قائد الطوفان قائد الطوفان

لجأوا للدروس الخصوصية

غزة: طلبة التوجيهي يُصارعون المناهج قبل نهاية العام

طلبة ثانوية عامة أثناء تقديم امتحان (أرشيفية)
طلبة ثانوية عامة أثناء تقديم امتحان (أرشيفية)

الرسالة نت -عبد الرحمن الخالدي

يصل الطالب سامي راضي إلى منزله بعد انتهاء دوامه المدرسي، ليدخل وقد بدت عليه علامات الإرهاق الشديدين، خصوصا أن العد التنازلي للامتحانات النهائية للثانوية العامة "توجيهي" قد بدأ.

الطالب سامي كغيره من آلاف طلبة الثانوية العامة، أثّرت عليهم سلبًا كثرة إضرابات الموظفين الحكوميين احتجاجًا على مماطلة حكومة التوافق في صرف مستحقاتهم المالية، والتي أخرّت اتمام بعض المناهج التعليمية مقارنة بالأعوام السابقة.

يقول الطالب سامي: "تأخرنا في المناهج وتراكمت الدروس علينا، وأصبح المعلمون يسرعون في شرح المواضيع الدراسية كي يضمنوا انتهاء المواد قبل انتهاء العام الدراسي وبدء الامتحانات".

لجأ سامي كغيره من الطلبة للتسجيل في حلقات الدروس الخصوصية، سواءً في المراكز التعليمية أو في منازل المدرسين الذين يرحبون بالطلبة ويبدون اهتمامًا شديدًا مختلفًا عما يظهروه في المدارس، وفق قوله.

ويُضيف لـ : "اضطررت للاستعانة بالدروس الخصوصية في بعض المواد الهامة للمحافظة على مستواي التعليمي، الأمر الذي زاد من العبء على والداي ورفع رسوم ومصاريف إتمام مرحلة التوجيهي".

شاركه في درسه الخاص لمادة اللغة الانجليزية زميله مصطفى نصار، إلا أن ملامح البؤس بدت واضحةً عليه أكثر من زميله سامي، وحين سؤاله عن سبب ذلك قال: "والدي أحد موظفي حكومة غزة السابقة وبالكاد نستطيع تأمين الاحتياجات الأساسية للمنزل ولأمي واخوتي، وهذه الدروس التي اضطررت لها زادت الحِمل على والدي لأضعاف".

ويوضح مصطفى أنه يشعر بالحرج الشديد حين طلب رسوم هذه الدروس الخاصة من والده، إلا أنه لا يجد عنها بديلاً لتعويض ساعات الدراسة الضائعة والمحافظة على تحصيله العلمي.

عوامل نفسية

أشرف الحلاق، مدرس لطلبة الثانوية العامة في أحد المدارس الحكومية، أوضح أن تأخيرًا طفيفًا حصل على المناهج الدراسية ومن ضمنها مادة الرياضيات التي يُدرّسها.

ولفت إلى أن المعلمين يعملون بكل جهدهم لإتمام موادهم وتدريسها كاملةً قبل انتهاء العام الدراسي، مشيرًا إلى أن الطلبة تنتابهم مخاوف من عدم اكمال المناهج الدراسية والانتهاء منها قريبًا.

وأشار الحلاق إلى أن الاضرابات المتعددة كانت السبب في تغيب بعض الطلبة وتعطل الدراسة لأيام، مؤكدًا أن عوامل نفسية أخرى باتت تؤرق الطلاب وتولد لديهم مخاوف متعددة قد تؤثر سلبًا على تحصيلهم العلمي وتقديمهم للامتحانات.

تدارك أزمة

معتصم الميناوي مدير دائرة العلاقات الدولية والعامة بوزارة التربية والتعليم، أكد أن الوزارة بطواقمها حرصت على اتمام المناهج وتوفير الأجواء الملائمة لطلبة الثانوية العامة لتحقيق نهاية عامٍ دراسي سليم كغيره من الأعوام.

وأوضح في حديثه لـ أن الاضرابات أحدثت تخلّفا بسيطًا على المناهج، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على تدارك الأمر الذي لا يجد فيه أمرًا عائقًا في إكمال المسيرة التعليمية واتمام المناهج وتقديم الامتحانات النهائية في موعدها المحدد.

وأشار إلى أن الظرف العام الذي يعيشه قطاع غزة أثر سلبًا على نفسية الطلبة، من حصار وتضييق وجدالاتٍ سياسية وأزماتٍ اجتماعية أهمها مشكلة الكهرباء.

وقال: "الوزارة عملت على تدارك الأمر وتعويض ما فات الطلبة من ساعاتٍ دراسية، من خلال تقصير أيام اجازة ما بين الفصلين والحرص على عدم تضييق أي ساعاتٍ أخرى".

وحول الدروس الخصوصية، أوضح الميناوي أنه من الصعب تطبيق القانون ومنع هذه الدروس "التي لطالما حاربتها الوزارة"، خاصةً في ظل الأوضاع المعيشية في القطاع وتأخير صرف رواتب المعلمين.

وحددت وزارة التربية والتعليم يوم السبت الموافق 30 مايو المقبل، موعدًا لعقد امتحانات الثانوية العامة "توجيهي"، وستبدأ بمبحث التربية الإسلامية، فيما ستنتهي يوم الأربعاء 17 يونيو من نفس العام، على أن تبدأ الامتحانات الساعة التاسعة صباحًا.

يشار إلى أن عدد الطلاب المتقدمين خلال العام يصل إلى أكثر من 80 ألف طالب وطالبة من جميع الفروع، بالضفة المحتلة وقطاع غزة.

البث المباشر