدولي، وميناء حيفا الفلسطيني.

يقول عمر لـ"الرسالة نت" التي التقته قبل ساعات من فرحه:"منذ أن بدأنا بمراحل التجهيز لحفل الزفاف، قررنا أن نصمم كرت الفرح بشكل مختلف، لا سيما وأننا خريجا قسم تصميم جرافيك من الجامعة، وفي ذات الوقت، أردناه أن يناسب الأجواء التي يعيشها شعبنا في ظل الحرب على غزة، ونؤكد من خلاله على مطالبنا العادلة بأن يكون لدينا مطار وميناء".

واستبدل عمر وإيمان العناوين والأسماء التي تكتب بجواز السفر، بأسمائهما وصورتهما سوية، تحت عنوان "تأشيرة زواج"، إضافة لصورة ختم آخر كتب عليه "غزة بالقلب".

يضيف عمر: "بطاقة فرحنا هي كنوع من التضامن مع قطاع غزة وأهلنا هناك، وتأييدا لمطالبنا بحقنا بمنفذ جوي وبحري، في أي مكان في فلسطين".

بطاقة فرح عمر وإيمان لاقت انتشارا كبيرا بين المواطنين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الإخبارية، كما أن عددا من الشبان المقبلين على الزواج قرروا تصميم بطاقة فرح مشابهة في أنحاء متفرقة في الضفة المحتلة.

وكان عدد من الشبان قد أجّلوا حفل زفافهم خلال الحرب مع غزة، فيما أقدم آخرون على إلغاء الحفلات والسهرات للعريس، والاقتصار على حفل صغير للعائلة، تضامنا مع القطاع، وشعورا منهم مع من حرموا من الاحتفال بزفافهم بسبب الحرب.

أستاذ علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية، ماهر أبو زنط، أشار إلى الايجابية والوعي في التعبير عن التعاطف والتضامن مع غزة في أوقات الفرح في الضفة.

وقال أبو زنط في حديث لـ"الرسالة نت": "العبارات التي تكتب على بطاقات الأفراح تدل على وجود وعي حقيقي ورقي حضاري في التعاطف مع أهلنا في غزة، كما يعد نوع من التوعية بالقضية الفلسطينية من خلال هذا الشكل من التضامن".

ويتابع:"واضح أن هناك نية جيدة وإيجابية حقيقية ورغبة صادقة بمساندة الأهل في غزة، وهذا مظهر حضاري واجتماعي جيد، ونتمنى أن تعمم هذه الأفكار لدى الجميع حتى تبقى غزة حاضرة في كل مناسباتنا".

وفي تعقيبه على ختم بطاقة الزفاف بختمي المطار والميناء قال:"مطالبنا بالميناء والمطار هو حق إنساني لنا، يجب أن تتواصل المطالبة بهما حتى لو توقفت الحرب".

ومضى قائلا:"وضع العروسين لمثل هذه المطالب في بطاقة فرحهما تنم عن وعيهما ووعي المجتمع الذي يرحب بمثل هذه الأفكار التي يجب أن تعمم وتنتشر لتبقى مطالبنا حاضرة أيضا دائما في كل المناسبات".

البث المباشر