قائد الطوفان قائد الطوفان

الهباش وأبو عمرو مثالا حيا

شخصيات من غزة "تهبش" و"تنبش" لرضا الرئيس

رامي خريس

كشف العدوان الأخير على غزة أدوار بعض شخصيات غزة في السلطة والأداء الضعيف لوزراء حكومة التوافق من المقيمين في القطاع ، وتنوع الدور والأداء وفقاً لطبيعة الشخصية، فهناك عدد من الوزراء لم يكن لهم دور يذكر وآخرون كما يقول المثل الشعبي "لا بيهش ولا بينش"، بينما طفا إلى السطح مرةً أخرى الدور السلبي لشخصيات من القطاع مثل نائب رئيس الوزراء د. زياد أبو عمرو، وقاضي القضاة محمود الهباش المعين حديثاً من رئيس السلطة محمود عباس بعد استثنائه من حكومة "التوافق" بعدما شغل لسنوات منصب وزير الأوقاف في حكومتي د. سلام فياض ود. رامي الحمد الله.

الهباش وغزوة أحد

آخر تقليعات الهباش كانت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً على (الفيسبوك) حينما شبه العدوان (الإسرائيلي) الأخير على غزة، بغزوة أحد التي وقعت بين المسلمين وكفار قريش في بداية الدعوة الإسلامية. وقال الهباش في منشوره "في غزوة أحد، لم يستطع المشركون أن يدخلوا المدينة المنورة، ولم يستطيعوا أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم، لم يستطيعوا أن يقضوا على الكيان الاسلامي، ومع ذلك سجل التاريخ أن المسلمين قد هزموا في تلك الغزوة". وأضاف: "بالنظر إلى ميزان الخسائر البشرية، بل واعترف المسلمون بالهزيمة، وأخذوا منها لما بعدها، فاعتبروا يا أولي الأبصار"، مطالباً وبشكل ضمني فصائل المقاومة في قطاع غزة بإعلان هزيمتها.

ونال الهباش نصيبه من تعليقات على هذا المنشور كما نال قبلها بأسابيع قليلة نصيباً وافراً من الأحذية في المسجد الأقصى.

سيرة الهباش ومسيرة أضحت معروفة لدى الفلسطينيين سبق للغزيين التعرف على هبشاته ، واكتملت المعرفة عند أهل الضفة الذين اكتملت لديهم صورة بطولاته ، وكافأه أخيراً أهل المدينة المقدسة.

أبو عمرو وكلام بين الجدران

غفل نائب رئيس الوزراء  في حكومة "التوافق د. زياد أبو عمرو عن الأمثال الشعبية التي يرددها الفلسطينيون والعرب عموماً كـالمثل الذي يقول ان "الحيطان لها آذان" وأن "الكلام بينعاز"، ولكنه على ما يبدو علق في أذنيه أن "لكل مقامٍ مقال"، فذهب يقول كلاماً في الضفة الغربية وفي حضرة الرئيس عكس ما قاله قبل أيام في غزة في اجتماع لوكلاء الوزارات المختلفة.

أبو عمرو زار مسقط رأسه غزة أثناء الحرب أو في آخر أيامها للاطلاع على آثار العدوان ولتفقد الوضع الحكومي فيها. وفي اجتماع عقده مع وكلاء الوزارات المختلفة تحدث بإيجابيه وأكد على شرعية الموظفين في غزة وأنه سيتم صرف رواتب لهم.

  وبعد أيام قليلة وفي اجتماع موسع عقده رئيس السلطة محمود عباس بمشاركة اللجنة التنفيذية للمنظمة واللجنة المركزية لحركة فتح كشف أبو عمرو عن وجهه الآخر، فقال كلاماً اعتبره المراقبون أنه يمثل خطاباً  محرضاً على غزة والمقاومة وسلاح المقاومة وموظفي غزة , مما زاد الطين بلة وصب زيت الفتنة على النار.

حيث قال أبو عمرو: إن حكومة الوفاق لا وجود لها في غزة، حماس هي من يحكم غزة، وهناك 200 من أبناء فتح قيد الاقامة الجبرية، وأضاف: "راجعناهم فكان الجواب هي حالة طوارئ، مستغرباً أن تعلن حماس حالة الطوارئ، وقال هذا شأن الحكومة.

وفي موضوع المحافظين الذين عينهم الرئيس في قطاع غزة قال ان حماس تمنعهم من مزاولة أعمالهم ، ومنعتهم من فتح مكاتبهم.

من يسمع لهجة أبو عمرو أثناء حديثه عن حماس يظن أنه يناصب الحركة العداء منذ سنوات طويلة بل منذ نعومة أظفاره، مع أن أهل غزة لا زالوا يتذكرون أنه سعى للتحالف مع حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006 ، وطلبت الحركة في ذلك الوقت من مؤيديها انتخابه الأمر الذي أهله للوصول إلى قبة البرلمان الفلسطيني للمرة الثانية.

وبعد أن وصل أبو عمرو إلى مبتغاه لم يحفظ الجميل لحماس وظهر واضحاً بعد ذلك أن تحالفه معهم كان وقتياً فقط للعبور إلى كرسي المجلس التشريعي، وبالرغم من محاولاته التجمل امام قيادات حماس إلا أن الوجه الحقيقي لأبو عمرو ظهر بشكل متدرج ولكنه سريع وفاقع.

وبدلاً من أن يستخدم أبو عمرو علاقاته مع الجهات الغربية والأوروبية لتوضيح وجهة نظر حماس لهم وتسهيل مهمتها كحكومة تخدم الفلسطينيين، حرض ضدها وضد حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بعد الحكومة العاشرة ، وهو ما كشفته صحيفة الأخبار اللبنانية في حينه عندما نقلت عن مصادر خاصة  أن حركة حماس اعترضت بشدة على حضور ومشاركة وزير الخارجية السابق في حكومة الوحدة الوطنية، زياد أبو عمرو، في الحوارات التي جرت بين حركتي حماس وفتح ضمن وفد المستقلين؟

وقالت إن الحركة "دعمت موقفها بتسجيلات لمقابلات صحافية في دول أوروبية، ومحاضر اجتماعات لأبو عمرو حين كان في منصب وزير الخارجية، تظهر أنه حرّض دولاً أوروبية كانت تتوجه للاتصال بحماس، طالباً منها تشديد الحصار على الحركة بوصفها تارة بالجماعة الإرهابية المتطرفة، وأخرى بالجماعة الإسلامية المتشددة". 

ولفت المصدر إلى أن أبو عمرو روّج لدى الأوروبيين أن "الحصار المضروب على قطاع غزة سيؤتي ثماره وعليهم الصبر والانتظار"، مضيفاً أنه مارس أيضاً "تحريضاً خلال جولاته الخارجية بوصفه رئيس الدبلوماسية الفلسطينية في حكومة الوحدة ضد زملائه في الحكومة من وزراء حماس، ووزير الإعلام آنذاك مصطفى البرغوثي".

هكذا يبدو الرجال الذين أناط بهم رئيس السلطة مهمات صعبة فاشتروا رضاه وباعوا كل رضا.

البث المباشر