قائد الطوفان قائد الطوفان

تحذير من أزمة وقود

طوابير السيارات.. "عادت حليمة لعادتها القديمة"

جانب من أزمة وقود في غزة (الأرشيف)
جانب من أزمة وقود في غزة (الأرشيف)

غزة- الرسالة نت

الأمر لم يعد غريبًا.. فمشاهدة طوابير السيارات تقف أمام محطات الوقود؛ بات أمرًا معتادًا في قطاع غزة، حيث كل سيارة تنعق بـ"زامورها"، ويصبح المكان مليئًا بالضجيج النفسي لكل سائق، إضافة على ذلك الأصوات بالمكان.

على محطة وقود "العامودي" في حي النصر بمدينة غزة، تقف السيارات على شاكلة طابور، واحدة تلحق الأخرى، وكل صاحب مركبة يتلهف لأن تصل إليه مضخة الوقود وتروي عطش سيارته.

وصاحب إحدى السيارات في الطابور يجلس خلف مقود سيارته منتظرًا، بادرته "الرسالة نت" بالسؤال عن رأيه في ذلك فأجاب "ما بنلحق نغمّض عين وننتهي من مشكلة، حتى بترجع حليمة لعادتها القديمة".

علامة الأجرة كانت واضحة على سيارة محمد المصري 30 عامًا، وعندما اقترب مراسل "الرسالة نت" منه، إلا أنّه ضرب كفًا بكفٍ، ورفع يديه للسماء وقال " إلنا ربنـا.. حسبنا ونعم الوكيل".

"طوابير" تبدو بدائية على محطة العامودي، لكن محطة الفارس في تل الإسلام جنوب غزة، يظهر الأمر أكثر وضوحًا، فالمركبات تقف بالعشرات انتظارًا "للفرج".

سائق السيارة الصفراء يواسي نفسه بالأذكار والاستغفار، لا سيما أنه يصوم التاسع من محرم، ويوشك المغرب على الآذان.

ومن خلفه مجموعة مواطنون ينتظرون تعبئة "تنك البنزين" ليصلوا إلى جنوب قطاع غزة. يظهر على وجوههم التذمر من سوء الأوضاع، إلا أنّ امرأة تقول بصوتٍ جهور "ربنا ينتقم من إلي كان السبب".

وأثناء تجوال "الرسالة نت" بين جموع المواطنين، أبدى المواطن رائد أبو الكاس تذمره من سوء المواصلات، مرجعًا السبب لأزمة الوقود.

يقول أبو الكاس "سرت مشيًا على الأقدام من شارع المنصورة شرق حي الشجاعية، حتى مدخل الحي من الناحية الغربية، ما يقارب 3 كيلو متر ".

الأمر لم يعد مقتصرًا على الميدان فحسب، بل تخطاه ليصبح تغريدات من كتاب على مواقع التواصل الاجتماعي.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر، غرّد على حسابه "تويتر" مساء اليوم قائلًا "في غزة: أن تبحث عن لتر بنزين لتعبئة السيارة مهمة تحفها الكثير من الأسئلة والاستفسارات.. أبوك يا الحصار والاحتكار في يوم واحد".

المتحدث باسم أصحاب شركات البترول بغزة محمد العبادلة، توقع أن يشهد القطاع أزمة كبيرة في الوقود والغاز بعد إغلاق الاحتلال لمعبر "كرم أبو سالم" لأسباب أمنية.

وقال العبادلة لـ "الرسالة نت" مساء اليوم الأحد، "وضع المحروقات والوقود والغاز في قطاع غزة" سيء " بسبب عدم وجود مخزون استراتيجي، مبينًا أن كمية الوقود التي تدخل عبر معبر "كرم أبو سالم" تكفي ليوم واحد فقط.

وأشار إلى أنه يدخل 300 ألف لتر من السولار لقطاع غزة، و200 ألف لتر بنزين فقط، - ثلث ما يحتاج القطاع- من أصل مليون ألف لتر، وذلك بعد اغلاق السلطات "الإسرائيلية" لمعبري "كرم أبو سالم" و"إيرز"  اليوم الأحد وحتى إشعار آخر.

الحال في غزة تحاكي مثلًا فلسطينيًا شعبيًا يقول "عادت حليمة لعادتها القديمة"، فما إن تشرف احدى المشاكل على إيجاد حلولٍ لها، حتى تصرّ على ضرب هذا المثل بها.

البث المباشر