لم تتوقف اطماع المستوطنين وقادة الاحتلال (الإسرائيلي) في املاك الفلسطينيين عند الاحياء السكنية الفلسطينية في البلدة القديمة من القدس والخليل، بل تعدتها الى الاحياء السكنية المأهولة في قرى وبلدات المحافظة.
عندما تم توقيع اتفاق اوسلو المشؤوم في عام 1993 بين منظمة التحرير، كان من ضمن المناطق التي جعلها الاحتلال تحت سيطرته، مناطق حدودية مأهولة من الفلسطينيين وتستخدم في تنقلاتهم اليومية، امثال بعض الجسور على طرقات هي اصلا من المفروض ان تكون تحت السيادة الفلسطينية، ونذكر منها مناطق العيزرية وأبو ديس في القدس الشرقية وجسر حلحول في الخليل وجزء من شارع السلام وسط الخليل.
ثم تتابعت الاطماع (الإسرائيلية) بأن سيطرت على كثير من اراضي الفلسطينيين بعد اتفاق واي ريفر الذي شاهدنا بعد توقيعه سيطرة الاحتلال على الطرق الالتفافية ومن ثم استخدام الجدار العازل كوسيلة اخرى للسيطرة على الاراضي وتحويلها الى املاك دولة او الى المستوطنات الكبيرة المقامة على اراضي الفلسطينيين وتحويل قطع من اراضي الفلسطينيين الى بؤر استيطانية قابلة للتوسع.
وسيطر الاحتلال على الكثير من المحاور والاحياء السكنية داخل اسوار القدس وقام بهدم مئات المنازل حولها مستخدما مسمار جحا في الاستيلاء عليها كما يحدث في اسواق البلدة القديمة في القدس وشعفاط وسلوان.
عدوى جديدة
ولم تتوقف الاطماع بإنشاء أربع بؤر استيطانية في قلب الخليل وبؤر استيطانية اخرى في قلب مدينة بيت لحم فيما يسمى (قبة راحيل) مسجد بلال بن رباح وقبر يوسف عليه السلام وسط نابلس، بل امتدت ايدي المستوطنين الى احياء من صميم القرى والبلدات المصنفة حسب اتفاق اوسلو مناطق خاضعة للسلطة.
واقتحمت سلطات الاحتلال نهاية الاسبوع الماضي بلدة الشيوخ في محافظة الخليل واخطرت اصحاب الاراضي الواقعة في حي( قنان نياص) جنوب شرق البلدة بإخلاء اراضيهم تمهيدا للاستيلاء عليها باعتبارها اراضي دولة، ويمتلك هذه الاراضي عدد من عائلات الوارسنة والعيايدة والحلايقة واسعيفان وتبلغ مساحة الاراضي المحيطة فيه اكثر من ألفي دونم.
وقدم الاحتلال خرائط وصورا جوية للحي محددا من خلالها عدد من قطع الاراضي التي يملكها المواطنين عبد موسى سلامة الوراسنة ومحمد جبريل الوراسنة وقطعة ارض اخرى لعائلة العيايدة مدعيا انها املاك دولة.
وطلب الضابط (الإسرائيلي) الذي سلم الإخطارات للأهالي من سكان المنطقة الاحتجاج على القرار وتقديم الاوراق الثبوتية لدى ما يسمى محكمة الاحتلال في مدة اقصاها 45يوما.
ملك للفلسطينيين
رئيس بلدية الشيوخ شريف حلايقة أكد ان الاراضي التي ادعى الاحتلال انه يملكها هي املاك لمواطني البلدة وتقع ضمن الخارطة الهيكلية لبلدية الشيوخ، والاهالي يملكون فيها الاوراق الثبوتية التي تؤكد انهم ورثوها أبا عن جد.
والمواطن عدنان منصور وهو من ملاكي الاراضي التي يحاول الاحتلال مصادرتها، قال ان المواطنين سيدافعون عن اراضيهم ولن يسمحوا للاحتلال بتحويل حياتهم الى جحيم باستيلائهم على اراضي تابعة للبلدة.
وطالب منصور السلطة الفلسطينية بدعم المواطنين للثبات في اراضيهم ومنع المستوطنين والجيش من دخولها، منوها الى ان الاهالي سيعتصمون فيها ولن يتركوها للمستوطنين.
المواطن عادل اسعيفان قال انهم فوجئوا بالعديد من الجيبات العسكرية تقتحم الحي وتوزع قرارات وضع اليد ولم يعلموا من أي طرف اخر نية الاحتلال مصادرتها، وهي اراض تخص القرية وسكانها.
حزام استيطاني
وكانت سلطات الاحتلال سلمت اهالي القرية قبل 18عاما قرارات اخلاء مماثلة، وحاول مستوطن ادعى ملكيته للأرض فتح مصنع لمقالع الحجر بدعوى انه اشترى الارض من اصحابها الا ان الاهالي تصدوا لها ببسالة ومنعوا المستوطن من دخولها، وعلى ما يبدو فإن المستوطن تنازل عنها لتصبح تحت سيطرة حكومة الاحتلال التي ادعت انها تملك اوراق ثبوتية بشرائها.
والحي المذكور مليء بمنازل الفلسطينيين ويوجد فيه مسجد وحي كامل تقطنه عائلات من العيايدة والوراسنة والحلايقة وعويضات وهو ملاصق لأحياء اخرى تابعة لبلدة سعير وبلدة الشيوخ.
وحي قنان النياص متصل بمناطق زراعية يوجد فيها اشجار اللوزيات والعنب والزيتون وعلى مقربة منه مناطق وتلال تحتوي على الصخر الابيض مما يجعله محط اطماع المستوطنين بتحويل المنطقة الى منطقة صناعية مرتبط بالحزام الاستيطاني عبر مستوطنة خارصينا وكريات أربع شرق الخليل التي تبعد حوالي نصف كيلو متر هوائي ومغتصبة أسفر المقامة على اراضي بلدة الشيوخ من جهة الشرق والتي استولى الاحتلال من خلالها على الاف الدونمات.
وتقع بلدة الشيوخ على الحدود الشرقية لمدينة الخليل وتمتد اراضيها المختلطة مع اراضي بلدة سعير الى حدود البحر الميت شرقا وتطل بجبالها العالية التي تزيد عن الف متر -عن سطح البحر- على المدن والقرى الاردنية.