قد تؤدي لفتح المعبر استثنائيا

وساطة الجهاد لن تحلّ الخلاف المصري الحمساوي

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح

الرسالة نت-مها شهوان

في ظل الخلافات المصرية الحمساوية خاصة بعد قرار محكمة مصرية غير مختصة باعتبار حركة حماس "ارهابية"، طرحت حركة الجهاد الاسلامي مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.

فقد وصل لمصر وفد يضم الأمين العام رمضان شلح ونائبه زياد النخالة حاملاً أفكارا ومقترحات تم عرضها فور وصوله القاهرة على وفد من مسؤولي جهاز المخابرات المصرية المشرف على إدارة الملف الفلسطيني.

وكانت المحاور الأربعة التي طرحها وفد الجهاد الاسلامي على المصريين، تشمل تعزيز العلاقات الوطنية الفلسطينية المصرية، والأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة في ظل إغلاق معبر رفح البري وتمكين الفلسطينيين من التنقل، إلى جانب استئناف الجهود المصرية الراعية للمصالحة الفلسطينية وإزالة أية عقبات بطريقها، وبحث القضايا المتعلقة بالإجراءات التي اتخذتها القضاء المصري بحق حركة حماس.

مختصون في الشأن السياسي أجمعوا على أن وساطة الجهاد الإسلامي لن تفلح في تحسين العلاقة بين حماس والنظام المصري، فالأخيرة تريد من حماس تغييرا جذريا في كينونتها كأن تقبل بتغيير سياستها وتنشق عن الاخوان المسلمين، معتبرين أن الوساطة قد تؤدي إلى فتح معبر رفح استثنائيا.

الأحكام القانونية

بعد اللقاء الأول الذي دار بين وفد الجهاد الاسلامي والمسؤولين المصريين تبين أن هناك قبولا من مصر لمقترحات الجهاد الاسلامي والتي من شأنها إعادة فتح معبر رفح المغلق أمام المسافرين الغزيين.

المحلل السياسي عصام شاور قال إن ردود الفعل الغاضبة على قرار المحكمة المصرية تجاوزت الأراضي الفلسطينية، فالمصريون لم يتوقعوا التنديد الغاضب بهذا القرار، لذا سارع إعلامهم وبعض المسئولين إلى التخفيف من وطأته على العلاقة بين مصر وحركة حماس.

واعتبر شاور أن الهدف من استقبال وفد الجهاد الإسلامي في القاهرة بعد قرار المحكمة المصرية هو التغطية على استهداف النظام المصري للمقاومة الفلسطينية ليظهر أنه ضد حماس ومقاومتها فقط دون غيرها.

من ناحيته يقول هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية لـ"الرسالة": "لا توجد بوادر انفراجة بين حماس والنظام المصري، لكن قد يكون هناك طي لصفحة الأحكام القانونية من باب رأب الصدع"، متابعًا: "ليس من السهل تغيير العلاقة بين الطرفين حتى ولو تدخلت السلطة، لكن يمكن حدوث ذلك في حال اتخذت حماس خطوات تتعلق بتغيير توجهاتها".

وبيّن أن من ضمن الخطوات التي قد تنجز من وراء وساطة الجهاد الاسلامي فتح معبر رفح بشكل استثنائي.

وحول مدى مقدرة الجهاد الاسلامي على تقريب وجهات النظر بين حماس والنظام المصري يرى شاور أنها لن تغير في طبيعة العلاقة بين الطرفين بل يمكنها تقريب وجهات النظر، لافتا إلى أن العلاقة بين الطرفين سياسية اضطرارية ويتعامل معها الجانب المصري كقضية أمنية.

بينما ذهب البسوس بالقول: "رغم الامكانيات التي يمتلكها الجهاد الاسلامي وقوته على الساحة الاقليمية إلا أنه لن يتمكن من تقريب وجهات النظر بين الطرفين، مصر تريد أن تتعاون مع حماس أمنيا وسياسيا، فموقفها من الاخيرة يتوقف على تغيير توجهاتها السياسية كأن تنشق عن الاخوان المسلمين وتتعاون أمنيا معها في سيناء، وأن تدين بالولاء للنظام المصري".

قبول المقترح

الجهاد بدورها حصلت من المخابرات المصرية على موافقة بمقابلة القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق الموجود حاليا بالقاهرة، رغم رفض المخابرات السابق للقاءٍ طلبته فتح يجمع بين عزام الأحمد وأبو مرزوق في القاهرة لبحث ملف زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى غزة لإتمام المصالحة.

مراقبون رأوا في الموافقة على اللقاء رضًا مبدئيًا على مبادرة الجهاد وإن طلبت مصر بعض التعديلات.

ويتحدث البسوس أن حماس لديها نية الموافقة على فتح صفحة جديدة مع مصر، لكن قد تشترط مصر عليها توضيح سياستها المستقبلية، مؤكدًا على أن النظام المصري لن يجلس مع حماس على طاولة واحدة إلا ّإذا غيرت توجهاتها.

بينما المحلل السياسي شاور يرى أن مصر قد تضطر للجلوس مع حماس في حال استجدت أمور محلية وعربية تستوجب ذلك كما حدث في الحرب الأخيرة على غزة.

وفي نهاية حديثه لـ"الرسالة" لم يستبعد شاور أن يتم تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبه القضاء المصري ضد المقاومة الفلسطينية وقد تتدخل أطراف عربية مثل المملكة العربية السعودية لعلاج هذا الخطأ.

البث المباشر