قائد الطوفان قائد الطوفان

السلطة تتجاهل الإعمار وتتجه للمفاوضات

الرسالة نت- نور الدين صالح

عاد مشهد المماطلة السياسية التي تنتهجها السلطة الفلسطينية إلى الواجهة من جديد بالقضايا المتعلقة في إعادة إعمار ما خلفه العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

ملف إعادة إعمار قطاع غزة القضية المركزية التي تدار حاليًا على الطاولة السياسية، فيما يبدو مشهد التباطؤ في تنفيذ مشاريع الإعمار سيد الموقف حتى اللحظة.

وبدا المشهد واضحًا، خاصة وأن السلطة ممثلة برئيسها محمود عباس، أدارت ظهرها للقطاع ومعاناة سكانه وتجاهلت الحديث عن إعادة الاعمار واستبدل ذلك بإرسال وفود إلى الولايات المتحدة؛ من أجل مناقشة خطط المفاوضات.

ويرى محللون سياسيون أن السلطة تملك أوراقًا ضاغطة على "إسرائيل"، وبإمكانها أن تقدم الكثير إلى قطاع غزة، عبر الدعوة إلى مؤتمر خاص بإعادة الإعمار، وإثارة "ضجة" في العالم العربي.

المحلل السياسي الدكتور فايز أبو شمالة، يرى أن اختيار رئيس السلطة محمود عباس طريق المفاوضات بدلًا من الحديث عن إعمار غزة هو محاولة تناسي ما جرى في القطاع، وكأن غزة لا تعني له شيئا.

وكان الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة حماس، اتهم السلطة الفلسطينية، بإعاقة عملية إعادة إعمار قطاع غزة، من خلال الخوض في الكثير من الخلافات مع حماس، وفتح ملفات داخلية كثيرة تم تجاوزها، والدخول في "لعبة تقييم أداء حكومة التوافق"، بحسب وصفه.

وقال إنه لا يوجد أي مؤشرات إيجابية لديها لهذه اللحظة بشأن إعادة الاعمار.

واتفق المحلل السياسي حسن عبده مع حديث أبو شمالة مشيرًا إلى أن إعادة إعمار القطاع  يتطلب توافق بين حركتي حماس وفتح، مشددًا على أن التوافق خيارًا إجباريًا للطرفين لأن مستقبل القضية الفلسطينية مرهون بطبيعة العلاقة بينهما.

وبالعودة إلى أبو شمالة فقد اعتبر اختيار عباس للمفاوضات، استجابة لحديث رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو حين طالبه  باختيار الشراكة مع غزة أو مع (إسرائيل) ، فاختار شراكة نتنياهو.

وبيّن أن عباس استجاب لدعوة وزيرة العدل (الإسرائيلية) تسيفي ليفني بفك الحصار عن إسرائيل".

وبلغ عدد الوحدات السكنية المدمرة بشكل كامل 9800 وحدة وتحتاج إلى إعادة بناءها ، إضافة لمئات الوحدات المدمرة جزئيًا.

نتنياهو يتهرب

وحول استئناف المفاوضات المقررة بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" بعد شهر من إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وفي ظل رفض نتنياهو إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة ، أكد أبو شمالة أن نتنياهو يحاول التهرب والالتفاف للاتفاقيات، مبينًا أنه لا يوجد أي ضغط من السلطة الفلسطينية أو من الدول العربية كي تستجيب إسرائيل لاستكمال المفاوضات.

وأضاف أن نتنياهو يميل إلى معادلة الهدوء مقابل الهدوء، لذلك يحرّض على عدم الذهاب للمفاوضات.

وتابع " يأتي دور السلطة الفلسطينية في الضغط على إسرائيل من خلال أوراق القوى التي تمتلكها والمتمثلة في وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وعدم طرح أي مبادرات سياسية".

فيما توقع عبده أن يعود الوفد "الإسرائيلي" للمفاوضات. وقال " تصريحات نتنياهو هدفها ترميم شعبيته، و للاستهلاك الداخلي فقط".

مشهد مرتبك

بدوره، وصف الدكتور رامي عبده مدير مؤسسة الأورومتوسطي لحقوق الانسان، التصريحات المتعلقة بإعادة إعمار غزة بـأنها تعطي "مؤشرات سلبية".

وقال عبده "المشهد مرتبك ولا يبشر بخير، و أمر سيء ومؤلم ولا يجب أن يتم التعامل مع ملف الإعمار بهذه الصورة".

وأوضح أن جوهر قضية الإعمار يتمثل في فتح المعابر وإدخال مواد البناء اللازمة لإعادة بناء ما دمره الاحتلال"، مؤكدًا أن ما يجري على الساحة الفلسطينية يعكس عدم جدية الحديث.

وأضاف أن التصريحات تعطي مؤشرات سلبية وربما تزيد من معاناة المواطنين" معتبرًا أنها توصل رسالة للغزيين مفادها "أن أزمة الإعمار ربما تأخذ وقتًا كبيرًا".

وتابع أن السلطة لم تطلع الغزيين على أي جهود تبذلها من أجل التنسيق مع الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المواد اللازمة.

وتبقى قضية إعمار غزة رهينة عودة حكومة الوفاق الوطني إلى القطاع، للقيام بدورها، وإعادة فتح المعابر من أجل إدخال المواد اللازمة  للبناء.

البث المباشر