قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد السجال على شكر إيران

محللون: حماس أثبتت استقلالية قراراها

حماس
حماس

الرسالة نت- لميس الهمص

يبدو جليا حرص كلا من إيران وحماس على إعادة المياه إلى مجاريها في العلاقات التي توترت جزئيا خلال الفترة الماضية.

مراقبون رأوا أن المنفعة بين الطرفين متبادلة ففي حين تحصل حماس على الدعم المالي والعسكري، تجد إيران في حماس قوة لا يضاهيها أحد على الساحة الفلسطينية للوقوف في وجه دولة الاحتلال.

تلك العلاقة عبّر عنها أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام خلال العرض العسكري في ذكرى انطلاقتها بشكره إيران على دعمها العسكري والمالي، كما زار وفد من الحركة خلال الأيام الماضية إيران وهو وما يشير لإعادة إحياء العلاقة بين الطرفين والتي من المتوقع أن تشهد تطورا خلال الفترة المقبلة .

حالة من السجال غزت مواقع التواصل الاجتماعي تعقيبا على كلمات الشكر التي أطلقها أبو عبيدة ففي حين رفض بعضهم تقارب الحركة مع إيران، لأسباب سياسية أهمها موقفها من الثورة السورية, أيدت جهات أخرى التقارب بدعوى احتياجات السياسة التي لا ترتهن بعلاقات طائفية، خاصة أن حماس لم تعد تحتاج إثباتا لاستقلالية قراراها.

المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم رأى في موقف حماس خلال الاحتفال "عين العقل" خاصة أنها دعمت الحركة بالسلاح خلال حرب 2012م .

وذكر أن السياسة تقتضي البحث عن الأصدقاء والتقليل من الأعداء، معتبرا أن حماس أخطأت سابقا عندما أدارت ظهرها لحزب الله وسوريا كون تلك الجهات هي الوحيدة الداعمة للمقاومة في المنطقة .

وبين أن حماس في أحلك ظروفها زادت من عدد أعدائها، وهذا ما تحاول علاجه في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن الكبير في السياسة عليه تجاوز صغائر الأمور وعدم الالتفات إلى الطائفية والصراعات الداخلية.

وبحسب قاسم فإن على حماس البحث عمن يطور سلاحها ويدعمها في المحافل الدولية ومن يقول غير ذلك لا يفهم بالسياسية وفق تعبيره .

شكر حماس لإيران لم يأتِ جزافًا، وإنما حمل العديد من الرسائل للاحتلال بتواصل العلاقات والدعم العسكري وهو ما يعنى زيادة قوة حماس، كما أنها رسالة لا بد منها داخليًا وخارجيا، فقيادات الحركة أوضحوا مرارًا أسباب العلاقة بإيران، مؤكدين أنها لم تنقطع مطلقا.

من جانبه يرى الكاتب والصحفي ياسر البنا أن هذا "الشكر"، قد يكون رسالة "قطع طريق"، على أي تفكير بالعودة عن هذا التقارب، مشيرا إلى أنها قد تكون أيضا رسالة موجهة للخارج والداخل، فالدول الإقليمية المناوئة للمحور الإيراني لن تكون سعيدة باستعادة حماس التقارب مع طهران، والذي انتقل من مجرد التصريحات إلى دائرة الفعل، بعد زيارة وفد من قيادة الحركة ايران.

وبحسب البنا فإن تلك الدول ستبذل جهودا هائلة لوقفه، سواء بالترغيب أو الترهيب فقد تحاول الدول "الإقليمية" التي تحارب حماس حاليا، بعد أن صنفتها حركة "إخوانية"، مغازلة حماس، ربما بالسماح لها بجمع تبرعات، أو فتح قنوات اتصال معها، أو تخفيف الضغوط عليها.

ولفت في مقال له إلى أنها قد تلجأ إلى الترهيب بتشديد الخناق على الحركة، وممارسة الضغوط على الدول التي تحتضنها.

البث المباشر