مقال: هل اقترب موعد صفقة تبادل جديدة؟

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

 جرّب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو العناد والصلف في موضوع صفقة وفاء الأحرار ومن كلن في اسر المقاومة جندي واحد وأرغم صاغرا على الاستجابة للمقاومة وإطلاق سراح ما يربو عن 1200 أسير، 450 منهم من أصحاب الأحكام العالية، وكان كل طلب إسرائيلي يكون مقابله ثمن، طلب الاحتلال شريطا يثبت أن شاليط على قيد الحياة وأعطي الاحتلال الشريط؛ ولكن مقابل إطلاق سراح الحرائر العشرين من سجونه، وأخذ نتنياهو يلف ويدور على أمل أن تتراجع المقاومة عن شروطها؛  ولكنه وجد فريق مفاوض مختلف عما عهده نتنياهو ما اجبره في نهاية المطاف على الاستجابة لشروط المقاومة رغم أن الاحتلال اقر قانون (الأيدي الملطخة بالدماء) فقد كسر هذا القانون،  وأفرج عن المجاهدين الذين يصفهم الاحتلال أصحاب الأيدي الملطخة بالدماء مقابل جندي أسير لدى  المقاومة.
اليوم وبعد ما يقرب من عام ونصف والاحتلال لا يعلم حقيقة كم عدد جنوده المفقودين؟ هل موتى أم أحياء؟، كم عدد الجثث لدى المقاومة؟ ثم يلوذ بالصمت في هذا الموضع حتى أنه أوهم ذوي جنوده المفقودين أنهم موتى، وان ما لدى المقاومة جثث لا جنود أحياء، والمقاومة وهي الأصدق، وهي الجهة الوحيدة التي تعلم من هم الموجودين في الأسر، وهل هم أحياء أم أموات؟، وأوضحت بعض الإشارات الخفية، وبعض الرموز أن ما لدى المقاومة من جنود ليس واحدا أو اثنين بل أكثر، وتعهدت المقاومة بصفقة مشرفة أمام الله، ثم أمام الشعب وأهالي الأسرى.
نتنياهو يفهم الإشارات ويعي ما تريده المقاومة، وهو يبحث عن أي معلومة تدله على ماهية ما لدى المقاومة، ولكنه يعلم أنه أمام فريق مفاوض لا يتراجع، وقدم درسا مختلفا عما يعرفه وهذا الفريق لا يقل تصميما عن فريق التفاوض في صفقة شاليط تعلموا منها ولم يتعلم نتنياهو، وقالوا له بشكل غير مباشر لا معلومة بدون ثمن، وها هو نتنياهو يتغابى ويتظاهر بأنه لا يلقي بالا، ويبيع الوهم بأن الجنود قتلى، وأن ما لدى المقاومة جثث، ومعلوم أن التفاوض على جثة مختلف عن التفاوض على جندي حي من حيث الثمن الذي سيدفعه الاحتلال.
ما لدى المقاومة أسرى لا يعلم عددهم إلا القسام كما قلنا ولا يعرفهم إلا القسام، وفتح الباب يحتاج إلى ثمن ونتنياهو يعاند ويراوغ ويطلب من هذا وذاك جثث جنوده بلا أي ثمن وهو يعلم أن المقاومة لن تعطيه ما يريد لأن المعرفة لها ثمن وعلى نتنياهو أن يدفع الثمن؟
اليوم وأمام صلف نتنياهو وغروره وعناده مطلوب من المقاومة أن لا تعطي معلومات؛ ولكن تحريك الشارع الصهيوني وتحريك أهالي الجنود كما فعلت عبر الرسالة الافتراضية، هذه الرسالة الافتراضية حركت أهالي الجنود وحركت جزءا من المجتمع الصهيوني، ومارست ضغطا على نتنياهو، ولكن سرعان ما توقف هذا الضغط، لأن ضغط الشارع الصهيوني سيجعل نتنياهو يخرج عن صمته المُصطنع ويبحث عن وسيط للحديث مع المقاومة, في ظل الحديث عن قرب الانتخابات المبكرة في الكيان, وكذلك في ظل مؤشرات نتائج الاستطلاع في الكيان المؤشرة إلى تدني شعبية نتنياهو والليكود وعليه لن يجد نتنياهو افضل من صفقة مع المقاومة تنهي هذه الإشكالية وتشكل رافعة لنتنياهو داخل المجتمع الصهيوني, 
وهنا أقول للمقاومة رتبي أوراقك الأجواء مُهيّأة لمرحلة تفاوض قادمة لانجاز صفقة جديدة على غرار الصفقة السابقة والمرجو أن تكون أفضل ولكن لي نصيحة أن لا تسمحوا للاحتلال أن يتلاعب بالوقت كما فعل في صفقة شاليط والتي استمرت نحو ستة سنوات إلا قليل، وأن يكون من شروط المقاومة تحديد سقف زمني محدد منذ لحظة فتح باب التفاوض حتى إتمام الصفقة.

 

البث المباشر